شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

أبوي مدمن كحو ماذا أفعل؟ تأثير ذلك وكيفية التعامل الصحيح


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
طفل يبكي ويقول أبوي مدمن كحول ماذا أفعل؟
المقدمة

لا يكون من السهل البتة أن يقول الابن أبوى مدمن كحول، لذا يجب اخذ الحيطه اولا والتاكد من الأمر جيد ثم طلب المساعدة من المقربين للتحديث مع الأب، لأن الأمر هنا يأخذ مجرى معاكسا وأكثر تعقيدا مما قد يبدو عليه الوضع حين يتعلق الأمر بالأبناء، إذ حينها يبدو الوضع أسهل من حيث التوجيه وتقديم النصح أو اتخاذ أساليب حازمة وصارمة، في حين سيتطلب ذلك الكثير من التوخي والحذر إن تعلق بالآباء، فإن كنت ابنا لأب شارب للخمر فأنت حتما تخفي العديد من التساؤلات والارتباك في ما عليك فعله، فما على الأبناء فعله إن كان الأب مدمن كحول؟ وما تأثير ذلك عليهم؟

حول أزمة التعامل مع أب مدمن

نعلم جيدا أن الآباء يأخذون حيزا وتصورا مثاليا في حياة الأبناء باعتبارهم قدوة ونموذجا أخلاقيا يعكس أسلوب حياة سوي ومتزن، لكن فلنتفق أيضا أن الأب أيضا كأي امرئ منا معرض للوقوع في الخطأ، كتعاطي وإدمان المشروبات الكحولية وعليه لابد من التعامل مع الوضع ضمن هذا الإطار دون إغفال رابطة الأبوة التي تبقي على سبل مقدسة في التعامل مع الوضع.
لذا نسعى لبعث طرق وأساليب تساعد الأبناء على التعامل مع الأب المدمن، من حيث مساعدته وتوجيهه نحو الإقلاع عن الشرب، وكذلك من أجل التعامل مع الأمر على نحو يجنبهم الدخول في دائرة من المشاكل والأزمات النفسية.

انعكاسات الأب مدمن الكحول على الأبناء والأسرة

انعكاسات الأب مدمن الكحول على الأبناء والأسرة

بدءا، إذ كنت تقول أبوي مدمن كحول، فإن هذا حتما قد ينعكس على الكثير من الأمور على غرار سلوكياته داخل الأسرة ويؤثر في دوره غالبا من حيث كونه عماد البيت مما يخلخل النظام ويتسبب في العديد من المشكلات.
ناهيك عن تأثر ممارساته الحياتية عند أبسط تفاصيلها وهذا ما يبرر شكوى العديد من الأبناء ضحايا الأب المدمن للخمر بقولهم: ” أبي لا يقوم بدوره معنا بسبب شربه للخمر”، “أبي لا يصلي”، “أبي يتسبب في العديد من المشاكل” ” ابوي مدمن عنيف” أو ما شابه ذلك من التعليقات، فما هو تأثير تواجد أب مدمن للكحول على الأسرة ؟ وما عواقب ذلك عليه أيضا؟

إن تعاطي المشروبات الكحولية له العديد من الآثار ليس على الأب المدمن فحسب بل أيضا على الجو الأسري العام، وسنعرف أن ذلك مرض عقلي إن علمنا أن آثار الخمر وخيمة ضمن أبعاد مختلفة نفسيا وجسديا وأخلاقيا، ما يترتب عنه أشخاص مضطربين غير قادرين على التعامل السوي، ومن آثار الشرب على الأب نذكر:

مضاعفات صحية على الجسم

إذ يتسبب الافراط في الشرب وإدمان الكحول آثارا وخيمة على جسد المدمن على غرار تليف الكبد والتهاب البنكرياس ومشاكل في القلب من تضخم وفشل وارتفاع ضغط الدم، وتشمل أيضا آثار الشرب مشاكل في الدماغ وتلف الأعصاب ما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد السكتة الدماغية.
يتسبب الشرب في اضطراب وظائف الجسم كضعف الجهاز المناعي، وتأثر القدرات الجنسية للمدمن، وتلف الأجهزة الحسية ما يفسر حدوث مشاكل في الرؤية ورعشة اليدين واضطراب حاسة الشم وغيرها من المضاعفات.

الغضب والتوتر والانفعال

تتأثر نفسية الأب المدمن نتيجة الافراط في شرب الكحول بشكل جلي يعرقل ممارساته اليومية، ويعرضه للكثير من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والمشاحنات ويتسبب في ردات فعل خارجة عن سيطرته.

الوقوع في المشاكل

كنتيجة متوقعة، يتعرض الأب المدمن للعديد من المشاكل في حياته اليومية سواء ما تعلق بالممارسات الخارجة عن القانون كالحوادث والشجارات كتوريطه في الجرائم أو التعرض للاهانة والضرب أو حتى تورطه في القمار والانحراف الجنسي، كما ينعكس عليه إدمان الشرب بالتأثير على حياته المهنية بما تتسبب له فيه من تخبط وتدهور في الأداء.

غياب دور الأب في المنزل

لا يختلف اثنان أن شرب الكحول يؤثر على الأب من حيث يجعله يقصر تجاه دوره ومسؤوليته الأسرية وعلاقته مع زوجته وأبنائه ويغيب حضوره، وكل هذا يتسبب في التسيب وانفلات الوضع وتشتت الأسرة.

تدهور الحالة المادية

وذلك نتيجة إسرافه في الشرب على حساب حاجياته الأساسية ما يتسبب له في الإفلاس أو عدم مقدرته على لب حاجياته الأساسية بشكل متوازن.

في المقابل، تتوسع عواقب شرب الآباء للكحول لتشمل ذويهم عبر العديد من المشاكل مما يتسبب في:

تفكك العلاقة الأسرية

إن بغياب حضور الأب وسط أسرته، تتصدع الأسرة وتتأثر سلبا بصورة يصعب تداركها، حيث يغيب الحوار وتتخلخل الأدوار ما يساعد على الانفلات والتسيب والصدام وكثرة المشاكل.

الشعور بالخزي والعار من قبل العائلة

كثيرا ما يعاني أفراد أسرة الأب المدمن من ممارسات والدهم الباعثة على الخزي والخجل، وكل هذا ينعكس على العلاقة بينهم لتبنى على الكراهية والغضب والرغبة في الخلاص من تصرفاته وسلوكياته نتيجة ما تتسبب لهم فيه في محيطهم الاجتماعي.

احتمالية تأثر الأبناء بسلوكيات آبائهم وتقليدهم:

تشير التجارب أن العديد من الآباء المدمنين للكحول كانوا السبب الرئيس في دخول أبنائهم عالم الشرب، باعتبارهم القدوة الأولى والبوصلة التي توجههم نحو الطريق الصحيح، لذا يقلد الكثير من الأبناء آباءهم إن هم شربوا مبررين تصرفاتهم بما يبدر منهم خاصة في حال غياب كلي للتوجيه والمراقبة.

نحن هنا من اجلك ..

لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية

التواصل مع الاستشاري واتس اب التواصل مع الاستشاري ماسنجر الاتصال بالاستشاري هاتفيا حجز فحص اون لاين
فضفض معنا واكتب استشارتك وسيتم التواصل معك

بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.

بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.



أبي مدمن كحول ماذا أفعل؟

أبوي مدمن كحول ماذا افعل

بعد معرفة آثار الشرب على الأب المدمن وعائلته، يبقى التساؤل حول ما على الأبناء فعله محيرا، وذلك لصعوبة الوضع والتعامل معه، فما هي أجدى الوسائل التي قد تساعد الأب على التخلص من شرب الخمر، وكيف على الأبناء التصرف تجاه ذلك دون أن يتسببوا في تفاقم الوضع أو بلوغه مشاكل هم في غنى عنها.

إنه لمن المهم، ان كنت ابنا لأب مدمن أن تتريث وتطلب النصح قبل اتخاذ أية خطوة حتى تضمن عدم تأثر علاقتك بوالدك، ولأجل ذلك ننصح ب:

تجنب الصدام:

إن شرب الأب للخمر وإدمانه لا يبرران بأي شكل الدخول في تصادم عنيف معه من قبل الأبناء، بل يعد ذلك عقوقا وجب توخي الحذر من مغبته. و الأجدى أن يجد الأبناء سبلا للتواصل مع الأب دون خلق حساسية أو كسر لقداسة الابوة.
ويفضل اختيار الأسلوب والتوقيت المناسبين للحديث عن الموضوع، فإن كان والد يشرب علانية حاول أن تتجنب الحالات التي يكون فيها منفعلا أو في حالة سكر حتى لاتزيد من تفاقم الوضع، أما إن كان يخفي إدمانه للشرب، سيكون من المهم التدارك قبل إخباره بمعرفتك للأمر حتى تتجنب خروج الأمر عن السيطرة باعتبار الأمرشديد الحساسية.

الاستعانة بفرد من العائلة:

سيكون من الجيد اللجوء لأحد أفراد العائلة المقربين و المتزنين من أجل إقناع الأب على الإبطال ونصحه وتوجيهه، خاصة في حال رغبت أن تظل بعيدا عن الصورة أو المواجهة المباشرة مع الأب.

الدعم النفسي:

يحتاج مدمن الكحول عموما للدعم والمساعدة، وحين يتعلق الأمر بالأب لا يكاد الأمر يختلف، حيث يساعد التواجد الداعم والمستمر للأب ومحاولة التقرب منه على مساعدته على الرجوع للطريق الصواب.
يكون ذلك بالتقدير المستمر والتقرب منه وفتح المحادثات الودية، وتحسيسه بقيمته ودوره وأهمية وجوده.

محاولة معرفة الأسباب والظروف التي تسببت في إدمان الأب:

كالظروف الاقتصادية أو الاجتماعية ومخالطته لرفاق السوء، أو بسبب كثرة المشاكل داخل البيت وغيرها من الأسباب التي سيكون معالجتها ركيزة أساسية لطريق التخلص من الشرب.
حاول معرفة كافة الظروف ومعالجتها بالقدر الممكن متخذا كافة السبل التي تعزز لفت انتباه الأب لأهمية الأمر بالنسبة لك.

اللجوء للمساعدة الطبية:

في حال كان الوضع شديدا ومتفاقما، لا تتردد في طلب المساعدة الطبية والاستشارة من قبل متخصصين أو اللجوء إلى مركز علاج الإدمان إن تطلب الأمر، فبعض الحالات يصعب معالجتها بشكل فردي وتتطلب تدخلا من قبل متخصصين، كمستشفى دار الهضبة، عبر الواتس: 0201154333341.

ماذا عن نفسية الأبناء؟

لا يمكن بأية حال أن نغفل جانبا مهما في موضوع إدمان الأب على الخمر، ألا وهو نفسية الأبناء، فإن كنت تتساءل حول ما يجب فعله إذا قلت ابوي مدمن خمر، فأنت حتما تمر بضغوط نفسية معقدة وتحتاج للتوجيه والنصح والدعم أيضا.

إن نفسية الأبناء تتأثر بشكل مباشر بالجو الأسري وقد يتسبب وجود أب مدمن في المنزل في تعرض الأبناء الاكتئاب والتوتر والانطواء وربما حتى الرغبة في ترك المنزل بعيدا عن الضغوط والمشاكل التي يتسبب فيها، لذا وجب الالتفات لجميع هذه الأفكار والتوجه للأبناء ببعض النصائح حتى يتم تجنب أي عواقب تعود بالسلب عليهم:

  • تأكد أن وضع والدك الصحي والنفسي لا يتعلق بأي شكل بعلاقته تجاهك وأبوته، حاول دائما الفصل وتجنب خلط الأمور، حتى تتجنب الشعور بالحزن والدونية والمشاعر السلبية بينكما، فقط تعامل مع الوضع بموضوعية باعتبار والدك شخصا مريضا يحتاج للمساعدة.
  • لا تتردد في طلب استشارات ودعم نفسي للإفضاء بكافة المشاعر التي تواجهك إزاء الوضع حتى تضمن عدم تمكنها منك مما قد يغرقك في الاكتئاب والتخبط في الحزن.
  • حاول شغل وقتك واستثماره فيما يفيد كيلا يتمكن منك الفراغ الذي بدوره قد يقودك لطرق غير محمودة تأخذ بك أنت الآخر لمسالك الإدمان والشرب.
  • لا تفكر كثيرا في أبيك على أنه وصمة عار، بل انظر أنك تتعامل مع مريض يحتاج للرعاية والإقناع بالعلاج كأي مرض جسدي أو نفسي.

ملخص المقال

إذا كنت تعاني من وجود أب مدمن للكحول، فأنت تحتاج إلى فهم الموقف وأن أباك مريض يحتاج موقف داعم منك يحثه على العلاج، نحن نعلم مقدار المعاناة والألم العاطفي على الأبناء عندما تهتز صورة الأب داخلهم، ولكن لا أحد ينكر أن الإدمان مرض يحتاج إلى الروية والاتزان من أجل تطبيق العلاج.
لذا استعن بالمساعدة من أحد الأقرباء، والمساعدة المهنية، مع تفادي الاصطدام مع الأب حتى لا يتأزم الموقف، اهتم بصحتك النفسية وحاول إيجاد طرق لرفع الحالة المعنوية للأسرة والتعاضد من أجل التعامل مع الأب المدمن على الخمر بشكل متزن يناسب الموقف ويتماشى مع مشاعر وأنماط تفكير مدمن يحتاج إلى تعزيز رغبته في العلاج بالتحفيز و تبيان ماهية الإدمان ومخاطره.

للكاتبة: أ. حياة.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على  البحث والاطلاع المستمر  مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق  يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.

 

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة

علامات الثمالة بعد شرب الخمر بارزة منها احمرار العين والوجه، ارتفاع حرارة الجسم مع برودة الأطراف، الترنح وثقل اللسان، ارتخاء الجفون، تداخل الكلام، الترنح وارتخاء العضلات.

ينصح بعدم الصدام معه، أو لومه وعتابه، يجب أن تبقى هادئا حتى تمتص غضبه لأنه الخمر يؤثر على قراراته وتفكيره وبالتالي أي رد فعل منك قد لا يكون مأمون العواقب، ويمكنك في الصباح التالي مناقشة الأمر معه بهدوء إذا كان مستوى العلاقة بينكما يسمح بذلك.

من أكثر التصرفات خطورة شرب الأب للخمر في المنزل، إذ تكون قريبة من الأطفال، بجانب رؤيتهم لحالته وهو سكير، ومن المجازفة منع الأب من شرب الخمر في المنزل بالانفعال والغضب، لذا عليك اتباع طرق التعامل مع شارب الخمر بما هو مذكور في المقال حتى تحصل على حلول دون أزمات.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة