اليك خلاصة تجربتي مع الكبتاجون من البداية إلى النهاية

تجربتي مع أول حبة كبتاجون

بدأت التجربة عندما أخبرني مديري بأنني سأحصل على ترقية كبيرة إذا قمت بإنجاز مشروعي الهندسي على أكمل وجه، مما جعلني أتحمس لكي أقوم بأفضل ما عندي وأنجز المشروع بسرعة ودقة، ولكنني كنت أشعر بالتعب من شدة التركيز والعمل، بالإضافة إلى أنني كنت أعاني من آلام في الظهر وصداع شديد، ففكرت في طريقة تزيح عني هذا الهم، فأخبرت أحد الزملاء بمشكلتي وقد عرض علي حبة كبتاجون وأخبرني بأنها الحل الأمثل لكي أكون يقظاً لأطول وقت ممكن، في البداية رفضت وترددت كثيراً…لكن في النهاية اقتنعت وأخذتها معي، وفي تلك الليلة كانت تجربتي مع الكبتاجون وخاصة أول حبة.

بعد أن تناولت الحبة بنصف ساعة، بدأت كل الآلام التي أعاني منها بالاختفاء…لا أوجاع في الظهر، لا صداع، لا تعب ولا نعاس، بل شعرت بأنني يقظ جداً، ولكن بدأت أتصرف تصرفات غريبة ولم أكن مسيطراً على نفسي وأنا أتمايل وأضحك وأشعر بنشوة تفوق أي نشوة يمكن أن أشعر بها في حياتي…يبدو أنني وقعت في فخ التعاطي ولا أعلم كيف أتخلص من تأثير هذه الحبة، وظهرت أعراض غريبة أذكر منها:

• أنني بدأت أشعر بثقة زائدة بالنفس لم أشعر بها من قبل.
• بدأ مزاجي يرتفع وشعرت بنشوة عالية.
• شعرت بأنني قوي جداً ولدي قدرات خارقة.
• أصابتني نوبات ضحك هستيري وكنت أثرثر طوال الوقت.
• أذكر قبل تعاطي الحبة بأنني كنت جائعاً ولكن الجوع اختفى نهائياً.
• شعرت بهلوسات بصرية وحسية قوية جداً.
• كنت يقظاً ومركزاً لدرجة أنني لم أنم طوال الليل ولم أتعب أبداً.

وقد اختفت هذه الأعراض بعد مرور 12 ساعة على الجرعة، ثم اختفت كل هذه التأثيرات التي أرعبتني وشعرت بأنني جننت بسبب التعاطي، وشعرت بعدها بقلق شديد وإحباط ، كما أصابني صداع شديد وأصبحت عصبياً فجأة وكل ما أريده أن أنام قليلاً بعد كل هذا التعب.

اقرأ أيضاً عن:اليك اعراض تعاطي الكبتاجون من البداية إلى الاعتمادية

تجربتي مع النوم

عندما سألت على الانترنت كم يوم يسهر متعاطي الكبتاجون أو كيف ينام متعاطي الكبتاجون، وجدت العديد من المقالات التي تقول بأن ساعات نوم متعاطي الكبتاجون تكون قليلة جداً، وبالفعل بعد تعاطي الكبتاجون أصبح نومي مضطرباً ولم أعد أشعر بالراحة بسبب الأرق، كما أنني أصبحت لا أكون نشيطاً ويقظاً إلا بعد التعاطي وهذا ما كان يقلقني، لأنني أريد أن أكون يقظاً لأعمل على مشروعي ولكنني بدلاً من ذلك وجدت نفسي عند تعاطي حبوب الكبتاجون أكون في حالة غريبة جداً، ربما ساعدني الكبتاجون في السهر على مشروعي ولكنه جعلني أبدو غريباً ومخيفاً جداً وقد ازداد قلقي من وقوعي في الإدمان.

اقرأ أيضاً عن:لا استطيع الراحة .. هل هناك علاقة بين الكبتاجون والنوم ؟

تجربتي مع أعراض الانسحاب

لاحظ مديري غرابة تصرفاتي في الشركة، وقد بدأت الشكوك وعلامات الاستفهام حولي تزداد كل يوم، بسبب علامات الإدمان الواضحة على جسدي ونفسيتي، فقد أصبحت عصبياً وغير متعاون في العمل، كما أنني صرت أتأخر كثيراً وازداد طلبي للإجازات….وعلى الرغم من أنني كنت قد سلمت المشروع بالفعل وحصلت على الترقية، إلا أنني لم أستمتع بها مطلقاً، لأن كل ما كان يشغلني ويمتعني هو تعاطي حبوب الكبتاجون.
وبسبب ملاحظة المدير لذلك قرر أن يقوم بعمل تحليل مخدرات مفاجئ داخل الشركة، وقد علمت به قبل يومين فقط …. مما جعلني أبحث كالمجنون عن طرق لإخفاء حقيقة إدماني على حبوب الكبتاجون في الشركة … وقد بدأت فعلاً بالتوقف عن تعاطي حبوب الكبتاجون وقررت أن أعالج نفسي بنفسي في المنزل .. ولكنني لم أستطع الصمود أمام كل أعراض انسحاب الكبتاجون التي واجهتني وأنا أقوم بالتوقف عن التعاطي..

• فقد أصبحت مفرطاً في النوم.
• وازدادت شهيتي على الطعام.
• كما ازداد تعبي وازدادت الهلاوس التي أشعر بها.

ولم أستطع مقاومة الرغبة في التعاطي، مما جعلني أنتكس وأعود لحبوب الكبتاجون دون مقاومة لذلك فإن تجربتي في علاج الإدمان بمفردي كانت فاشلة جداً.

اقرأ أيضاً عن:ما هي أعراض إدمان الكبتاجون ؟ ومتى يصبح المتعاطي مدمنًا؟

تجربتي مع تحليل الكبتاجون

بعد الوقت الذي أضعته في محاولة طريقة ترك الكبتاجون، أصبح لدي فقط 24 ساعة لكي أقوم بإخفاء الكبتاجون الذي يسري في جسدي، ولذلك فقد جمعت كل طرق خداع تحليل المخدرات التي وجدتها على الانترنت وبدأت أجربها ولقد جربت كلاً من:

• شرب الكميات الكبيرة من الماء والتي جعلتني أتقيأ من كثرة السوائل ولم تنفعني.
• حمام الساونا الذي كان له دور في جعلي أسترخي قليلاً ولكنني أعلم بأنه غير نافع وبطيء المفعول إلا أن بؤسي جعلني أجرب كل شيء قرأت عنه.
• شربت الكثير من الأعشاب المساعدة على تخليص الجسم من المخدرات ولكنني أعلم يقيناً بأنها تحتاج وقت أكثر مما تحتاجه الأدوية.
• جربت شرب الخل لتمويه التحليل ولكنني ما زلت قلقاً تجاه نجاح هذه الطريقة في تمويه تحليل الكبتاجون.

كل هذه الطرق ورغم اقتراح الناس لها عبر الإنترنت، إلا أنها لم تكن كفيلة بإنقاذي من الورطة التي وقعت فيها في الشركة، حيث أن هذا التحليل سيدمر مستقبلي المهني حرفياً…وهذا ما حدث بالفعل، فقد كانت نتيجة التحليل تظهر وجود مادة الفينيثيلين في البول وكذلك الدم، وبهذا تم اكتشاف إدماني على حبوب الكبتاجون وهنا بدأت فعلاً أخسر كل شيء…

اقرأ أيضاً عن:كيفية تحليل الكبتاجون في الجسم وكيف كانت تجربتي معه؟

خسرت وظيفتي وصحتي بسبب الكبتاجون

عندما علم مديري بأنني أتعاطى الكبتاجون، لم يتوانى للحظة في طردي لكي أكون عبرةً لكل موظفي الشركة، والذي أدهشني ليس طردي من عملي لأنني علمت أنني سأطرد منذ علمت بأمر تحليل الكبتاجون، لكن المدهش أن زميلي الذي باعني حبوب الكبتاجون والذي كان ينظر إلي بخبث شديد، لم يظهر في تحليله أي شيء وقد أجرى الاختبار بسلام، مما جعلني أتأكد من أنه هو من خطط لإيقاعي في فخ الإدمان، ودبر كل شيء ليجعلني أطرد من عملي ويأخذ مكاني وترقيتي، وقد حدث ذلك بالفعل وقد ذهب كل الجهد الذي بذلته من أجل المشروع هباءً لينفذه شخص غيري بفضل حيلة قذرة لم أنتبه لها … وبسبب ما حدث معي دخلت في نوبة اكتئاب حادة، وأصبحت أتعاطى الكبتاجون بكميات أكبر من التي اعتدت عليها سابقاً، مما جعلني أسقط أرضاً وأدخل في غيبوبة كدت بها أن أخسر حياتي….

كيف أنقذت مستشفى دار الهضبة حياتي من الإدمان

بعد مرور يومين على الغيبوبة التي دخلت بها، استيقظت فوجدت نفسي في المستشفى وكل عائلتي حولي تحمد الله على استيقاظي وعودتي للحياة من جديد، في ذلك الوقت شعرت بأنني نسيت كل الألم الذي شعرت به بعد خسارتي لعملي، وأردت فقط أن أنهض وأعود للحياة معافى من الإدمان ومن كل الآلام الجسدية والنفسية التي عانيت منها في هذه الفترة الصعبة من حياتي…
وبالفعل بعد أن استعدت صحتي وطاقتي، ذهبت مباشرةً إلى مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان بعد أن سمعت عن جودة العلاج الذي يقدمه أطباء هذا المستشفى وعن مميزات هذا المكان، وبعد الاستشارة والتشخيص والعلاج المتكامل الذي خضته في هذا المستشفى تأكدت تماماً بأنني اخترت المكان الصحيح للعلاج وقد تعافيت من إدمان الكبتاجون بفترة زمنية قياسية بدون انتكاس أو ألم…وسأحكي خلاصة تجربتي في هذا المستشفى في الأسطر التالية.

اقرأ أيضاً عن:أهم مراكز علاج الإدمان في مصر والوطن العربي لعام 2024

تجربتي مع علاج إدمان الكبتاجون في المستشفى

بعد أن حجزت الاستشارة في مستشفى دار الهضبة ودخلت لكي يتم تشخيصي، وجدت نفسي في مكان آمن ومريح جداً للعلاج، فالأطباء كانوا يتعاملون معي كمريض يريد التعافي وليس كمدمن كما اعتقدت قبل الدخول، وفي البداية تم تشخيصي تشخيصاً طبياً كاملاً وقد تحدث معي الطبيب النفسي وأخبرته عن مشكلتي وكيف وصل بي الحال للاكتئاب بسبب الإدمان على الكبتاجون، ثم عرفتني إحدى الممرضات على غرفتي في المستشفى وقد كانت غرفة هادئة ومريحة جداً مثل غرف الفندق وبها كل شيء أحتاجه كما أن كل شيء كان معقماً ونظيفاً، وبعدها بدأت مرحلة سحب السموم والتي كانت أسهل مما عانيته مع تجربتي في العلاج بمفردي من إدمان الكبتاجون، فلم أتألم كثيراً، كما أن الطبيب قد وصف لي أدوية للمساعدة في هذه المرحلة وبالفعل كانت مساعدة جداً في جعل أصعب مرحلة في علاج إدمان الكبتاجون تمر بسلام.بعد انتهاء فترة سحب السموم، بدأت أخضع لجلسات العلاج النفسي والتي كانت فردية وجماعية، وقد بدأ الطبيب ببرنامج العلاج السلوكي المعرفي والذي ساعدني كثيراُ لضبط نفسي لكي لا أعود للتعاطي مرة أخرى، كما تم علاج الهلاوس وضبط مواعيد النوم والاستيقاظ وكل شيء عانيت منه حرفياً بسبب الإدمان.
وبعد مرور أشهر على العلاج النفسي تم شفائي بالفعل من إدمان الكبتاجون وشعرت بالراحة بعد الشفاء دون أن أشعر بالمدة التي قضيتها في المستشفى وهذا ما جعل تجربتي مع الكبتاجون تنتهي تمامًا.

ما الذي تعلمته من قصص مدمني الكبتاجون؟

في جلسات العلاج الجماعي سمعت قصصاً كثيرة لمدمني الكبتاجون الذين مروا بنفس تجربتي مع الكبتاجون ، وكيف أنهم أيضاً تعرضوا للغدر من قبل أشخاص عرضوا عليهم حبوب الكبتاجون تحت مسميات أخرى، مما وصل بهم الحال للإدمان، ومن القصص التي ألهمتني ألا أستسلم أذكر لكم:

الحالة الأولى

قصة طالب في الثانوية العامة كان يريد منشطاً يساعده على الدراسة وقتاً أطول، مما دفعه إلى تجربة الكبتاجون وبالتالي أصبح مدمناً على الحبوب، وقد رسب في امتحاناته وتم طرده من المدرسة قبل انتهاء العام بسبب اكتشاف أمر إدمانه، مما جعله يدخل المستشفى لعلاج الإدمان، والجميل في قصته أنه كان يذاكر دروسه في فترة العلاج لأنه يريد فعلاً أن ينجح بتفوق في الدراسة ولكن الإدمان حرمه هذا الشعور في العام السابق، وها هو سيعوض ما فاته في هذا العام بمساعدة الأطباء في مستشفى دار الهضبة.

الحالة الثانية

كان شاباً مقبلاً على الزواج وكان قلقاً من تبعات الزواج من مسؤولية وزفاف وكل هذه الأمور، كما أنه كان يريد حلاً يساعده في علاج مشاكله الجنسية، وقد أعطاه أحد أصدقائه الكبتاجون وأخبره بأنه الحل لجميع مشاكله، مما جعله يقتنع بالتعاطي ويدمن على حبوب الكبتاجون قبل الزواج، وعندما عرفت خطيبته بالأمر لم تتركه يعاني مع الإدمان، بل من شدة حبها له ساعدته على الإقلاع عن الكبتاجون واقترحت له مستشفى دار الهضبة لكي يستكمل العلاج، وهي تنتظره حتى يتعافى و يخرج من المستشفى ويتم الزواج.

الحالة الثالثة

كانت لمدمن على الكبتاجون من جنسية أخرى، تم إقناعه بأن هذه الحبوب ستساعده على تحمل كل الضغوط النفسية التي سببتها الحرب في بلاده، وقد أدمن لمدة 7 سنوات على حبوب الكبتاجون، ولم يستطع التخلص من الإدمان بأي وسيلة، وبسبب الإدمان قد أصبح فظاً مع عائلته وتسبب بمشاكل كثيرة ، جعلته مكروهاً في مجتمعه، وقد ظل غير مبالٍ بحاله حتى جاء اليوم الذي لم يظن أنه سيأتي، عندما شاهد ابنه ذو العشر سنوات يبتلع حبة كبتاجون اقتداءً بوالده، مما جعله يدرك خطورة الوقف ويبحث عن مكان آمن للعلاج، وعن طريق الانترنت وجد اسم مستشفى دار الهضبة في مصر، وقرر السفر إلى مصر للعلاج، وهو يشعر أن قرار العلاج في هذا المستشفى أفضل قرار اتخذه في حياته، وأنه بعد التعافي سيعود لأبنائه ويكون لهم قدوةً صالحة.

هذه القصص جعلتني ابتسم واستعيد الأمل من جديد لكي أعود لحياتي بعد التعافي من الإدمان ثم أعمل على بناء مستقبلي من جديد دون التحسر على الماضي، أو كره نفسي بسبب ما مررت به، لأن الإدمان مرض والعلاج منه حق لكل مدمن في العالم.

ملخص المقال

أتمنى أن تكون قصتي مصدر إلهام لكل شخص يتعاطى الكبتاجون ويريد التعافي واستعادة حياته، وأن تكون بمثابة درع حصين لكل من يريد تجربة الكبتاجون ومعرفة ماذا يسببه هذا المخدر للجسم، فهذه التجربة ليست سهلة أبداً والخروج من آثارها أصعب مما يتخيل الإنسان، كما أن هذه التجربة يجب أن تعلمك ألا تثق بأي شخص يقوم بإعطائك حبوباً ويخبرك بأنها ستعالج لك مشاكلك أو تجعلك نشيطاً ولا تشعر بالتعب، لأن طريق الإدمان على الكبتاجون يبدأ من هنا.