محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
البيئة التي تشجع على الاضطراب النفسي
بيئة الاضطراب النفسي.. إن بناء قدرة الأطفال على التماسك الداخلي هو أمر يتأثر بدرجة رهيبة بالبيئة التي ينمو فيها الإنسان أو الطفل، فهذه البيئة تؤثر فى إعتقاده عن نفسه ، فى تطور مهاراته وفى قدرته على إن يثق فى الآخرين والحياة وفى كل تصوراته عن ما يمكن أن يقدمه أو يحصل عليه من حوله .
بيئة الإضطراب النفسي
ولهذا فإن بداية الوقاية الحقيقية بل بعبارات أخرى إن النضوج الحقيقي والنجاح فى الحياة بل والاتزان النفسي يصنع فى السنوات الأولى لعمر الإنسان، كما أن الإضطراب وضعف البنية النفسية ونقص المهارات وغياب الثقة فى النفس والآخرين أيضا يتم زرعها فى الصغر، ولذلك فإن ما يحدث فى العلاقات الأولى سواء فى الأسرة ( خاصة فى الأسرة ) أو فى المدرسة أو فى أي مجتمع، يكون الطفل موجوداً بداخله يؤثر بوضوح فى مدى صحة أو مرض هذه الشخصية . فالمجتمعات ( اقصد بها الأسرة والمدرسة … الخ) التي ينشأ فيها الطفل والعلاقات الإنسانية التي يقيمها أو تقام معه هي التي تشكل وتؤثر فيه وتصنع منه شخصاً واثقاً قادراً على مواجهة الحياة أو إنساناً ضعيفاً هزيلاً يخاف الغد ولا يحب اليوم ويكره الأمس.
ومن هنا فإن القواعد والقيم والأتجاهات التي تحكم هذه المجتمعات هي التي تؤثر بشكل مباشر فى هذا التكوين، فالأسر المريضة أو المجتمعات المريضة لها قواعد خاصة بها تحكم علاقاتها وسلوكياتها وتنظم الأدوار فيها بشكل يسهل أستمرار وتوارث نفس القواعد والقضية هنا هي إن هذه القواعد لها فى ثقافة أصحابها أسباب قوية جدا وتبدو مقنعة تجعل من الصعب التخلي عنها بالرغم من الأذى الناتج عنها، وأكبر كارثة فى هذا الأمر هي التوارث بمعنى إن الأسر تورث نفس القيم بنفس القناعات ،ولأن هذه القيم لها قناعات تبدو قوية وتوارثها أجيال كثيرة لذلك تبدو كأنها الصحيحة أو كأنها أنزلت من السماء ويقبلها جيل بعد جيل بدون تفكير ناقد ومحلل حيث إن جزء منها هو إن لا تنقد ولا تحلل ولا تختلف وكأن هذه القيم تميت جزء ليس بقليل من إنسانية الإنسان مثل قدرته على النقد والتحليل والأختلاف وخروجه عن المألوف والمعتاد، وهذا التشوه أو البتر الذي يحدث فى عقليات وشخصيات الأفراد هو ما يجعل التغيير آمراص ليس باليسير .
المراجع:
( مرجع رقم 1 )
( مرجع رقم 2 )
( مرجع رقم 3 )
( مرجع رقم 4 )
( مرجع رقم 5 )
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر