محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
التشخيص الطبي لفترة انسحاب بودرة الهيروين
التعاطي المزمن للهيروين يؤدي إلى تسامح النظام الداخلي للجسم على مفعوله وتعود آلية عمل المخ وخاصة المستقبلات الأفيونية على وجود نسبة معين من المخدر تعمل من خلال وجودها، والتسامح يعني أن الجهاز العصبي لن يستطيع أن يعطي التأثيرات المعتاد عليها إلا بوجود المخدر، كما أنه لا يتمكن من التكيف والرجوع إلى مستوياته الطبيعية نتيجة الاعتياد الطاغي على مادة أفيونية شديدة التأثير كالهيروين، لذلك يطالب المخ بمزيد منها.
أما التشخيص الطبي لفترة الانسحاب من بودرة الهيروين يتركز في النقاط الآتية:
كم مدة متلازمة الانسحاب وهل تستمر طويلا؟
تنقسم أعراض متلازمة الانسحاب الأفيونية إلى فترة انسحابية حادة وغير حادة. مدة الفترة الأولى المتوسطة لأعراض انسحاب الهيرورين والبودرة هي 5 إلى 10 أيام منذ بدايتها، وتعتبر تلك المدة اعتبارية إذ تتباين وتختلف مع الكثيرين وقد تمتد وتستمر الأعراض الحادة إلى فترة أطول من ذلك. وبشكل عام يبلغ الانسحاب ذروته خلال 72 ساعة.
تتلاشي الأعراض الحادة تدريجيا ليبدأ المدمن في اضطراب الانسحاب من الهيروين ما بعد الحاد والذي قد يمتد إلى عدة أسابيع أو حتى شهور، وأثناء التخفيف والعلاج قد تتغير الأشكال الدوائية حسب الملاحظات الطبية والاستجابة والأعراض المتصاعدة والجدول الزمني الخاص بالمريض.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
أعراض انسحاب الهيروين في الفترة الأولى
من المرجح طبيا أن تظهر الأعراض الانسحابية التابعة لترك جرعة الهيروين والبودرة في غصون 6 إلى 24 ساعة تقريبا، بينما قد يعاني بعض المدمنين من الانسحاب بعد دقائق معدودة، لكن من الشائع أن يبدأ الاضطراب بعد 12 ساعة من تاريخ آخر جرعة.
الفترة الأولى من آثار تبطيل البودرة والهيروين تبدأ بمجرد بدء إحساس الجسم بانخفاض الجرعة المعتادة، وتستمر الأعراض في التصاعد لتبلغ الشدة القصوى في ظرف 3 إلى 5 أيام، وتبدأ بعدها في الانخفاض.
قد تشمل أعراض انسحاب الهيروين الحادة:
الإرتباك والإثارة
يعتبر ذلك العرض أول ما يعاني منه المدمن ويشمل مشاعر مزعجة مع عدم السيطرة على الانفعال والشعور بالفراغ الروحي. وهنا يحتاج المدمن لدعم من أجل احتوائه.
حمى وأعراض انفلونزا
أعراض الحمى والانفلونزا تعد من أشهر الآثار المتعلقة بمتلازمة الانسحاب الأفيونية عموما إذا يعاني المدمن من التعب، الأرهاق والإعياء، سيلان الأنف، تغيرات في درجة الحرارة والشعور بالهبات الساخنة أو الباردة رجفات جسدية، احتقان، تعرق، إفرازات دمعية، قشعريرة، ثقل في الرأس وصداع.
اضطرابات النوم
تظهر اضطرابات النوم بشكل شائع إذ يلازم المدمن كوابيس وأرق ممتد ونوبات وصرخات هلع ورعب ليلية، على الرغم من ثقل الإعياء والخمول الجسدي.
آلام جسدية ومفصلية وتشنج عضلي
نتيجة ضعف حساسية المستقبلات الأفيونية لمثيرات الألم، تتميز فترة انسحاب الهيروين بأعراض ألم متفرقة على الجسم خاصة في البطن والمفاصل، بجانب ظهور نوبات من التشنج والتصلب العضلي المؤلم ووجع العظام.
