محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ما هي الصدمة العاطفية؟
في بادئ حديثنا عن الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها من المهم أن نتحدث عن الصدمة العاطفية، بشيء من التفصيل فالصدمة العاطفية تحدث نتيجة أحداث نفسية مرهقة، والتي في الغالب تحطم شعور الإنسان بالأمان، وتزيد مشاعر العجز والخطر، كما أنها تجعل الفرد يُصارع مع مشاعره وذكرياته التي تُصاحبها مشاعر القلق والانزعاج، وتترك هذه الصدمة الإنسان عاجزًا غير قادرًا على الثقة في الآخرين مرة أخرى، كما تُزيد من عزلته الاجتماعية. لا تقتصر الصدمة العاطفية على أذى جسدي، وإنما هي في الغالب أذى نفسي ناتج عن صدمات حياتية، ومواقف تُشعر الإنسان بالإرهاق، فكلما شعر الإنسان بالخوف والعجز أدت احتمالية إصابته بالصدمة.
أسباب الاصابة بالصدمة العاطفية
أما عن أسباب الصدمة العاطفية فلها العديد من الأسباب ولكن يمكن أن تحدث نتيجة أحداث مختلفة، مثل:
بالإضافة إلى ذلك فإن غالبية الأزمات النفسية التي يشعر بها الشخص تكون ناتجة عن صدمات عاطفية أثناء الطفولة، مثل إهمال الوالدين، أو الإساءة الجنسية، أو العنف المنزلي.حيث تؤثر هذه التجارب على بنية عقل الطفل، وتؤثر على الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه وبيئته، ويمكن للتجارب السلبية تلك أن تُؤثر على الصحة العقلية للشخص عند البلوغ، وزيادة احتمالية تعرضه لصدمات عاطفية متكررة.
من المهم للشخص أن يعرف ما هي أعراض الصدمة العاطفية، حتى يتمكن من بدء علاج الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها بطرق مناسبة، أو حتى تقييم حالته قبل استشارة الطبيب النفسي.
أعراض الصدمات العاطفية عند الشباب
قبل أن نذكر لكم أعراض الصدمة العاطفية عند الشباب من المهم أن نذكركم أنه لا يوجد طريقة “مثالية” لردود الأفعال تجاه المواقف المختلفة؛ لأننا نفكر بطرق مختلفة ولدينا وجهات نظر وردود فعل جسدية وعاطفية مختلفة فهيا بنا نتعرف علي أعراض الصدمات العاطفية عند الشباب.
الأعراض النفسية للصدمات العاطفية
الأعراض الجسدية للصدمات العاطفية
تظهر هذه الأعراض مختلفة ومتباينة من فرد لآخر، وتعتمد شدتها على وقع الحدث على الشخص، وبعد ظهور هذه الأعراض، قد تظهر آثار خطيرة على الأفراد يجب أن يعي لها الفرد أو أسرته.
خطورة الصدمة العاطفية
يشعر الأشخاص الذين عانوا من الصدمات العاطفية بالقلق لسنوات بعد الصدمة، بجانب أعراض أخرى مثل تذكر الماضي، وتجنب الأشياء أو الأماكن المرتبطة بالحدث، بجانب الاكتئاب، وتتمثل خطورة الصدمة العاطفية هو لجوء الشخص إلى المخدرات لكي يتخلص من المشاعر السلبية التي هو غارق فيها. من المخاطر الأخرى هو حدوث صدمة عاطفية ثم اكتئاب، ويختلف الاكتئاب عن الشعور بالإحباط أو الحزن، حيث يُعاني الشخص من مشاعر القلق واليأس، والعجز، وتبقى هذه المشاعر ملازمه له، وقد تكون أعراض الاكتئاب شديدة حتى يقدم على إيذاء نفسه أو محاولة الانتحار.
تظهر هذه المخاطر في حالة عدم العلاج، وبشكل عام يمر الشخص بمراحل متعددة من الصدمة النفسية والعاطفية، فما هي هذه المراحل؟
أبرز 5 مراحل الصدمة العاطفية عند الرجل والمرأة
عندما يتعلق الأمر بالصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها يجب أن نعرف أن الشخص يمُر بمراحل مختلفة من المشاعر بعد الصدمة العاطفية أو النفسية، وهذه المراحل كالتالي:
مرحلة التأثير أو الطوارئ
هي المرحلة التالية للحادث مباشرة، وفيها يُكافح الشخص ليتمكن من التعامل مع الحادث الأليم الذي شاهده أو شارك فيه.
مرحلة الإنكار
لا يمر كل الأشخاص بهذه المرحلة، وفيها ينكر الشخص الحادث الأليم الذي تعرض له، ويتجنب تصديقه، وهي وسيلة دفاع يستخدمها العقل لتجنب المشاعر، وتقليل الأذى والتخلص من التوتر والقلق، كأن ينكر الشخص وفاة شخص عزيز عليه ولا يرغب في تصديق ذلك. يحتاج الأشخاص في هذه الفترة إلى تمكين أنفسهم لمحاولة المضي قدمًا، ويمكن أن يُساعد العلاج النفسي في تخطي هذه المرحلة.
مرحلة التأقلم
في هذه المرحلة يحاول الشخص أن يتأقلم مع الحادث الأليم الذي عاصره، كأن يعود إلى موقع الصدمة سواء كان منزلًا أو كارثة طبيعية، ويمكن أن يعترف الشخص بما حدث ويصدقه، ولكن تستمر المشاعر السلبية لدى الفرد كاليأس والارتباك والقلق، وقد يبدأ بالإنكار مرة أخرى. تُعد هذه المرحلة من أصعب مراحل الصدمة العاطفية عند الرجل والمرأة وأكثرها تدميرًا، ولكن إذا تجاوز هذه المرحلة يكون مستعدًا لمواجهة الصدمة التي تتحكم في حياته وتؤثر عليها.
مرحلة النقاهة القصيرة
في هذه المرحلة يبدأ الشخص في الدخول في مرحلة التعافي، ويتمكن من التكيف قليلًا مع بيئته، ويتمكن من تلبية احتياجاته الأساسية التي تُساعده على البقاء والسلامة كالاستحمام أو الطبخ وغيره، ويتعلم فيها شكل الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها. أيضًا تشمل هذه المرحلة الانتقال إلى مستوى جديد من قبول النفس وفهم الصدمة وتأثيرها على حياته، ويستمتع بنظرة إيجابية للحياة، وتبني خططًا لمواجهة الصدمة والتغلب عليها.
مرحلة التعافي
عندما يبدأ الشخص بأخذ خطوات جدية نحو التعافي، يكون قد دخل المرحلة الخامسة وهي إعادة التأهيل، وتعرف هذه المرحلة بمرحلة الدمج، حيث يتعلم الشخص كيفية التعافي من الصدمة العاطفية وآليات التأقلم لمعالجة أعراض الصدمة، ودمجها مع المهارات الحياتية اليومية. هذه المرحلة من أطول المراحل، وكثير من الأشخاص يتراجعون عندما يُعانون من موقف صعب، ولكن من المهم للأشخاص الاستمرار في برامج إعادة التأهيل ليتمكنوا من تخطي هذه المرحلة.
إن المراحل الخمس للصدمة العاطفية تحتاج إلى خطة واعية من الشخص بمساعدة الطبيب النفسي ليتمكن من تخطيها بسلام، لذا من المهم معرفة الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها.
كيفية التعامل مع الصدمات العاطفية عند الشباب؟
الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة وافية، هنا تجد بعض النصائح التي يُمكنك اتباعها للتمكن من مواجهة الصدمة العاطفية بطرق صحية.
حافظ على نشاطك اليومي
الحركة والتمرين من الأمور التي على الشخص المحافظة عليها بعد التعرض للصدمة؛ لأن الصدمة تعطل التوازن الطبيعي للجسم، وتُساعد الحركة على إصلاح الجهاز العصبي، لذا من المهم المحافظة على ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا، أو حتى لمدة 10 دقائق على مدار اليوم. بجانب ممارسة الرياضة حاول إضافة عنصر التركيز النشط، وهكذا تصرف انتباهك عن الأفكار السلبية، وتركز على جسمك وكيف تشعر، وركز على إيقاع تنفسك.
ابتعد عن العزلة الاجتماعية
من أهم الأعراض التي يُعاني منها الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات عاطفية هو العزلة الاجتماعية، وهو ما يزيد لديهم مشاعر الحزن واليأس، لذا من المهم المحافظة على التواصل مع الآخرين؛ لأنها تُعد جزءًا من الشفاء من الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها. اقترب من الأشخاص الذين يقدمون لك الدعم النفسي والمعنوي، والذين يتفهمون حالتك جيدًا ويحترمونها؛ لأن التواصل مع الأشخاص الداعمين قد تكون وسيلة جيدة للتعافي، وفي نفس الوقت حاول الابتعاد عن الأشخاص المحبطين الذين لا يحترمون ما تمر به من مشاعر. بالإضافة إلى ذلك حاول أن تركز في هذه الفترة على القيام بأنشطة اجتماعية تجلب لك السعادة والرضا عن النفس، كالتطوع في الأعمال الخيرية، أو زيارة دار الأيتام، أو دار المسنين. إذا كنت لا تشعر بالراحة بالتواصل والحديث مع أصدقاءك أو أقاربك من المهم أن تطلب الدعم النفسي من طبيب نفسي، أو أن تحضر جلسات نفسية جماعية تشارك فيها أفكارك مع الآخرين.
نظم جهازك العصبي
حينما نقول تنظيم الجهاز العصبي نقصد بذلك محاولة السيطرة على مشاعر القلق أو الخوف، عن طريق تهدئة النفس، وهذه الطريقة ستولد إحساسًا أكبر بالسيطرة، ويمكنك القيام بذلك من خلال التنفس اليقظ، وهي طريقة جيدة لتهدئة النفس، خذ نفسًا عميقًا وأخرجه بعدها، كل ما عليك فعله هو أخذ 60 نفسًا فقط. يُمكنك أيضًا استخدام المدخلات الحسية، ويُعني استخدام أحاسيسك لتهدئة نفسك، وهي تختلف من شخص لآخر، فيمكن لشخص أن يشعر بالهدوء عند سماع صوت موسيقى معين، وشخص آخر يمكنه أن يشعر بالهدوء باللعب مع حيوانه الأليف. من التقنيات الأخرى لتنظيم الجهاز العصبي هو البقاء على الأرض، حاول أن تشعر بقدمك على الأرض، النظر حولك واختيار أشياء بها ألوان مماثلة.
اهتم بصحتك
من الأشياء التي يهملها الأشخاص الذين تعرضوا للصدمات هي صحتهم، يُعد الاهتمام بالصحة من الطرق التي تعينك على التعافي، حاول أن تحافظ على أخذ قسط كافي من النوم، نم 7 إلى 9 ساعات يوميًا. أيضًا تجنب العادات السيئة كالتدخين، أو شرب الكحوليات؛ لأنها قد تفاقم أعراض الصدمة، وحاول اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، مع ممارسة الرياضة.أثناء القيام بالنصائح السابقة من المهم أن تعرف أن الحصول على الدعم النفسي مهم جدًا، خاصة إذا كنت غير قادرًا على تخطي هذه المرحلة بمفردك.
متى تحتاج إلى علاج نفسي مهني للصدمة العاطفية؟
إن مدة التعافي من الصدمة العاطفية تختلف من شخص لآخر، فيمكن لبعض الأشخاص التعافي في غضون 6 أشهر، وآخرين قد يُعانون من الأعراض لفترة أطول قد تستمر لسنوات. وكما هو الحال مع الاضطرابات العقلية فإن اضطراب ما بعد الصدمة شخصي للغاية، ولا توجد حالات متماثلة، وعندما لا يتعالج الاضطراب يمكن أن تستمر الأعراض لفترة طويلة، وربما مدى الحياة، ويمكن أن تتلاشي مع الزمن ولكنها تزداد أو تعود في أوقات معينة مثل الذكرى السنوية للحدث.
إذا متى تعلم أنك تحتاج إلى علاج مهني للصدمة العاطفية؟
في هذه الحالات يمكنك أن تطلب مساعدة مهنية من طبيب نفسي أو مصحة نفسية، قد يستغرق الحصول على العلاج المناسب بعض الوقت، لذا من المهم أن تتعاون مع طبيبك أثناء العلاج لمعرفة العلاج الذي يناسبك في أسرع وقت.
علاج حالات الصدمة العاطفية عند الشباب في مستشفى دار الهضبة
تُعد مستشفى دار الهضبة من أهم مستشفيات الصحة النفسية في مصر، وتتبع طرقًا علمية للعلاج، ومن ضمن الخطوات التي تتبعها المستشفى في العلاج التالي:
اختبار الصدمة العاطفية
يعتمد الاختبار على مجموعة من الأسئلة التي يسألها الطبيب للمريض، ويحدد على أساسها حالته، ويشخصها، وتتعلق الأسئلة بالمشكلات التي يُعاني منها الشخص، ومعرفة مدة انزعاجه من هذه المشكلة. من أجل أن يتمكن الطبيب من تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة يجب أن يُعاني الفرد لمدة 3 أشهر على الأقل من الأعراض، وبعدها تبدأ في علاج حالات الصدمة العاطفية.
العلاج النفسي
بعد التشخيص سيبدأ العلاج النفسي والذي يتم عن طريق العلاج السلوكي والمعرفي، وفيها يتم معالجة وتقييم الأفكار والمشاعر السلبية حول الصدمة، وتعليم مهارات التعامل، واستعادة احترام الذات. ومن ضمن طرق العلاج الأخرى المعالجة المعرفية وهي دورة علاجية مدتها 12 أسبوعًا عبارة عن جلسات أسبوعين من 60 إلى 90 دقيقة، وفيها يتحدث الشخص عن حياته وأفكار، ويتعلم فحص طريقة تفكيره واكتشاف طرق جديدة للتعايش. علاج آخر وهو علاج التعرض المطول وفيه يتعلم الشخص مواجهة الأشياء التي تذكره بالحدث الصادم والتي تجعله يشعر بالتوتر والقلق والحزن.
العلاج بالأدوية
قد يحتاج بعض المرضى الأدوية لعلاج أعراض اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية، مثل الاكتئاب أو القلق، بجانب العلاج النفسي، ومن ضمن الأدوية:
توفر مستشفى دار الهضبة علاجًا سكنيًا لحالات اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية، وتقدم لهم العناية النفسية والروحية اللازمة لمساعدتهم على تخطي مشاعرهم السلبية، كما تقدم علاجات ثنائية للمرضى الذين يُعانون من الإدمان واضطراب ما بعد الصدمة في نفس الوقت. فقط تواصل معنا 01154333341 للتشخيص وبدء العلاج
في هذا المقال قدمنا لكم نصائح حول الصدمات العاطفية عند الشباب وكيفية التعامل معها بجانب معلومات تهمك حول اضطراب ما بعد الصدمة، إذا كنت تُعاني من اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية يمكنك طلب المساعدة الفورية من مستشفى دار الهضبة.ملخص المقال
للكاتبة / ا. نهى المهدي
Emotional And Psychological Trauma_ What Is It and How To Heal_ _ Sunshine Community Health Center
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر