محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
هل القات يسبب الجنون؟
إذا كنا سنتحدث عن المفهوم الدارج للجنون أي الخروج عن السلوك المتعارف عليه والاتزان في الحكم، فهنا يمكننا ان نقول ان القات يسبب الجنون بالنظرة الدارجة له، حيث يصيب القات متعاطيه بالهلاوس، جنون العظمة، الاكتئاب وتشوه العاطفة، واضطرابات نفسية اخرى كالاكتئاب الذي يصل إلى سيطرة الأفكار الانتحارية، كما يسبب خلل معرفي وتشوش ذهني وأفكار تخيلية، مما يجعل المتعاطي مندفعا في تصرفات همجية وإثارة غير مسيطر عليها وانفعال واضطراب نفسي وسلوكيات عنيفة، لذا سيظهر متعاطي القات أمام غيره بمظهر المجنون.
لكن إذ تحدثنا من نظرة الطب فالقات لا يؤدي بالمدمن إلى الجنون الكلي، فالجنون هو فقدان الإنسان درجة كبيرة من وعية و إدراكه وتمييزه وحكمه بشكل كلي مما يسلبه إرادته وتحكمه، نتيجة عوامل وراثية أو بيئية مما يؤثر على أجزاء المخ المسؤولة عن التعقل، وغالبا يشار إليه بالسيكوباتي، وهنا قد تكون حالة الجنون غير قابلة للعلاج لكن يمكن احتواء أعراضها بالعلاج، وقد تكون قابلة للشفاء ولكنها تستغرق وقتا طويلا.
وإذا وازنا بين المفهومين، فالقات يسبب حالة جنونية مؤقتة نتيجة أضرار القات على الدماغ ولكنها حالة قابلة للشفاء على المستوى النفسي والسلوكي إذا تم علاجها في الوقت المناسب بالطرق المهنية الصحيحة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
أضرار القات على الدماغ والمنظومة العقلية للمدمن
يسمى القات بالأمفيتامين الطبيعي، نظرا لتشابه تأثيره على الدماغ بالأمفيتامينات، ورغم قلة الدراسات حول فهم تأثير القات الدقيق على الدماغ وآلية مفعوله، إلا أن الدراسات الموسعة على تأثير الإمفيتامينات تفهمنا كل شئ، ولماذا يتأثر دماغ متعاطي القات بشكل بالغ وقدراته العقلية عند التعاطي طويل المدى.
وضع العلماء قائمة توضح مدى تأثير القات على الدماغ والعقل والأضرار المتوقع ظهورها كما يلي:
الاضطراب نسب كيمياء الدماغ
الدماغ له دور كبير في تكوين الحالة العاطفية للإنسان، وعندما يؤثر القات على الدماغ يسلبه دوره التنظيمي لكيميائه مما يسبب اضطراب عاطفي للمتعاطي.
عندما يتغلغل القات في الدماغ مفرزا مادة الكاثينون يؤثر في المشابك العصبية ويمنع امتصاص هرمونات معينة أبرزها النورادرينالين، الدوبامين والسيروتونين، مما يرفع نسبتهما في الجسم بشكل غير اعتيادي، عندها يدخل المتعاطي في حالة من البهجة والمتعة والثرثرة والانفتاح والرضا النفسي، بعد 4 ساعات تزول النشوة، ليصاب المتعاطي بالاكتئاب والقلق والتوتر نتيجة غياب نسب الهرمونات والتي لا يستطيع المخ إطلاقها من تلقاء نفسه.
تكرار تلك العملية تجعل الدماغ ينسحب من وظيفته منتظرا مفعول القات، ليصاب المتعاطي بالتشوه العاطفي والاضطراب السلوكي نتيجة عدم انتظام كيمياء المخ بشكل طبيعي.
تغيير آلية نظام المكافأة في المخ
نظام المكافأة في المخ يعمل على تعزيز النشاطات والسلوكيات التي تمنح الإنسان الراحة والمتعة، ومع تكرار التعاطي، يرتبط نظام المكافأة في المخ بتعاطي القات، مما يرفع من الرغبة الملحة لتعاطيه، ويتحكم السلوك الإدماني في تصرفات المدمن ويدخل في الاستخدام القهري، والمعاناة من الاضطراب الانسحابي للقات، لذلك لا يستطيع المتعاطي الوصول إلى درجة التلذذ أو الرضا النفسي إلا بتناول وأكل القات.
تشوهات في المادة البيضاء
يحدث القات تشوه جارف في وظيفة المادة البيضاء المسؤولة عن الربط بين الخلايا وإرسال الإشارات واستقبالها، وتلعب دورا هاما في العملية الإدراكية والقدرات الذهنية، كالتمييز والحكم، وتلك هي النقطة السوداء في تأثير القات على العقل، فإحداث تشوه في تلك المادة يضعف من إدراك متعاطي القات وانخفاض قدراته العقلية والعصبية، كما يرتبط ذلك التشوه بإحداث مشاكل في الذاكرة.
نقص في المادة الرمادية القشرية
المادة الرمادية القشرية تتكون من كم هائل من الخلايا العصبية وهي المسؤولة عن استقبال المعلومات والقيام بمعالجتها وإصدار الأوامر وضبط النفس.
ومن ضمن تأثير القات على الجهاز العصبي والدماغ إنقاص حجم تلك المادة بالعبث في الخلايا العصبية والتدخل في عملها وتثبيطه، نقص تلك المادة يعني انخفاض قدرة متعاطي القات على فهم المعلومات وتحليلها، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات سليمة تجاه محيطه، وهذا ما يفسر سلوكياته اللامعقوله، وانخفاض قدرته على التعلم أو تجميع الأفكار، مما يجعله مندفعا متهورا لا يستطيع ضبط نفسه أو انفعاله يهدد حياته وحياة الآخرين، لهذه الأسباب قد يعتقد الآخرون أن متعاطي القات مجنون.
كما تلعب المادة الرمادية دورا مهما في ضبط العواطف عن طريق الجهاز الحوفي، لذلك تتفاقم مشكلة التشوه العاطفي لدى مدمن القات.
كما لا يستطيع قدرة المتعاطي على الفهم أو التحدث بمنطقية.
تسمم في العقد القاعدية
يصل تأثير مكونات القات على مخ المتعاطي إلى تسمم العقد القاعدية الموجودة في عمق الدماغ والمتصلة بالقشرة الجبهية، ذلك التسمم يحدث خللا جارفا في قدرة المتعاطي على التركيز والانتباه والتعلم، وفقدانه السيطرة على سلوكياته وأدائه وحركته، وجميع العمليات المعرفية.
يؤدي ذلك التسمم أيضا إلى تلف وضمور خلايا المخ، وإصابة المتعاطي بقصور الحركة ومرض باركنسون، توتر العضلات والتصلب.
إذا يؤثر القات على الدماغ والمخ بشكل كامل عند التعاطي المزمن، وينحدر بالقدرة العقلية له إلى أدني مستوياتها لدرجة فقدان القدرة على الاستيعاب وضبط النفس وخلل العواطف، لتصبح تصرفاته وسلوكياته تميل إلى الجنون.
تتصل أيضا أمراض الدماغ واضطراب العقل ها هنا بمدى تأثير القات على آلية عمل الدورة الدموية.
خطورة تأثير القات على ضغط الدم والدورة الدموية
ترتبط التأثيرات الحادثة على الدماغ والعقل بعدم استقرار مستويات الضغط الدموي وآلية دورته في الجسم.
عند إجراء مسح ميداني للمناطق التي يكثر فيها استخدام القات وجد أن أغلب ماضغي القات يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم مما يشكل مخاطر صحية ونفسية لهم باستمرار.
يؤدي تناول القات إلى التأثير على الأوعية الدموية وضيقها مما يزيد من نشاط القلب حتى يصل الدم إلى الدماغ، لذلك يقوم القلب بجهد مضاعف مما يؤثر على جودته، وغالبا ما يصاب متعاطي القات بمشاكل قلبية متمثلة في الجلطات والسكتات القلبية.
العبث بالأوعية الدموية بسبب القات يؤدي إلى تهالكها وتهتكها، هذا يعني أن الدم لم يصل إلى المخ بالشكل اللازم وكذا الأكسجين، هنا يكون متعاطي القات معرض للدخول في غيبوبة أو سكتة دماغية قاتلة، وتلك أبرز مخاطر تأثير القات على ضغط الدم.
يمكن لمتعاطي القات أن يتفادى أضرار القات على الدماغ والعقل بالتوقف عن التعاطي وتخطي الانسحاب بأمان، واستكمال برنامجه العلاجي من أجل استرداد وعيه النفسي وقدراته العقلية، وعودة المؤشرات الحيوية إلى عملها الطبيعي.
أثبتت مستشفى دار الهضبة قدرتها الفريدة على تخليص متعاطي القات من اضطرابه الدماغي والنفسي وفق تفعيل أحدث برامج علاج الإدمان في مصر والشرق الأوسط، وعبر التواصل على 00201154333341، يمكن بدء رحلة التعافي.
ملخص المقالقد ينجرف متعاطي القات وراء سحر النشوة واليقظة وارتفاع التركيز الذي يسببه المخدر في البدايات، ولكن التورط في الإدمان له عواقب وخيمة كمثل أضرار القات على الدماغ والعقل، والتي تفقد المدمن سيطرته العقلية على تفكيره، سلوكه، تصرفاته ومستواه العاطفي، الأمر يفوق الخطير فأنت تبعث في عضو يتحكم في مستويات حياتك جميعها، فلا داع للتأخير، يمكن النجاة ووقف التعاطي ومعالجة اضطرابك بقرار واحد منك وفي غضون 6 أشهر تسترد جزء كبير من شخصيتك المتزنة.
للكتابة: أ. إلهام عيسى.
- Regular Khat (Catha edulis) chewing is associated with elevated diastolic blood pressure among adults in Butajira, Ethiopia_ A comparative study _ BMC Public Health _ Full Text
- Long-Term Effects of Chronic Khat Use_ Impaired Inhibitory Control – PMC
- KHAT_ Overview, Uses, Side Effects, Precautions, Interactions, Dosing and Reviews
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر