هل مدمن الخمر يستطيع تركه؟ ما يحب فعله للتسهيل وبلوغ العلاج

ما الذي ينتظرك عند الامتناع المفاجئ عن شرب الخمر؟

يصعب على أي شخص آخر غير المدمن تخيل ماذا يحدث عن التوقف عن تناول جرعة الكحول المعتادة لأن تصوراته عن اضطرابات التعاطي غير كافية لفهم شخصية مدمن الخمر، وما يحدث لدماغه والتشويش على أفكاره والألم والتغيرات العاطفية التي تقود سلوكه، والالم الجسدي الذي يعاني منه عند انخفاض نسبة السموم، هذا ما يجعل هناك صعوبة شديدة على المدمن لترك الخمر بشكل فردي بدون الحصول على دعم كاف ومساعدة متخصصة إذا كان متعاطي منتظم لفترة طويلة.

على المستوى النفسي والجسدي التخلص من تعاطي الكحول عند الانتظام في تجرعه لفترة زمنية تحدث الإدمان أمرا قد يحمل خطورة ويشكل صعوبات بسبب أعراض الانسحاب التي يتعرض لها المدمن والتي تبدأ بعد 4-8 ساعات بمجرد عدم إمداد الجسم والمخ بالجرعة المعتادة في موعدها والتي تصل ذروتها بعد 24 ساعة أيام وتستمر من 3 إلى 7 أيام أبرز تلك الأعراض الهياج، القلق، ألم العضلات، غثيان وقئ، حمى، تضبب عقلي، والاضطرابات الشديدة التي تمثل خطورة مثل الهذيان الارتعاشي وأعراض الاكتئاب، نوبات الذعر، اضطراب الضغط الدموي والقلب، بخلاف الرغبة الشديدة وعدم قدرة المدمن على مقاومتها بسبب الخلل في كيمياء المخ والخلايا العصبية وأجزاء العقل المسؤولة عن اتخاذ القرار.

كيفية التسهيل على المدمن عند الإقلاع عن الخمر؟

الإقلاع عن الكحول ينجح بنسبة كبيرة مع المدمن الذي يمتلك رغبة في الامتناع ويقرر بالوقوع في الإدمان والقناعة التامة بأهمية العلاج والثقة في نتيجته الإيجابية، مما يسهل عليه طلب المساعدة الطبية.
يمكن للأسرة أن يكون لها دور في تسهيل بدء ترك الخمر وتذليل المصاعب التي قد تبدو مستحيلة داخل عقل المدمن من خلال إقناعه بعلاج إدمانه عن طريق:

• النقاش السلمي المتعقل: اتباع السبل التحاورية لتوضيح أضرار التعاطي عليه وعلى الأفراد المحيطين به بشئ من الهدوء والحكمة مع اختيار الوقت المناسب الذي يتقبل فيه النقاش.
• توضيح الحقائق دون نبرات غاضبة: يفضل الابتعاد عن التهديد والعتاب الجاف عندما يبدي مدمن الخمر إنكارا أو اعتراضا، وبدلا من ذلك نبدأ في توضيح الحقائق حول اضطراب تعاطي المخدرات، وماذا يحدث من أضرار جسمية عند التمادي، وما سيؤول إليه الأمر من اضطرابات وأمراض مزمنة.
• التأكيد على جدوى العلاج: المدمن يعرف أنه تحت السيطرة القهرية للإدمان ويشك في نتيجة العلاج، وعلى هذا الأساس يجب إزالة تلك الشكوك وعرض نماذج نجحت في التخلص من الخمر وحافظت على تعافيها وتعديد الفوائد التي عادت عليهم.
• التواصل الداعم وإبداء التفهم: التحفيز والتشجيع من أهم الوسائل ويأتي ذلك من خلال إشعار المدمن بالدعم وتفهم حالته الاضطرابية وما يمر به من ألم عاطفي وأفكار قهرية، والتواجد بجانبه حتى النهاية للخروج من تلك المحنة حتى استعادة عافيته.
• الابتعاد عن التمكين: في محاولات إقناع مدمن الخمر بتركها أهم داعمة هي الابتعاد عن الممارسات التي تمكن وتزيد من الاضطراب الإدماني مثل منحة الأموال، تلبية احتياجاته، السماح بالتعاطي في المنزل، التستر عليه، الكذب من أجله، السماح بإرهاق وتدمير نمط الحياة، يجب وضع حدود صحية حتى يتلقى نتائج إدمانه في حالة رفض العلاج.
• توضيح المدة: قد يتشجع المدمن وتملكه الرغبة الإيجابية في التعافي، عندما يعرف أن الشعور بالتحسن بعد التوقف عن الخمر يأتي في أقل من شهر، بينما يستمر الجسم في العودة إلى طبيعته من 3-6 أشهر من إتمام العلاج.
• تواصل مع مختص لطلب المساعدة: ليس مستحيلا أن يترك المدمن الخمر رغم الإرهاق في محاولة الإقناع، يمكن التواصل مع مختص لطلب المساعدة، وقد تكون الاستشارة الأولى كافية لأن الطبيب أكثر قدرة على التعامل العقلي مع الحالات الإدمانية، خاصة إذا عرف المدمن أن الانسحاب سيمر دون ألم بواسطة العلاج الدوائي والدعم الذي يتلقاه.

الكيفية والخطوات

بمجرد وجود إرادة قوية وقناعة بأهمية قطع التعاطي يمكن الاعتماد على الطريقة الطبية التي تعد أفضل طريقة والأكثر ضمانا لترك الخمرطبقا للتجارب والرأي المتخصص، إذ تتضمن تطبيق خطوات منظمة لاستعادة العافية الجسدية والطبيعة العقلية والسلوكية المستقرة وتتمثل كيفية تنفيذها في المراكز المتخصصة:

• إجراء تشخيصي متكامل: لوضع تقرير عبر الفحص السريري والبيولوجي يتضمن الأضرار والاضطرابات لدى المدمن بشكل دقيق وعلى أساسه يختار الطبيب الخطط العلاجية الفعالة.
• إزالة السموم: وفيه يخضع المدمن لفترة علاجية معتمدة على الدواء والغذاء والدعم لإدارة الانسحاب الكحولي دون الشعور بآلام ساحقة أو اضطرابات تعيق العلاج داخل بيئة طبية آمنة.
• تلقي العلاجات التأهيلية: التي تمد للمدمن كافة القدرات العاملة على منحه مقاومة التعاطي عبر الاستشارات الفردية والدعم الجماعي والتدريب على طرق التأقلم الصحي ومنع الانتكاسة.
• حماية التعافي: من خلال تسهيل تقديم الدعم الخارجي، وتواتر المتابعة الطبية وتطوير طرق الرعاية الذاتية، وإدماج المتعافي في بيئة صحية عبر مجموعات التعافي والأنشطة الصحية.

يجب أن نعلم أن رحلة التعافي من إدمان الخمر ليس بالطريق الميسر أو الهين، فالتحديات الخارجية متعددة ومسببات الانتكاسة قد تسيطر في لحظة، لذا الرغبة الأكيدة، والحفاظ على مكتسبات العلاج، والالتزام بخطة التعافي هو المعول عليها، بجانب يقين المدمن أنه في النهاية سيتخلص من اضطرابه.

اقرأ أيضاً عن:علاج إدمان الكحول مدته وافضل المراكز والأسعار

هل تفكر في التوقف عن الخمر منزليا؟! إليك تجارب سابقة

يقول م.ر “تجربتي مع إدمان الكحول ومحاولة الإقلاع عنه كانت مثقلة بالمتاعب والاضطرابات، إذ كانت تظهر المصاعب تلو الأخري، حيث تعرضت لانسحاب شديد منذ اليوم الأول في ترك التعاطي وعانيت من نوبات هياج، ارتعاشات، حمي عنيفة، جفاف نتيجة الاستفراغ، ولم أطق صبرا وخارت قواي ورجعت إلى الشرب مرة أخرى بعد يومين فقط، ولم أتمكن من العلاج إلا بعد الخضوع لبرنامج علاج إدمان متخصص”.

يروي أحد المتعافين “لم تكن التجربة هينة بالمرة عندما هممت للتخلص من الكحول، فتأخر الجرعة سبب لي إعياء وإرهاق، أرق واكتئاب، وتلبستني العدوانية والعنف وكدت أصيب زوجتي بإصابات بالغة عندما حاولت منعي من الخروج لتناول جرعة، بالرغم من أن رغبتي وقناعتي موجودة إلا أنني أنكرت قيمة العلاج، وهيئ لي عقلي أنني أقوي من مفعول الكحول، ولم استطع التعافي إلا باللجوء للاستشارة النفسية والسلوكية بعد سحب السموم طبيا”.

تجربة اخيرة نقلا عن مجموعة دعم “كدت أقتل نفسي بمحاولة تجربة وصفات جدتي السحرية لمنع الخمر والتوقف عنه والتي اتضح أنها لا جدوى منه ومجرد رواج زائف يضر أكثر مما ينفع، فبعد التوقف وتحضير وصفة وتناولها ظهرت أعراض تضرر الكبد، كما سيطرت على الهلاوس والأوهام، وقادتني التجربة لشرب جرعة زائدة خطيرة من الكحول لولا إسعافي وخضوعي لسحب السموم الطبي واستكمال معالجة اضطرابات التعاطي لكنت في عداد الموتى”.

بناء على التجارب الحية والتشخيص السريري، يشدد الاطباء على عدم محاولة الامتناع عن تناول الخمر في المنزل حتى لا يواجه المدمن اضطراب خطير وانتكاسات متعددة ويتجه لا وعيا لإيذاء النفس أو أفراد اسرته.

توصيات الأطباء

إذا كانت رغبة المدمن التوقف عن الشرب وظروفه لا تسمح بالعلاج الطبي، فيجب التأكيد على أن تخلي الدماغ عن الخمور عند اتخاذ خطوة العلاج المنزلي يحتاج إلى جهد وعمل منظم دائم وحس مسؤولية ووعي بجانب وجود شبكة دعم أسري قوية، لإعانة المدمن للوصول لمبتغاه، ولتقليل الأضرار يجب أخذ النصائح التالية بعين الاعتبار:

• تحدث مع أحد أفراد الأسرة: ليكون عونا لك في وقت الأزمات.
• اطلب استشارة متخصصة: لفهم مدى اضطرابك وتوقع شدة الانسحاب، والوسائل الأفضل لتخفيف الأعراض، وكيف تطلب العون عند ظهور مخاطر.
• عزز رغبتك: بكتابة أضرار الإدمان، وفوائد الإقلاع، والقيمة التي ستشعر بها عند النجاح.
• اقبل التحدي: اشعل حماسك وتقبل التحدي والصعوبات وتخيل كيف ستستعيد حياتك وسيطرتك عليها.
• حدد عوامل الخطر: مثل المحفزات، والأفراد، الأماكن، تفاصيل المثيرات، وتجنب التعرض لها اثناء الإقلاع.
• تعلم وسائل الرعاية والاسترخاء: وهي ضرورية لإدارة العاطفة والمزاج المتقلب مثل التنفس الصحيح، الاغذية الصحية، النوم المنتظم، تمارين اليقظة، شرب السوائل، الاعتناء بالنفس.
• لا تختلي بأفكارك: يفضل البقاء منشغلا قدر المستطاع وعدم الاستسلام للفراغ أو الملل، ينصح بممارسة الهوايات والنشاطات الخفيفة الممتعة كالقراءة، الرسم، التدوين، التنزه، إعداد الطعام..
• التحق بمجموعة تعافي: وسيلة فعالة لإبقائك مركزا على هدفك في ترك الخمر حيث تحاط بمجموعة من الداعمين يمرون بنفس تجربتك ويقدمون لك النصائح والمشاركة الفعالة مثل مجموعة 12 خطوة.
• لا تيأس: قد تقع في الانتكاس عند محاولة ترك الخمر المهم عدم اليأس، لأن التعافي سيظل ممكنا في النهاية.

في تلك حالة تعدد الانتكاسات قد تتطلب حالتك العلاج بالادوية والدعم النفسي، لتكون الملاذ الآمن لك والاكثر ضمانا لتتوقف عن التعاطي بأمان، تواصل معنا لنلقي أفضل علاج للتخلص من الخمر عبر 01154333341.

اقرأ أيضاً عن:نصائح للابتعاد عن الخمر والكحول وكيف تقنع المدمن بتركه؟

ملخص المقال

أن كان ترك الخمر صعبا فهو ليس مستحيلا بوجود سبل مختصرة تمنع المحاولات الفاشلة أو التعرض للانتكاس عبر اللجوء للعلاج الطبي الذي يقدم لك الأدوية لإدارة الألم ووسائل الطب النفسي للتخلص من الاضطراب الدماغي العميق للإدمان والمسبب للانتكاس ورفع القدرة على الامتناع طويل المدى عبر التطوير السلوكي والفكري.