اضطراب الجهاز الهضمي
يرجع الاضطراب الخاصة بالجهاز الهضمي نتيجة تبطيل البودرة والهيروين إلى اختلال عمل مستقبلات الأفيون المسؤولة عن الآلية الهضمية الطبيعية من الدماغ إلى الجهاز المسؤول لذلك يعاني المدمن في تلك الفترة الغثيان، القيء، فقدان الشهية، ألم في المعدة، واضطراب معوي بجانب مشاكل الإخراج المتمثلة في الإمساك.
اضطراب مزاجي وعقلي
يفتقد الجسم للكيمياء المتدفقة التي يطلقها مفعول الهيروين بعد تركه لتظهر الاضطرابات العقلية كالتقلب المزاجي، الهياج، التوتر والقلق، والكآبة وانعدام اللذة والقنوط والضيق الروحي.
اضطرابات التنفس
من الممكن أن يتعرض بعض المدمنين أثناء الانسحاب للنهجان وزيادة وتيرة التنفس.
مشاكل الضغط الدموي ونبضات القلب
من الآثار المحتملة زيادة مستوى الضغط الدموي ونبضاته مع ارتفاع ملحوظ في وتيرة الضربات القلبية. يعتبر اضطراب المؤشرات الحيوية السابق ذكرها من الأعراض المحتمل تصاعدها، لذا يلزم المدمن في تلك الفترة مراقبة طبية مستمرة من أجل حمايته من أي تصاعد ضار في حالته.
رغبة متزايدة في التعاطي
تظل الرغبة المتزايدة والاشتياق للهيروين من أبرز أعراض الانسحاب، إذ تصاحب كل الاضطرابات السابق ذكرها، ومع الضغط الزائد على الجسم والمستوى العقلي والقرب من المثيرات قد تغلب الرغبة وينتكس المدمن، لذا هناك احتياج أساسي لوضع استراتيجية للتعامل مع رغبة التعاطي وتخفيفها وسط بيئة آمنة وداعمة لمنع الانتكاس، لأن أغلب المدمنين الذين ينتكسون قد يتجهون لتناول جرعة زائدة مميتة للتخلص من الانسحاب وأعراضه والرغبة الملحة.
ما تم ذكره من أعراض انسحاب هي الأكثر شيوعا بين المدمنين، في بعض الحالات قد تظهر أعراض أخرى، وتصل الحالة إلى مستويات خطيرة من الاضطراب، يصعب فيها احتواء المدمن إذ لم يكن هناك تشخيص مسبق والوقوف على مدى الشدة الإدمانية، إذ كلما طالت مدة التعاطي وكانت الجرعات اليومية مكثفة أصبح الانسحاب أصعب وأشد. لذا يجب اتخاذ احتياطات تخفيف تلك الأعراض والتعامل معها بشكل مهني يلائم ما نتوقع حدوثه بناء على التقرير الطبي.
الفترة الممتدة لمتلازمة انسحاب المواد الأفيونية
متلازمة انسحاب المواد الأفيونية طويلة الأمد خاصة مع الهيروين قد تستمر لأسابيع حتى بعد وصول نسبة السموم في الجسم إلى صفر.
تتسم تلك الفترة بأعراض أقل حدة من الفترة الأولى، ولكنها مزعجة تجعل المدمن المتعافي في حالة ضعف جسدي وعقلي، بسبب محاولة المخ والجسم التكيف مع المتغيرات الجديدة دون مفعول الهيروين، ومن المرجح أن يعاني المدمن خلال فترة الانسحاب المطول للهيروين من:
ورغب قلة حدة تلك الأعراض إلا أن حالة الضعف التي يكون عليها الجسم والهوية الإدمانية المتمثلة في الاضطرابات العقلية لتعاطي المخدر، مع جهاد المخ والجهاز العصبي لاستعادة وظائفهما وتجديد الآلية الطبيعية للاستجابة للرسائل العصبية وإرسالها، قد ينصاع المدمن لرغبة التعاطي للتخلص من الاضطراب النفسي والعاطفي، هنا أيضا يزداد خطر شراهة المدمن في التعاطي.
كيفية التعامل مع أعراض الانسحاب
لكل حالة إدمانية أعراضها وتجربتها الخاصة مع الإنسحاب، ولا يمكن عرض وسائل عامة لتخفيفها، ولكن النهج الصحيح لكيفية التعامل مع أعراض انسحاب الهيروين هو إدارتها و تخفيف حدتها ببعض الأدوية البديلة للأفيون بجرعات محددة، واستخدام أنواع دوائية لا تظهر تفاعل ضار في النظام الداخلي للجسم في مرحلة الانسحاب الحاد بعد التشخيص، مع تطبيق نهج غذائي ومعالجة واحتواء نفسي ودعم قوي بجانب المدمن.
وبرغم انخفاض توقع الاضطراب المهدد للحياة إلى أن البنية الجسدية للمدمن وضعف كفاءة الأعضاء قد يجعل من انسحاب الهيروين فترة في غاية الصعوبة على المدمن إذا واجهها بمفرده، بالإضافة إلى الأعراض الغير الحادة التي تستلزم تعلم استراتيجيات إدارة الأفكار والقدرة على الاسترخاء ومقاومة رغبة التعاطي الممتدة.
ويمكن ضمان تخفيف وإدارة أعراض الإقلاع عن الهيروين بطلب المساعدة المهنية من متخصصي علاج الإدمان داخل مركز مختص بسحب السموم ومعالجة الاضطراب الإدماني لتعاطي المخدرات.
علاج أعراض انسحاب الهيروين بالرعاية المهنية دون ألم
يعتبر بروتوكول سحب سموم المواد الأفيونية المهني داخل مركز متخصص أكثر الطرق أمانا لعلاج أعراض انسحاب الهيروين إذ يوفر للمدمن:
ما يعني أن علاج أعراض انسحاب الهيروين تحت الإشراف المهني يبدأ بالتشخيص واستخدام أدوية علاج الانسحاب من الهيروين كالميثادون والنالتريكسون، ومضادات الاكتئاب والمهدئات والمسكنات وحماية المدمن من حالات الجفاف باستخدام مضادات القيء والإسهال بجانب مضادات الاختلاج، و التعامل بسلاسة مع أعراض رغبة التعاطي وتخفيفها مع العوامل المساعدة الأخرى من دعم، احتواء، بيئة مشجعة وآمنة بناء على تشخيص سليم، لتمر تلك الفترة بسلام على المدمن ويتجه إلى فترة التعافي من الإدمان الجذري للوقاية من الانتكاسة والتي تتشكل في برنامج ممرحل يمتد من 90 يوما إلى 180 يوما.
بينما فترة علاج الانسحاب الحاد تتراوح ما بين 7 إلى 14 يوما، لذا أمام المدمن خيار آمن بدلا من المعاناة من الانسحاب بمفرده، إذ يمكن التواصل مع مستشفى دار الهضبة أفضل مستشفيات علاج إدمان الهيروين في مصر عبر الواتس آب 00201154333341 لمناقشة خيارات علاجك والبدء في ترك الهيروين بشكل آمن.
ملخص المقالالإقلاع عن الهيروين قد تكون مرحلة صعبة في حياة المدمن، بسبب التغير الدماغي والأنظمة العصبية في جسده، إذ يتبع انخفاض الجرعة المعتادة أعراض واضطرابات يعاني منها، تتغير شدتها حسب وضعية حالته الإدمانية وطول فترة تعاطي الهيروين أو البودرة.
أعراض انسحاب الهيروين مدتها متغيرة بين حالة وأخرى متوسطة مدتها الاعتباري قد يصل ل 10 أيام بينما الغير حاد منها يستغرق فترات أطول.
إدارة الانسحاب وتخفيف الأعراض يلزمه تشخيص لاستخدام الأدوية الآمنة المناسبة للاضطراب الحادث حتى لا يحدث تداخل ضار أو خلل نتيجة عدم تحمل الجسم، لذا الإشراف الطبي المتضمن للتشخيص وإزالة السموم ببروتوكول دوائي وغذائي في مكان داعم بعيد عن المثيرات هو الطريق الآمن لعلاج أعراض انسحاب الهيروين كخطوة أولى في سبيل التعافي والمحافظة عليه.
للكاتبة: أ. حياة
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر