الترامادول ليس حلا.. الميثادون والنالتريكسون بديل الهيروين

هل الترامادول بديل الهيروين؟

لا يعد الترامادول بديلا للهيروين تحت أي ظرف بناء على الدراسات العلمية، إذا لا يمكن استخدام الترامادول لتثبيط رغبة التعاطي عند محاولة الامتناع عن تناول جرعات الهيروين.

يصف المختصون أن ذلك الأمر أشبه بعلاج اضطراب إدماني باضطراب إدماني آخر، لأن المدمن حينما يستخدم الترامادول لذلك الغرض يضع نفسه في خطر الوقوع في الجرعة الزائدة خاصة أنه عقار شبه أفيوني ويعطي تأثيرا طفيفا، وبالتالي دون شعور سيتجه المدمن إلى تناول المزيد منه لأنه لن يسد مسد مفعول الهيروين القوي.
قد يكبح بعض آثار الانسحاب بنسب ضئيلة، وإن احتمل المدمن في تلك المرحلة الاضطراب الانسحابي للهيروين باستخدام الترامادول، سيصبح بنسبة 90 في المائة مدمنا عليه.

الجدير بالذكر أن متعاطي الترامادول في تطورهم الإدماني بعدما يتسامح الجسم مع مفعول العقار ولا يحصلون على نشوتهم يتجهون لتعاطي الهيروين، وبذلك تنغلق الدائرة على المدمن ما لم يتجه للبديل الصحيح للهيروين للإقلاع عنه.

اقرأ أيضاً عن:ابدأ علاج ادمان الترامادول بأحدث برامج العلاج مع أفضل روشتة

بدائل الهيروين لعلاج الإدمان

الميثادون والنالتريكسون هي العقاقير المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كبديل الهيروين العلاجي، إذ تستخدم تحت الإشراف الطبي الدقيق لإدارة أعراض الانسحاب قصيرة المدى وطويلة المدى، كما تقلل رغبة تعاطي المخدر بدرجة معقولة، إذ تم استخدامها بشكل ملائم مع حالة الإدمان.

الميثادون

الميثادون عقار اصطناعي، يستخدم في مرحلة البروتوكول الدوائي لعلاج بعض أعراض انسحاب الهيروين خصوصا أعراض الحمى والانفلونزا، كما ظهرت فعاليته في تقليل رغبة المدمن الخاضع للعلاج في تناول جرعته.

ينتقل الطبيب المعالج إلى بديل الهيروين المعتمد (الميثادون)، إذا كان ملائما لحالته بعد التقييم والتشخيص، في فترة الأعراض الحادة جرعة مناسبة لتخفيف الاضطراب والألم، ثم تخفف تلك الجرعة حسب جدول زمني، حتى يصبح المدمن خاليا من السموم مع نهاية فترة الانسحاب من الهيروين.

قد لا تتطلب كثير من الحالات استخدام الميثادون حيث يقيم الطبيب الفوائد ومدى الأثر الجانبي، وعندما يرى أن الميثادون هو البديل الأنسب يدخله في خطة إزالة سموم الهيروين للمدمن، أما إذا كان غير ذلك سيعمد إلى مجموعة أدوية أخرى.

يظهر الميثادون أعراض جانبية، وقد يساء استخدامه، لذا لا يمكن الحصول عليه إلا بوصفة طبية، كما يخضع لضرورة الإشراف الطبي إذ يظهر ردة فعل تحسسية كما يمكن الوقوع في إدمانه، وهناك عدة موانع قد تنطبق على الحالة وتسبب بعض المضاعفات، لذا يجب استخدامه كبديل للهيروين في برنامج علاجي داخل مراكز علاج الإدمان.

النالتريكسون

أظهر عقار النالتريكسون قدرة فائقة في تثبيط مستقبلات الأفيون لذا قد يستخدم بديلا لبودرة الهيروين في المرحلة الأولى من مراحل علاج الإدمان المهني.

يوجد النالتريكسون على هيئة حقن أو أقراص صلبة، قد يعتقد البعض أنه برشام بديل للهيروين يمكن استخدامه بصورة ذاتية، لكن الواقع السريري يؤكد أنه يجب استخدامه بمعرفة طبيب في مرحلة العلاج الجزئي تحت المراقبة المستمرة للتحكم في جرعاته واستخلاص الاستفادة منها.

استطاع النالتريكسون أن يتعامل مع اشتهاء الهيروين لدى المدمن خلال الثلاث أيام الأولى من الانسحاب، وقمع ذلك العرض الذي قد يتسبب في انتكاس الراغبين في العلاج، غير أن ذلك يستلزم استكمال فترة إزالة سموم الهيروين لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام، لأن العقار لن يستطيع إدارة الأعراض الانسحابية الأخرى التي تتطلب روشتة دوائية لكل حالة على حدة.

رغم اعتماد إدارة الدواء والغذاء الأمريكية النالتريكسون عقارا فعالا لعلاج الاعتماد على الهيروين كونه بديلا لمفعوله، إلا أن التحذيرات مرتفعة حول آثاره الجانبية، بجانب خطورة التحسس تجاهه، ولذلك قد يصفه لك الطبيب في مراكز العلاج بجرعات دقيقة، وقد يعدل الجرعات أثناء فترة سحب السموم طبقا لاستجابتك، وأحيانا أخرى قد يغيره بالكامل لأنه لا يعمل وفق سماتك البيولوجية.

كما أرتفعت نبرة التحذير بأن استخدامه لا يكون آمنا إلا بعد ظهور انسحاب الهيروين، وبالتالي يجب أن تكون داخل مصحة علاجية، بجانب أن استخدام النالتريكسون والميثادون يجب أن يكون ضمن سلسلة من العلاجات النفسية والتأهيل السلوكي والرعاية الخارجية ليتم المدمن تعافيه.

اقرأ أيضاً عن:طرق الإقلاع عن الهيروين، المنزل، الأعشاب، الأدوية بالتدريج، المستشفي

ملخص المقال

لا يوجد برشام متاح يمكن الحصول عليه كبديل للهيروين، وأي استخدام لأي عقار أفيوني بشكل ذاتي قد يكلف المدمن تهديد حياته، لذا فبديل الهيروين هو التوقف عن التعاطي والخضوع للتشخيص حتى يحدد لك الطبيب البديل الدوائي الآمن لتخفيف أعراض الانسحاب، قد يشمل علاجك الميثادون والنالتريكسون وهي من أشهر المواد العلاجية المصرح بوضعها في برنامج علاجي لمساعدة المدمن وتخفيف الرغبة، بينما كثير من الحالات قد تحتاج إلى برنامج علاجي مختلف تماما حتى يكون الانسحاب آمنا، مع ضرورة إتمام علاج اضطراب تعاطي الهيروين الدماغي بالمراحل التالية للانسحاب للتخلص نهائيا من الإدمان.