ماذا يفعل الحشيش في العقل؟ إليك تأثير الحشيش على الدماغ

ماذا يفعل الحشيش في العقل؟ 

يتسبب الحشيش في انخفاض الصحة العقلية بشكل عام للإنسان، فمكوناته الكيميائية لها تأثير مباشر على أجزاء الدماغ المكونة لمنظومة العقل، وبالأخص مناطق التفكير والذاكرة، مما يضعف من القدرة على التعلم وتكوين أفكار، وانخفاض مستوى الانتباه والتركيز، صعوبة اتخاذ القرارات وبطء رد الفعل، و فقدان التحكم في الانفعال والعاطفة.

تأثير الحشيش على الدماغ 

بينما يتأثر المخ بشكل فوري بعد تعاطي الحشيش مباشرة، إذ تنحدر قدرة المتعاطي على تمييز الوقت، ويأخذ وقتا أطول في التفكير والإدراك، ويتعرض للتشتت والارتباك ويفقد القدرة على التواصل الصحيح، وهذا يوضح قدرة الحشيش على إذهاب العقل بشكل جزئي، إلا أن تأثير الحشيش على الدماغ على المدى الطويل له مخاطر أعلى، حيث يتغلغل مفعوله إلى أعمق أجزاء المخ لتتغير آلية العمل، تقل الكفاءة، وتتأثر البنية، ويتضح التأثير الحشيش على الدماغ بصورة فيما يلي: 

طريقة العمل 

يغير الحشيش منذ الوهلة الأولى طريقة عمل الدماغ و اتصاله بالجسم، عبر التأثير على مستقبلات الحس و السيلات العصبية وخلايا الاتصال العصبي ونسب إطلاق الهرمونات، مما يسبب تشوه في الإدراك، الإصابة بالهلاوس والضلالات… مع المراهقين قد يسبب ذلك بطء اكتمال نمو المخ والأعصاب.

الوظائف

تتأثر وظائف أجزاء المخ بشكل سلبي نتيجة تراكم سموم الحشيش خاصة القشرة الجبهية المسؤولة عن تلقي المعلومات،  ومنطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة، وعمق الدماغ خاصة المهاد واللوزة، مما يسبب فقدان المتعاطي الوظائف التنفيذية للمخ، وينتج عن ذلك مشاكل في الذاكرة والتصرف السلوكي الصحيح.

البنية والحجم

الانعكاسات السلبية للحشيش على المشابك العصبية تؤثر على تكوين خلايا المخ كما تؤدي إلى إتلافها خاصة الخلايا العصبية في منطقة الحصين، وقد أثبتت الدراسات أن التعاطي المكثف يؤثر على حجم الدماغ ويصغره، كما يسبب ورم المخ.

معدل الذكاء

أكدت الكثير من الدراسات أن الحشيش إذا تم تعاطيه في فترة المراهقة يؤدي إلى خفض معدل الذكاء العام بنسبة 8 درجات عبر المراحل العمرية اللاحقة، كما تبين أن معدل الذكاء اللفظي لدى مدمني الحشيش ينخفض أيضا بمقدار 4 إلى 6 درجات. مما يعني أن الحشيش يقلل من قدرات الفهم والاستيعاب، إلا أن تلك الدراسات مازالت غير قاطعة وتحتاج المزيد من البحث.

العاطفة 

يتلاعب الحشيش بالعاطفة ويحدث فيها تشوه واضطراب نتيجة الاضطراب الهرموني في الدماغ، مما يجعل المدمن خارج عن السيطرة، لا يستطيع تنظيم مشاعره أو معرفة أسبابها، فيصاب بالتقلب المزاجي، و انعدام التلذذ، والتوهم.

التواصل الخارجي

يمتد تأثير الحشيش على الدماغ والمخ إلى انخفاض قدرة المدمن على التواصل مع المثيرات الخارجية، فمع الاستخدام المطول تضعف آلية إرسال واستقبال الاوامر بين المخ وأجزاء الجسم مما ينتج عنه بطء في تحليل المعلومات والتفكير المنطقي، والاستيعاب العاطفي، وذلك يؤثر على سلوك المدمن وتصرفاته، إذ يبدو متبلدا منفصلا عما يدور حوله.

السكتة 

يرتبط تأثير الحشيش على المخ بالتسمم الدماغي والإصابة بالسكتات الدماغية سواء بسبب الورم أو قلة نسبة الدم والأكسجين.

مدة تأثير الحشيش على الدماغ

من الممكن أن يكون تأثير الحشيش على الدماغ مؤقتا قابلا للتحسن بعد الإمتناع عن التعاطي، إذ يحتاج الدماغ لإعادة تشكيل بنيته وتنظيم وظائفه من جديد وإزالة تأثير الحشيش إلى مدة تقدر ب 12 إلى 24 شهرا.

من جانب آخر قد يصل تأثير الحشيش على الدماغ إلى تلف أجزاء من المخ، مما يؤدي إلى تدمير بعض قدرات العقل بشكل مستديم إذا تم التعاطي في فترات المراهقة لمدة طويلة. 

لذا ترتبط مدة تأثير الحشيش بالعمر وبداية التعاطي وطول الفترة الإدمانية، بجانب عدة مؤثرات أخرى مثل الصحة العامة ونوع الحشيش المستخدم، تعاطي متعدد للمخدرات والطريقة المتبعة. 

اقرأ أيضاً عن:اضرار الحشيش بالتفصيل على الكبد، القلب، المعدة، النفسية

كيف تزول تأثيرات الحشيش على الدماغ؟ 

يمكن أن يسمح التوقف عن التعاطي وعلاج الاضطراب الإدماني بزوال تأثيرات الحشيش على الدماغ، عن طريق اتباع برنامج علاجي فعال يهتم بسحب سميات الحشيش من الجسم أولا بطرق آمنة، يليه علاج الاضطراب الهرموني في المخ بجلسات العلاج النفسي والدواء، وأخيرا تأهيل المدمن بتقويم الأفكار والسلوك. 

تلك خطوة هامة تساعد الدماغ على التحرر من الاعتماد على الحشيش، وتمنحه فترة تعافي طبية ليعيد بناء نفسه في ظروف صحية بدون انتكاسة تزيد من معاناة المدمن. ولتحقيق ذلك ننصح باللجوء لمستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الادمان. اتصل الآن 01154333341.

ملخص المقال

للحشيش تأثير بالغ على الدماغ من بداية استخدامه، وقد لا يلاحظ المتعاطي أضرار ذلك التأثير مبكرا، ولكن على المدى الطويل سيعاني المدمن دماغيا، ويتضح ذلك في طريقة تفكيره المتدنية، وتصورات عقله المنفصلة عن الواقع والتي تصل إلى انخفاض معدل الذكاء والاضطراب النفسي والسلوكي. إلا أن مرونة أجسامنا تعطينا فرصة لإصلاح تلك التأثيرات عند طريق الإقلاع عن التعاطي ومعالجة الإدمان، ومنح المخ فرصة لإعادة تشكيل منظومته بشكل طبيعي من جديد.