محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
الكبتاجون والضلالات.. لماذا يُهلوس المُدمن؟
من أبرز المواد الكيميائية التي تُصيب الإنسان بأعراض الذهان والضلالات هي مادة فينيثلين وهي المادة المكونة لحبوب الكبتاجون، إذ يؤثر الكبتاجون بوجود تلك المادة على شبكة الجهاز العصبي المركزي، مُغيراً في مسارات الهرمونات الكيميائية للجسم رافعاً من نسبتها بشكل مُفاجئ وبتدفق عالِ، مؤثراً على استجابة المُخ لإشارات الجهاز العصبي وإرسال الأوامر، كل ذلك يُدخل وظائف المخ المسؤولة عن تحليل الواقع والأفكار في حالة اضطراب، لتتشكل تصوّرات في عقل المُدمن تُسمى بالأوهام، ويقنع متعاطي الكبتاجون تماماً إنها حقيقية، مما يجعله يدخل في أعراض هلوسة وهو تحت تأثير الكبتاجون.
لذا هناك ربط بيّن بين الكبتاجون والضلالات، وانغماس المتعاطي في عالم من التهيؤات، ورؤيته للبيئة المحيطة وكُل من فيها على أنها عوامل تُهدده وتعمل على إيذائه، تُعد الضلالات والهلاوس أبرز أعراض إدمان الكبتاجون، إذ تدفع المُدمن لسلوكيات خطيرة قد تُعرضه وتعرض من حوله للخطر.
أشهر 9 أعراض هلوسة الكبتاجون
أشهر 9 أعراض هلوسة الكبتاجون
سلوكيات غريبة، حركات جسدية غير مُبررة، شك في الآخرين، صراخ، جمود في العاطفة، عدم تسامح، انعزال، كلها تصرفات تنبع من المُتعاطي بسبب ارتباط حبوب الكبتاجون والهلوسة، ومع الدراسات السريرية والأبحاث أكد المختصون أن هناك 9 أعراض بارزة لهلوسة الكبتاجون يُعاني منها المُدمن نذكرها فيما يلي:
هلوسة بصرية
تتشكل تصوّرات في عقل المُدمن وتهيئ له وجود أشخاص بالقُرب منه، إذ يعتقد المدمن أنهم حقيقة ويتفاعل معهم ويصدر ردات فعل مختلفة. غالباً ما يرى المُدمن أن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطراً عليه ويقتربون منه لإيذائه.
كما يتصور مدمن حبوب الكبتاجون بسبب الهلوسة وجود كائنات غريبة تطير أو حشرات في غرفته، لذا نجد المدمن يصرخ بسبب فزعة من تلك الهلاوس البصرية بعد التعاطي.
خطل سمعي
كما ترتبط حبوب الكبتاجون والهلوسة البصرية، ترتبط أيضاً بالخطل السمعي، إذ تتجسد أفكار المُدمن المشوّشة على هيئة أصوات تتحدث إليه، صوت حركات غريبة كحركة الحيوانات أو أقدام، أو أشخاص يتجادلون فيما بينهم، أو حتى سماع أصوات تأمره بما يجب أن يفعل.
لذا قد نجد متعاطي الكبتاجون يقوم بسلوكيات غريبة وغير متوقعة بشكل مفاجئ، قد نراه يهمس لتلك الأصوات، أو يتحدث معهم بصوت مرتفع، أو حتى يبكي ويضحك نتيجة حديثهم، وقد يُدفع أيضاً لإيذاء نفسه أو مَنْ حوله بسبب أوامر تلك الأصوات.
هلوسة على مستوى الشم
تتفاقم أعراض الهلوسة، إذ نجد مدمن الكبتاجون دائماً ما يشم روائح غير موجودة، قد تكون روائح نفّاذة تُزعجه لذا قد يهرب من المكان المتواجد فيه، أو يبحث عن مصادر روائح تُعجبه، وقد يدخل في نوبة من الغضب لأنه لم يجد تلك الروائح التي تجذبه، أو لأنه لا يستطيع التخلص من الرائحة المزعجة.
هلوسة على مستوى اللمس
من أكثر أنواع هلاوس حبوب الكبتاجون شيوعاً الهلاوس اللمسية، حيث يشعر أغلب مُتعاطي الكبتاجون بوجود أشياء تتحرك على جلده وكافة أنحاء جسمه، قد يُهيأ له أنها حشرات، أو ثعابين أو عناكب، أو عقارب.
نتيجة لذلك قد نجد المُدمن يضرب أجزاء من جسده بعنف لأنه يُريد أن يقتل تلك الحشرات، أو ينفض ملابسه بهياج، أو يحك جلده بشكل هوسي مما يُسبب له جروح، قد ترتبط هلاوس الكبتاجون الجسدية أيضاً بتخيل المدمن أيادي أشخاص على جسده تُحاول إيلامه وإلحاق الأذي به، حينها قد يضرب المدمن جسده بعنف للتخلص من ذلك الإحساس.
طنين الأذن
قد يُداهم مُتعاطي الكبتاجون بسبب الهلوسة أيضاً طنين في الأذن بشكل مُستمر، لذا قد يضرب على أذنيه بقوة من أجل توقف ذلك الطنين.
نشاطات وحديث ليس لها مُبرر
غالباً ستجد مدمن الكبتاجون يقوم بنشاطات ليس لها أي مُبرر، ينتقل من نشاط إلى نشاط دون إنهاء، يتحرك كثيراً دون هدف، يتحدث دون انقطاع ولساعات طويلة، لا يسمع أحد إلا صوته، كأحد وسائل دفاعه عن نفسه من حبوب الكبتاجون والهلوسة، وأيضاً بسبب النشاط الزائد للمخ وتحفيز الجهاز العصبي الناتج عن مادة الامفيتامين الموجودة داخل الكبتاجون.
الجنون الارتيابي
يتضاعف ارتباط حبوب الكبتاجون والهلوسة كلما توغل المُدمن في التعاطي وزاد من جرعته، إذ مع الوقت قد تطغى هلاوسه على الأشخاص المحيطين وتصرفاتهم، ويرى المُدمن أنه مضطهد من الجميع وكل قول أو فعل من الآخرين يفسره بأنه ضده من أجل إيذائه، مما يُدخله في مشاكل وصدام مع الجميع ويتجه للعنف والعدوانية للدفاع عن نفسه، قد نراه يشك في زوجته وأولاده وزملائه، ويرى كل تصرفاتهم عبارة عن مكائد تُحاك للإيقاع به، لذلك نجد المُدمن ينظر نظرات ارتياب لكل من حوله، لا يتعاطف معهم، وقد يعزل نفسه بشكل دائم.
أفكار وتصرفات خطيرة (الهوس)
مع تدهور الصحة العقلية للمُدمن، تصل هلاوس الكبتاجون إلى مستويات خطرة، إذ من المرجح أن تظهر أعراض الهوس بالنفس، ويتخيل المُدمن أنه قادر على الطيران أو الوقوف أمام القطار ولا يؤذيه، قد يُقبل على القفز من المرتفعات فعلاً نتيجة تلك الهلاوس، أو ضرب حائط صلب برأسه أو يده نتيجة يقينه بأنه قادر على تحطيمه، لذلك مدمن الكبتاجون معرض لخطر جسيم في أي وقت بسبب تلك التصرفات.
العقل الذُهاني
المادة الكيميائية في الكبتاجون تؤثر في الكثير من الهرمونات منها المرتبطة بالافتراضات والتخّيل، لذا ترتفع نبرة الهلوسة في عقل المُدمن، لدرجة أنه يتخيل أحداثاً ووقائع ومواقف كُلها موجودة من أجل قتله.
دائماً ما ستجده يحاول الاختباء والفرار من أشخاص يطاردونه في كل مكان، أو يعيش سيناريو في خياله بأن عصابة خطيرة تُريد انضمامه معها، أو إجراء اختبارات عليه، أو دس سم في جسمه، قد يتخيل أيضاً أن هناك من يريد سرقة أعضاءه أو انتزاع جلده، ومن هنا يتحول العالم بالنسبة لمُدمن الكبتاجون إلى مكان مُفزع مخيف يهدد حياته مباشرة، إذ يُصاب بالعقل الذهاني الذي يجعله يعيش في ضلالات مستمرة بسبب هلاوس الكبتاجون.. وتعتبر ضلالات الكبتاجون أحد الإنذارت بإمكانية إصابة المتعاطي بمرض الفصام.
تلك هي نواتج ارتباط حبوب الكبتاجون والهلوسة، وأبرز أعراضها التي تظهر من خلال تصرفات المُدمن، وبالطبع هُناك أعراض تختلف فيما بين المُدمنين، إد قد تظهر أعراض وسواس قهري، أو رُهاب اجتماعي، أو نوبات هلع، ولكن هل يُمكن علاج هلوسة الكبتاجون؟، أم أنها حالة مزمنة سيُعاني منها المُدمن؟.
هل يمكن علاج هلوسة الكبتاجون؟
هل يمكن علاج هلوسة الكبتاجون؟
علاج الهلاوس التي تُسيطر على مُدمن الكبتاجون تحديداً امراً ممكناً بالفعل من خلال العلاج النفسي عبر المزج بين العلاج الدوائي والجلسات النفسية المتخصصة، داخل مرفق مُتخصص في علاج الإدمان، ويجب أن يكون التخلص من تلك الهلاوس ضمن برنامج علاجي مُتكامل يُخلص المُدمن أولاً من تبعية المخ لمفعول الكبتاجون.
كيفية علاج هلوسة حبوب الكبتاجون في برنامج علاج الإدمان
تُعتبر معالجة هلاوس حبوب الكبتاجون المرحلة الثانية من برنامج التخلص من تعاطي المخدر، إذ يلزم أولاً إبطال مفعول الكبتاجون في الجسم عبر سحب سمومه بالطريقة الطبية الصحيحة حتى لا يتعرض المُدمن للأذى أثناء أعراض انسحاب الكبتاجون، وذلك الأمر يُعطى الفرصة للمخ بأن يتخلص من التبعية الكيميائية للامفيتامين المُسبب للإدمان، إذ يستطيع المخ حينها استقبال وإرسال الإشارات بينه وبين الجهاز العصبي دون الحاجة للمخدرات، بعدها يتم تحضير المُدمن لبرنامج العلاج النفسي الذي يستهدف معالجة الهلاوس وما يرتبط بها من اضطرابات عقلية أخرى.
وعلى المُدمن أن يعرف أن العلاج النفسي لهلاوس حبوب الكبتاجون قد يطول قليلاً، حتى بعد إتمام البرنامج العلاجي بشكل كامل، خاصة إذا أصابه اضطراب عقلي شديد.
ولكن على كُل خلال فترة تتراوح ما بين 12 إلى 16 أسبوع سيأتي العلاج الدوائي والنفسي بمفعوله وتهدأ أعراض الهلاوس وتتحسن صحته النفسية بشكل عام، ويستطيع التمييز والتفكير بشكل مناسب.. لينتقل بعدها إلى المراحل التالية من برنامج العلاج.
ماذا بعد العلاج النفسي لحبوب الكبتاجون والهلوسة؟
ماذا بعد العلاج النفسي لحبوب الكبتاجون والهلوسة؟
كثيراً من المدمنين بمجرد الشعور بتحسن حالتهم الجسدية والنفسية لا يستكملون البرنامج العلاجي، ولكن بعد إتمام العلاج النفسي لحبوب الكبتاجون والهلوسة يوجد خطوة هامة لا يكتمل العلاج إلا بها، وهي تقويم فكر المُدمن المتعافي خلال استعادة المخ لوظائفه من أجل أن يُصبح أكثر قدرة على مقاومة مغريات ومحفزات تعاطي الكبتاجون عند الخروج للبيئة الخارجية.
تلك المرحلة تُسمى التأهيل السلوكي والفكري، وفيها يتم الاتجاه إلى معالجة مسببات الإدمان العميقة، تعليم المُدمن المتعافي كيفية التعايش والتأقلم مع الحياة دون مفعول الكبتاجون، تطوير مهاراته لمقاومة الانتكاسة وتجنب أسبابها وقد تستغرق مُدة التأهيل ما بين 3 أشهر إلى 6 أشهر.. ثم يتم وضع خطة ممتدة لإحاطة المدمن المتعافي بالمساعدات اللازمة لتطوير سلوكه وتعويده على أنماط الحياة الصحية لتستقيم حياته ويكن أكثر ثباتاً أمام الانتكاسة.
ملخص المقاللحبوب الكبتاجون والهلوسة مخاطر مُتعددة، منها إقبال المُدمن على إيذاء نفسه، أو الاندفاع والتهوّر أو ارتكاب الجرائم وإلحاق الأذى بالغير، وذلك يرجع إلى الاضطرابات النفسية الشديدة التي تعصف بصحته العقلية وتجعله يعيش في عالم منفصل من الأوهام والضلال والشكوك والارتياب والوساوس، منعزلاً مكتئباً وقد يتحول ذلك كله إلى رغبة في الانتحار.
والخبر الجيد أن المُخ يمتلك مرونة عصبية مكّنت الطب النفسي المتخصص من علاج الإدمان الكبتاجون والهلوسة، عبر وضع برنامج علاجي مُتكامل، يمكنه أن يُعيد العقل إلى طبيعته متخلصاً من تلك الهلاوس، مستعيداً قدرات المُدمن الذهنية الطبيعية، ذلك البرنامج المُخصص لعلاج إدمان الكبتاجون يتم تطبيقه بصورة محترفة وحققت نسب تعافي كبيرة في مستشفى دار الهضبة، يمكنك طلب المساعدة وبدء العلاج من خلال التواصل عن طريق تطبيق الواتس آب على رقم 0201154333341.
للكاتبة: أ. حياة.
- Le captagon, une drogue aux effets secondaires sévères
- Du captagon saisi en France _ _Si l’effet de cette drogue peut paraître tentant, la descente est très douloureuse_ _ TF1 INFO
- Qu’est-ce que le Captagon, la _drogue des djihadistes_ _
- Fenethylline (Captagon) Abuse – Local Problems from an Old Drug Become Universal – Katselou – 2016 – Basic & Clinical Pharmacology & Toxicology – Wiley Online Library
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر