ربما لاحظت منذ فترة بعض العلامات والأعراض الجسدية التي تعتري الشخص المشكوك في أمر إدمانه للمخدرات مثل النعاس أو فرط الحركة، الثرثرة، التهيج، إحمرار العين، تداخل الكلام، الإرهاق الجسدي، التقلب المزاجي، شحوب الوجه، وقد تدل تلك التغييرات على علامات التعاطي بالفعل لكنها لا تجزم بالوصول لمرحلة إدمان المخدرات.
حتى مع ظهور اضطرابات عقلية مثل الهلوسة فإنها قد تزول، لذلك عند مواجهة الشخص بتلك الأدلة قد ينكر أمر إدمانه، وستكون حجته إنها تجربة ولم تستمر، ولأن الإدمان مرض عقلي في المقام الأول سيرتبط التأكد من أننا نتعامل مع مدمن باضطراب أعمق من الظاهر الجسدي، يتجلى في سلوكيات وصفات راسخة تلتصق به.
يمكنك البحث وجمع الأدلة التي توصلك إلى معرفة مدمن المخدرات من خلال رصد السلوكيات والتصرفات التي تطرأ على أنماط حياته ومستوياتها كما يلي:
يتغير الروتين اليومي لمدمن المخدرات فيما يخص مواعيد النوم وتناول الطعام، وحتى النشاطات اليومية المعتادة، وغالبا ما يعاني من:
تصرفات وسلوكيات مدمن المخدرات على المستوى العاطفي تفقده الحس التواصلي الطبيعي مع الآخر، إذ يتسم ب:
غالبا ما يعاني المدمن من مشاكل وأزمات متكررة على المستوى الاجتماعي وذلك يظهر جليا في فقدانه القدرة على المناقشة او التحاور، بجانب أنماط تفكيره التي تتسم بالشك الدائم في الآخرين وتوقع السوء منهم، يصدر المدمن أحكاما غير واقعية وقد يعاني من عقدة الاضطهاد ويشكو الظلم والاعتداء عليه، بينما يختلق هو الأزمات والمشكلات دون مبرر، لذلك تزيد الشكوك حول الشخص بأنه مدمن مخدرات إذا ما لاحظنا خسارة علاقاته بالآخرين، تغيير دائرة اصدقائه بشكل مفاجئ، ويكون على الأغلب منعزل منسحب اجتماعيا.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
إدمان المخدرات يعني أن الشخص وصل لأدنى مستويات القدرة المعرفية إذ يعاني من فقدان التركيز وفقدان الانتباه والفهم والإدراك والتعلم، كما تضعف قدرته على التفكير وربط المعلومات ببعضها البعض، وذلك الانحدار يفسر لنا انخفاض أدائه الذهني وفشله في اتخاذ القرارات والحكم وتمييز أفعاله، هذا بجانب ظهور الاضطراب العقلي المتمثل في الهلاوس والضلالات، البارانويا والأوهام، تلك التركيبة العقلية المضطربة تجعل المدمن على المخدرات مسيطرا عليه التهور والاندفاع والقيام بنشاطات خطيرة والإقبال على إيذاء النفس أو الغير.
على المستوى العملي سواء الوظيفي أو الدراسي سيكون المدمن في حالة متأخرة بسبب عدم القدرة على الإنتاج أو القيام بواجباته، بالإضافة إلى الإهمال والتغيب المستمر، كما يعاني من أزمات مالية طاحنة مما يضطره إلى السرقة أو الاقتراض حتى يستطيع إشباع هوسه الإدماني.
بالنسبة للزوج مدمن المخدرات فإن الإهمال الأسري والعنف ضد الزوجة والأطفال والاعتداء الجسدي واللفظي من أبرز علامات إدمانه، بجانب الضعف الجنسي فيما يخص العلاقة الزوجية، وإذا كان المدمن ابنا أو أخا فنشوب المشكلات وانهيار الثقة والعلاقات الأسرية سمة راسخة لديه تبعا للاضطراب العاطفية والعقلية والسلوكية السابق ذكرها.
بالطبع يمكن تتبع المتعلقات الشخصية للمدمن ومن خلالها يمكن ترجيح إدمانه على مخدر ما، إذ يحرص على اصطحاب أدوات التعاطي بشكل دائم حتى يتمكن من تناول جرعته في أي وقت. من أبرز أدوات تعاطي المخدرات:
قد تلاحظ أيضا قضاء المدمن معظم الوقت في غرفته، كثرة اختلاق الأعذار للخروج من المنزل، بقايا المخدرات أو رائحتها على الملابس، التورط في أعمال الشغب والسلوك الإجرامي، ظهور اضطرابات جسدية ونفسية شديدة عند التأخر في الحصول على جرعة المخدرات والتي يشار إليها بأعراض الانسحاب أبرزها الهياج والتوتر، والألم الجسدي والعضلي، واضطرابات الجهاز الهضمي والرعشات.
بخلاف تراكم سموم المخدرات في الحالة الإدمانية والتي تؤدي إلى ظهور علامات الأمراض الجسدية المزمنة كشحوب الوجه واصفراره، ضبابية الرؤية، الدم في البول أو البراز، فقدان الوزن او اكتسابه بصورة مرعبة، كدمات الجسم والتورم بسبب الالتهابات ونقص المناعة أو تتضرر الأنسجة والأوعية الدموية، سنجد أن أسباب الاضطراب الإدمان على المستوى العقلي والسلوكي أكثر عمقا، إذ تتصل بأجزاء الدماغ العميقة.
نفهم من ذلك أن أسباب الاضطراب لدى مدمن المخدرات تتعلق بالتفكير والرؤية وذلك يرجع إلى جزء مهم في الدماغ يسمى مركز المكافأة، فعندما يتسامح جسم المدمن مع المخدر، يعتمد مركز المكافأة في المخ على جرعة المخدر ونسبتها الثابتة بسبب مستويات النشوة العالية التي يحصل عليها نتيجة تدفق هرمونات العاطفة (الدوبامين على سبيل المثال) من هنا لا يجد المدمن أي تأثير إيجابي تجاه أي نشاط خارجي ويفقد اللذة أو الراحة النفسية، ويزداد تعلقا ومطالبة بمفعول المخدر، وهكذا يصل المدمن إلى مرحلة الهوس بالمخدرات والاستخدام القهري دون تفكير في عواقب أو مخاطر صحية تتكالب عليه، ولا ريب أن الاضطراب العقلي والعاطفي يجعله فاقد التحكم في حالته متهورا مندفعا فاقد القدرة على اتخاذ القرار، وعلى هذا الأساس تم تصنيف الإدمان بمرض عقلي.
لا يمكن الربط بين عدد مرات التعاطي والوقوع في الإدمان، فمن الممكن أن يصبح الفرد مدمنا على المخدر بعد جرعة أو جرعتين، في حين أشخاصا أخرين يصبحون مدمنين بعد فترات طويلة من التعاطي، فالأمر برمته مرهون بالمدة التي يستغرقها الجسم والمخ في إحداث التسامح وتطوير الصفة الإدمانية في الأجزاء العميقة في الدماغ.
إذا طبيا لا يوجد أحد لديه المقدرة على تحديد عدد الجرعات التي تصل بالمخ للاضطراب الإدماني لأنها تجارب شخصية بحتة تتعلق بمدى استعداد كل شخص بتطوير الإدمان لديه لأسباب مختلفة منها الجينية، الاجتماعية، البيئة والعقلية.
ورغم ذلك حدد المتخصصون بعض المؤشرات التي قد تلعب دورا في تسريع الوقوع في الإدمان منها:
إذا كنت تعاني من الأعراض التالية فمن المحتمل أنك مدمن على المخدرات:
الحلول الأكثر نفعا وسلامة أمام مدمن المخدرات هي علاج الاضطراب الإدماني عبر البرامج الطبية المتخصصة التي تمنحه مراحل سحب السموم من الجسم ومعالجة الاضطراب العقلي بالجلسات النفسية والتأهيل السلوكي لإعادة ضبط أنماط تفكير حول ذاته ومحيطه واستيعاب مستواه العاطفي وتدريبه على التحكم في أفكاره وسلوكه بعد تعديلها.
يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طاقم طبي مختص، في بيئة معدة خصيصا وتمتلك وسائل الراحة والإشباع النفسي والعاطفي والدعم المتواصل خلال أشهر العلاج. من هنا نوصي بالانتساب لمستشفى دار الهضبة والتي تعد الأفضل في علاج المدمنين في مصر.
ملخص المقاليمكن معرفة مدمن المخدرات من مظهره الخارجي الذي يتميز بالفوضى وانعدام العناية بالنفس والمظهر، كما تدل تصرفاته الاضطرابية وانحدار قدراته المعرفية وتعقد مستواه العاطفي ونشاطته المريبة بأنه في مرحلة متأخرة من الإدمان، فعقل المدمن يصاب بهوس التعاطي وتصبح معظم تصرفاته قهرية ويتبع ذلك تغير كلي في شخصيته وتعاملاته وقدراته التفكيرية ومستوى علاقاته الاجتماعية.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثريبدأ إدمان المخدرات دائما بالتجربة ثم ينجذب العقل إلى النشوة التخديرية، بعد تكرار التعاطي يبني الجسم تسامحه مع مفعول المخدرات، ثم يحدث الاضطراب الإدماني للعقل حيث يعتمد مركز المكافأة في المخ على الوصول للمتعة من خلال جرعة المخدرات دون سواها. ترتفع الشدة الإدمانية والاضطراب العقلي بالتوغل في التعاطي، ومعه يزداد هوس المدمن بجرعات المخدرات ويطلب المزيد والمزيد للوصول إلى التأثير المطلوب.
في معظم الحالات إذا لم يمتثل مدمن المخدرات للعلاج تكون نهايته الاضطراب العقلي الذي يؤدي إما للانتحار أو تعاطي جرعة زائدة من المخدرات مفضية للموت.
معظم المدمنين يعانون من مرض نفسي واحد أو أكثر، وعبر الدراسات المختلفة وجد أن المرض النفسي قد يؤدي إلى الإدمان كوسيلة للعلاج الذاتي، والإدمان يفاقم الامراض النفسية بسبب التأثير على المخ والجهاز العصبي.
بعض أنواع المخدرات قد تسبب للمدمنين اضطراب الخوف والقلق ونوبات الهلع، بجانب الإصابة بالبارانويا وجنون العظمة التي تجعل المدمن في حالة توهم وخوف دائم من أذية الغير له، وإذ لم يصل المدمن لتلك المراحل الاضطرابية بعد فأن احتقاره لنفسه وغضبه الدفين يجعله في حالة هلع داخلي دفين لذلك نجده دائما ينتهج السلوك الدفاعي الغاصب، وهذا ينم عن هشاشة مستواه العاطفي