محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
هل الترامادول له علاقة بالجنس؟
يعتبر الترامادول من المواد الأفيونية التي تعمل من خلال الارتباط بالمستقبلات الأفيونية في الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى منع إعادة امتصاص هرمون السيروتونين والأدرينالين، وبالتالي زيادة تركيزهم، مما يؤدي الشعور بالنشوة العالية، والسعادة والاسترخاء، لذلك انتشر استخدام الترامادول بشكل كبير بغرض تحسين الحياة الجنسية وتسهيل الوصول للنشوة وزيادة المتعة، حيث يبدأ مفعول الترامادول للجنس بعد ساعة أو ساعتين من تناوله، تجعل هذه المشاعر المرغوبة الناتجة عن تناول الترامادول المدمن يعتقد للوهلة الأولى أن تعاطي الترامادول بشكل مستمر سيرفع من جودة الحياة الجنسية لديه، ويزيد من مدى رضاه عن حياته الجنسية، ولكن هذه التأثيرات تكون لحظية فقط، وما يحدث بعد ذلك يثير الندم لدى المتعاطي، حيث يمكن للترامادول أن يُحدث تأثيرًا مدمرا على الصحة الجنسية لدى الرجال والنساء أيضًا.
لكي نفهم تأثير الترامادول والجنس بشكل أعمق قليلاً، فربما علينا معرفة أن الترامادول يؤثر على الغدة النخامية في المخ، وهي الغدة التي تنظم إفراز معظم هرمونات الجسم، ومنها الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون في الرجال، و الإستروجين والبروجسترون في النساء، وهي الهرمونات المسؤولة عن جميع الخصائص الجنسية للفرد، مثل وجود الدافع الجنسي، وحدوث الانتصاب، وعدد الحيوانات المنوية، وتنظيم الدورة الشهرية لدى النساء، فقد أثبتت دراسة حديثة أن تعاطي الترامادول يقلل من هرمون التستوستيرون الذكوري لدى الرجال، وبالتالي فإن دواء ترامادول له علاقة وثيقة بالجنس، ومن أشهر أنواع الترامادول التي تؤثر على الجنس هو الترامادول الأحمر، ويسبب هذا الدواء خلل وقصور في الغدد التناسلية.
الترامادول والجنس للرجال
ارتبط تناول الترامادول بالجنس بشكل كبير وتم تناوله بين الكثير من الشباب كدواء يساعد على الوصول للنشوة وزيادة فترة الجماع، بينما بعد تكرار التجربة يصطدمون بحقيقة تأثير الترامادول للجنس إذ يعاني المتعاطي من:
اضطرابات الرغبة الجنسية
يؤدي تعاطي الترامادول إلى نقص هرمونات الذكورة، وزيادة هرمون البرولاكتين عند الرجال، ويزداد هذا التأثير بزيادة الجرعة اليومية من دواء ترامادول، وبالتالي يرتبط تناول الترامادول بالضعف الجنسي لدى الرجال نتيجة تأثيره على الغدة النخامية، كما تقل الاستجابة المحفزات الجنسية نتيجة حالة الاسترخاء التي يُحدثها دواء الترامادول، ويصاحب هذه الاضطرابات أيضًا الإحساس بالتعب والاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية والشعور بالعجز وعدم الرضا.
ضعف الانتصاب
يؤثر الترامادول على الانتصاب عن طريق زيادة مستوى الدوبامين في الجسم الذي يزيد من قوة الانتصاب، ولكنه يمنع إعادة امتصاص هرمون السيروتونين والأدرينالين مما يزيد من تركيزهم بالدم، مما يسبب ضعف الانتصاب نتيجة تداخل هذه الهرمونات مع هرمون التستوستيرون، وبالتالي فإن الترامادول لا يساعد على الانتصاب ولكنه يقلل من مدة الانتصاب والقدرة على الحفاظ عليه لفترة أطول، كما ينتج عن زيادة تلك الهرمونات مشاكل في القذف أيضًا.
نقص الحيوانات المنوية
يقلل تعاطي الترامادول من عدد وحركة وجودة الحيوانات المنوية، ويرجع ذلك لنقص هرمونات الذكورة اللازمة لصحة الحيوانات المنوية، وبالتالي تلف الكثير من الحيوانات المنوية، كما يؤثر الترامادول على صحة أنسجة الخصيتين ووظيفتهما عند الرجل.
سلوكيات جنسية عنيفة
يمكن أن يؤدي تعاطي الترامادول إلى الانحراف الجنسي، وما ينتج عنه من انتقال الأمراض الجنسية التي تنتقل عن طريق السائل المنوي أو إفرازات المهبل، مما يؤدي إلى مرض الإيدز.
الترامادول والجنس للنساء
لا يقتصر تأثير الترامادول على الرجال فقط، بل يشمل كلا الجنسين، ويؤثر على الحياة الجنسية لكليهما، حيث أنه يعمل على المستقبلات الموجودة في الغدة النخامية والتي تتحكم في الهرمونات الجنسية لكلا الجنسين، وإليك تأثير الذي يحدثه الترامادول على الجنس للنساء:
خلل في هرمونات المبيض
نظرًا لكون الترامادول يؤثر بشكل كبير على الغدة النخامية التي توجد في منطقة تحت المهاد في المخ، وتتحكم في إفراز الهرمونات الجنسية، يقل إفراز هرمون اللوتين LH، وهرمون المنبه للجريب FSH عند النساء، وهذه الهرمونات هي المسؤولة عن صحة الجهاز التناسلي عند المرأة.
قلة الرغبة الجنسية
كما هو الحال عند الذكور، فإن الترامادول يقلل أيضًا من الرغبة الجنسية عند النساء لحدوث زيادة في هرمونات السيرتونين والأدرينالين.
عدم انتظام الدورة الشهرية
يؤثر الترامادول على نشاط المبيض، ويسبب نقص في إفراز هرمون البروجسترون، ويظهر هذا التأثيرة بشكل أقوى عند تناول جرعات عالية من الترامادول أو التعاطي بشكل مستمر، وحدوث خلل في إفراز هرمون البروجسترون يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء، وقد يؤدي في بعض الأحيان لانقطاع الطمث.
الترامادول والحمل
لا ينصح بتناول ترامادول أثناء الحمل، حيث أنه يمكن أن يسبب إجهاض في الشهور الأولى من الحمل، وقد يصل الترامادول إلى الجنين في الشهور الأخيرة من الحمل مما يسبب الاعتماد المستقبلي على المخدر، ولكن لا توجد دراسات كافية لإثبات ذلك حتى الآن.
الخصوبة عند النساء
يسبب دواء الترامادول نقص في إفراز الهرمونات الجنسية عند النساء مما قد يؤثر على الخصوبة، ولكن لا توجد دراسات تؤكد ذلك.
هل يمكن أخذ الترامادول مع الفياجرا؟
الفياجرا هو دواء معتمد لعلاج ضعف الانتصاب حيث يزيد من تدفق الدم للقضيب مما يطيل من فترة بقائه منتصبًا، بينما الترامادول يعتبر من المواد الأفيونية المجدولة، وله تأثير على علاج سرعة القذف، بالإضافة للكثير من الآثار السلبية على المستوي الجنسي والجسدي والنفسي أيضًا، يلجأ البعض للجمع بين هذين الدوائين بهدف تحسين جودة الجماع والبقاء لفترة أطول، ولكن لا ينصح أبداً بفعل ذلك لما له من أضرار طويلة الأمد فيما بعد، فيمكن أن يحدث انتصاب للقضيب بشكل مستمر عند تعاطي الترامادول بجانب الفياجرا بهدف تأخير القذف والبقاء منتصبًا، مما يستدعي العلاج بشكل فوري، وفي حالة عدم العلاج يمكن تحدث مضاعفات وتتلف أنسجة القضيب بشكل نهائي.
ملخص المقالالترامادول هو دواء أفيوني وهو أحد أنواع المخدرات الأكثر شيوعاً والذي يمكن وصفه طبيًا كمسكن قوي للآلام بجرعات معينة في بعض الحالات، ولكن يساء استخدامه بشكل كبير جدًا للعديد من الأغراض الأخرى، من أشهرها هو الجنس، إذ شاع استخدام الترامادول قبل ممارسة الجماع، ولكن ذلك له العديد من الآثار السلبية طويلة المدى، ذكرنا منها التأثيرات الجنسية التي يسببها الترامادول عند الرجال والنساء، وتوجد تأثيرات أخرى جسدية ونفسية تنتج عن تناول دواء الترامادول، إذا كنت تعاني من إدمان الترامادول، أو وقعت في فخ تجربة تناول الترامادول لتحسين حياتك الجنسية وأصبحت معتمدًا عليه، لا تتردد في التواصل معنا لتقديم أفضل طرق المساعدة لك، يمكنك مراسلتنا عبر رقم الواتساب
للكاتبة: د. نورهان بركات.
تهدف مستشفي دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الادمان إلى تحسين الحياة وبث باقة أمل للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات أو اضطرابات الصحة العقلية من خلال محتوى قائم على الحقائق حول طبيعة الظروف الصحية السلوكية وخيارات العلاج والنتائج ذات الصلة.
يقوم فريقنا بنشر المواد التي يتم البحث عنها ويتم تحريرها ومراجعتها بواسطة متخصصين طبيين مرخصين، ولا يُقصد من المعلومات التي نقدمها أن تكون بديلاً عن الاستشارة الطبية المهنية أو التشخيص أو العلاج، لذا لا ينبغي استخدامها بدلاً من نصيحة الطبيب المختص أو غيره من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر