شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

الفرق بين المرض النفسي والعقلي وما هي علامات الشفاء منهما


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
الفرق بين المرض النفسي والعقلي

المقدمة

إذا كنت لا تعرف الفرق بين المرض النفسي والعقلي وتعتقد أنهما مصطلحان لمرض واحد، فهذا اعتقاد خاطئ ولا بد من تصحيح هذا الاعتقاد ومعرفة الفرق بينهما والنقاط التي تُميز كل منهما عن الآخر، وما هي العلاقة التي تربطهما سويًا. فمن المُعترف به أن التعرض للاضطراب النفسي والعقلي من الأشياء الشائعة بين جميع الأشخاص ولا يخص فئة مُعينة أو عُمر معين، فالجميع مُعرض للإصابة به، ونظرًا لخطورة الأمر سوف نتحدث بشكل تفصيلي في هذا المقال عن الفرق بين المرض النفسي والعقلي ، ومدى إمكانية الشفاء منهما، بجانب عرض عدة تجارب للمتعافين من الأمراض النفسية والعقلية، فتابعونا. في البداية سوف نقوم بعرض محتوى تعريفي لكل من المرض النفسي والعقلي، خلال السطور القادمة.

الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث التعريف بالمرض

المحتوى التعريفي للمرض النفسي يختلف كثيرًا عن المحتوي التعريفي للمرض العقلي، حيث يتم تعريف كل منهما كالتالي:

تعريف المرض النفسي

المرض النفسي هو حدوث خلل ضار يمنع استقرار الحالة النفسية  للشخص وتجعلة ينحرف عن القاعدة وذلك عندما يصدر منه فعل يُوصف بأنه غير نمطي أوغير طبيعي، و قاسي ويُعرضة للهلاك والخطر، هذا الفعل قد يكون تفكير، أو سلوك يصدر منه، أو تجربة داخلية له، ولكن ليس كل فعل غير نمطي هو اضطراب نفسي، فمن المُمكن أن يصدر من الشخص فعل غير طبيعي ولكن لا يُعاني من أي اضطرابات نفسية. 

فعلي سبيل المثال عندما يطلب الشخص من أحد رفاقة في العمل طلب مساعدة ولكن ينصدم بتلقي الرفض منه، من الطبيعي أن يشعر بالضيق والاكتئاب، ولكن إذا أثر هذا الضيق بالسلب على إنهاء المهام والأنشطة اليومية له، وتناوله للطعام، وصعوبة في النوم، والتفكير في الانتحار، يدل هذا على أن لديه اضطراب نفسي، وليس شعور مؤقت. والشعور الصادر من الشخص المُغترب بالاكتئاب نتيجة الوحدة والشوق إلى الأهل والمنزل والوطن، تقع في النطاق الطبيعي ولا يُصنف ضمن الأمراض النفسية. 

مفهوم المرض العقلي  

المرض العقلي هو اضطراب الحالة الصحية للشخص، والذي يؤثر بشكل سلبي على السلوك الصادر منه، وتفكيره ومعتقداته ومشاعره، مما ينتج عنه غياب الشخص عن الواقع وشعوره بالضيق، وقيامه بتصرفات لا إرادية وغير ملائمة على المستوى الاجتماعي والعائلي والعملي، ودائما يعتقد أنه على صواب.

بعد الانتهاء من عرض المحتوى التعريفي للنوعين في الفرق بين المرض النفسي والعقلي ، سوف ننتقل الآن للتعرف الآن على الأسباب المؤدية للإصابة بكل من المرض النفسي والعقلي، وذلك خلال السطور القادمة. 

الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث الأسباب 

الأسباب المؤدية للاضطرابات النفسيه والعقلية لن يتم التوصل إليها بشكل واضح حتى الآن، ولكن يُمكننا توضيح الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث العوامل المؤثرة بدرجات متفاوتة، ويُمكننا تقسيم هذه العوامل إلى عوامل داخلية وعوامل خارجية، وتشمل التالي:

الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث الأسباب

العوامل الداخلية 

 إن درجة تأثير العوامل الداخلية النفسية والجسدية على المرض العقلي يفوق تأثيرها على المرض النفسي، وتتمثل هذه العوامل في العوامل التالية:

  • العوامل البيوكيميائية والوراثية، حيث تشمل اضطراب في المواد الكيميائية والناقلات العصبية المتواجدة بشكل طبيعي في الدماغ، بالإضافة إلى الجينات الوراثية المنقولة عبر الأجيال. 
  • مشاكل أثناء فترة الحمل والولادة. 
  • التعرض للسموم والإصابة بالفيروسات. 
  • الإصابة بالأمراض الجسدية، مثل اضطراب الغدة الدرقية، والسرطان 

العوامل الخارجية 

العوامل الخارجية الاجتماعية والجسدية أكثر تأثيرًا على المرض النفسي إذا تم مقارنته بالمرض العقلي، ويشمل العوامل التالية:

  • العوامل البيئية، حيث تشمل الاضطراب والضغوط الحياتية. 
  • العوامل الاجتماعية والمشاكل المُجهدة التي يتعرض لها الشخص، خلال حياته اليومية 
  • الصدمات والحوادث. 
  • الحروب والمنازعات. 

ومن هنا يمكننا استنتاج أن هناك تداخل في العوامل المسببة لكل من المرض النفسي والمرض العقلي والتي قد تكون نفس العوامل ولكن الاختلاف يكون في درجة التأثير على نوعية المرض على سبيل المثال فإن مرض الاكتئاب مرض نفسي في مراحله الأولى وقد يكون يتأثر بالعامل الوراثي ولكن العامل الأكبر في ظهور المرض هي العوامل الخارجية من ضغوط وصدمات تعرض لها الشخص. في حين يكون مرض الفصام مرض عقلي وتكون درجة تأثره بالعوامل الداخلية من وراثة واضطرابات في كيمياء المخ أكبر من العوامل الخارجية التي قد تؤثر عليه بشكل بسيط.

وبعد توضيح الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث العوامل المؤدية إلى حدوث كل منهما، سوف نبدأ الآن بعرض تصنيف الأمراض النفسية َالعقلية خلال السطور التالية. 

تعرف على أنواع الأمراض النفسية والعقلية 

تم تصنيف عدة أنواع من الأمراض تندرج تحت الأمراض النفسية، وأنواع أخرى خاصة بالأمراض العقلية، لتوضيح الفرق بين المرض النفسي والعقلي ، وأهمها الأمراض التالية:

أنواع الأمراض النفسية 

  • الاكتئاب، اضطراب في العاطفة والشعور لدى المريض. 
  • اضطراب الأكل، حيث يفقد الشخص الشهية تجاه تناول الطعام، ويتهرب من تناوله. 
  • اضطراب القلق، حيث يُسيطر الشعور بالتوتر والخوف من حدوث شيء مستقبلي، ويشمل الهلع والرهاب، والقلق الاجتماعي. 
  • اضطراب ما بعد الصدمة، ينتج عن تعرض الشخص إلى الحوادث والاعتداءات الجنسية، والخوف الشديد من تذكر هذه الأحداث مرة أخرى. 
  • الوسواس القهري، حيث يُميز المريض بالتفكير المُبالغ في الشيء، مع تكرار حدوث بعض الأفعال عدة مرات مُتتالية. 

أنواع الأمراض العقلية 

  • اضطراب الذهان، مريض الذهان يتميز ب متلازمة الهلاوس وهو تصور وتخيل أشياء غير موجودة، والأوهام بمعتقدات خاطئة 
  • اضطراب الفصام، يتقمص المريض شخصية أخرى تختلف عن شخصيته، وينفصل عن العالم والواقع، وكل من الفصام والذهان قد ينتجان من إدمان المواد المُخدرة. 
  • اضطرابات النمو العصبي، تتميز بالقدرة على تشخيصها في مرحلة مُبكره من عمر الإنسان، وتشمل الإعاقة الذهنية، وتأخر في النمو والحركة واللغة لدى الطفل، واضطراب التواصل مع الآخرين، و فرط التوحد، ونقص الانتباه وفرط النشاط. 
  • اضطراب ثنائي القطب، يتميز بتناوب أعراض الهوس مثل زيادة النشاط والثقة، والاكتئاب والشعور بالذنب والتعب. 

وبعد التعرف على أهم أنواع الأمراض النفسية والعقلية، والتي توضح الفرق بين المرض النفسي والعقلي ، حان الآن وقت التعرف على مفهوم تعافي الصحة النفسية والعقلية. 

ما هو المقصود من تعافي الصحة النفسية والعقلية؟ 

المقصود بمصطلح تعافي الصحة النفسية والعقلية هو استعادة قدرة الشخص على العيش في حياة لها معنى وهدف داخل المجتمع، بجانب المشاركة النشطة في العمل الجماعي، والتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي وبكل ثقة، والعيش في حياة أكثر استقلالاًَ وهدوءًا.

وبعد التعرف على مفهوم التعافي الصحة النفسية والعقلية، سوف نجيب الآن في الفقرة القادمة على سؤال يبحث عنه العديد من الأشخاص، وهو هل يُشفي الإنسان من المرض النفسي والعقلي؟ 

هل يُشفى الإنسان من المرض النفسي؟ 

هناك سؤال يُشغل تفكير بعض من الناس البعيد كل البعد عن المجال الطبي وبشكل خاص الطب النفسي وتطوره الدائم في علاج الحالات النفسية، وهو هل يُشفى الإنسان من المرض النفسي والعقلي ؟، أجل يتم ذلك، المريض النفسي والعقلي مثله كمثل الشخص المُصاب بمرض جسدي يُشفى ويستعيد صحته العقلية والنفسية مرة أخرى ويُمارس حياته بشكل طبيعي تماما.

تبدأ رحلة التعافي من المرض النفسي والعقلي  على المريض بتشخيص حالة المريض أولًا، وذلك للتأكد والتعرف على نوعية المرض الذي يُعاني منه، ثم وضع البروتوكول العلاجي الملائم لحالة المريض، بجانب الدعم النفسي المُقدم من جميع الأشخاص المُحيطين به وتشجيعه الدائم على تخطي مرحلة العلاج، وظهور علامات الشفاء من المرض النفسي. 

تختلف درجة المرض وشدته من شخص لأخر، حيث هناك أشخاص مُصابين بمرض عقلي ينتج عنه ظهور أعراض بسيطة، تلك الأعراض تبدأ في الاختفاء وتبدأ علامات الشفاء من المرض النفسي والعقلي تظهر عليهم بمجرد مشاركتهم في خطة علاج تجمع المريض بالاخصائي النفسي فقط، وهناك من تكون درجة الإصابة لديهم شديدة للغاية، مما ينتج عنه تكثيف البروتوكول العلاجي الدوائي والجلسات السلوكية، والدعم من الأقران، للشفاء من الاضطراب النفسي والعقلي الذي يُعاني منه. 

فقد أثبتت الجلسات المُباشرة بين المتعافين من مرض الفصام وهو أحد الأمراض العقلية أن لديهم القدرة الفائقة على تولي دور القيادة في الوظائف المختلفة، كما يستعيد إليهم الإحساس العاطفي تجاه الآخرين مرة أخرى مثل الأشخاص الأصحاء.

ويكون الفرق بين المرض النفسي والعقلي أن الشفاء في المرض العقلي نسبي أكثر من المرض النفسي حيث يكون من خلال القدرة على التحكم في الأعراض وتخفيفها بينما في المرض النفسي يمكن السيطرة على المرض بشكل كامل والشفاء منه ما لم يحدث شيء يتسبب في انتكاسة المريض.

وقد حان الآن وقت التعرف على أهم علامات الشفاء من المرض النفسي والعقلي في الفقرة القادمة. 

أهم علامات الشفاء من المرض النفسي والعقلي 

إن الدليل الوحيد على تأكيد شفاء المريض من الاضطراب النفسي والعقلي الذي يُعاني منه هو ظهور علامات الشفاء عليه، وهذا يظهر من خلال الحياة اليومية وتعامله مع الآخرين، والمرض النفسي ليس كما يعتقد العديد من الأشخاص أنه مرض دائم لا ُيمكن علاجه. كما أن هناك سؤال يحتاج العديد من مرضى الاضطراب النفسي والعقلي خلال رحلة الشفاء الإجابة عنه وهو كيف اعرف أني شفيت من المرض النفسي أو العقلي ؟، والإجابة هي أنه في الغالب تبدأ علامات الشفاء من المرض النفسي والعقلي في الظهور خلال فترة العلاج وبعد الانتهاء منه، وهذه العلامات تتمثل في النقاط التالية:

  • عدم الشعور بالحزن واختفاء الأعراض التي كانت تُسبب إزعاج وضيق للمريض قبل البدء في العلاج. 
  • النوبات المُتعلقة بالمرض، تبدأ تختفي تدريجيًا وعدد مرات تكرارها يقل بشكل ملحوظ وهو ما يُطلق عليه انتكاسات محدودة. 
  • عدم الشعور بالتعب أو الإرهاق. 
  • إعادة التوازن الفكري والعقلي. 
  • تناول الأطعمة بشكل جيد. 
  • إنجاز المهام اليومية بشكل أسرع وأسهل. 
  • البدء في التفاعل والتعاون مع الآخرين. 

وبوجه عام عندما تختفي جميع الأعراض غير الطبيعية التي كانت تصدر من الشخص، يصبح متعافي نفسيًا، ولا يُعنى أن غضب الشخص أو صدور منه أي فعل يعبر عن انفعاله أو تعصبه، أنه ما زال مريض نفسي، ما دام لم يتخطى الحد المسموح به في التعبير. وأخيرًا بعدما تعرفنا على علامات الشفاء من المرض النفسي والعقلي ، سوف ننتقل الآن للفقرة القادمة، من أجل التعرف على دور الأمل في التعافي من المرض النفسي والعقلي. 

أهمية الأمل في التعافي من المرض النفسي 

 مما لا شك فيه أن الأمل هو جزء من تعافي المريض وتخلصه من الأعراض التي تُزعجه ، وتظهر أهمية الأمل في عملية التعافي من خلال بث روح الحماس والنشاط والقوة والعزيمة في الانتصار على المرض، والأمل يأتي من خلال سماع التجارب الناجحة للمتعافين من الأمراض النفسية والعقلية وبصفة خاصة الأمراض الأكثر شدة وخطورة. 

لذا سوف نوضح لكم قصة أحد المرضى الذي يقول فيها ” اردت أروي لكم تفاصيل قصة شفائي من المرض النفسي، بجانب العديد من القصص الأخرى لمرضى تم شفائهم داخل مستشفى دار الهضبة في مصر من الأمراض النفسية والعقلية، حتى تكون أمثلة ونماذج تدفع المريض لأخذ خطوة الشفاء السريع، وتجنب تفاقم الأعراض. 

تفاصيل قصة شفائي من المرض النفسي الوسواس القهري والاكتئاب 

أنا أبلغ من العمر ٤٠ عام، ومُنذ الصغر وأنا أعاني من وساوس وأفكار مُتعلقة بالنظافة مثل،  تكرار غسل الأيدي مرات عديدة طوال اليوم بشكل مُبالغ فيه، فكان يراودني الشك دائما  تجاه اتساخها بالأتربة والمُلوثات، بجانب تنظيف البيت عدة مرات في اليوم حتى وإن كان يبدوا عليه النظافة والترتيب، وعندما قرر والدي الذهاب إلى أحد الأطباء النفسيين قبل زواجي أخبرني بأن لدي اضطراب نفسي يُسمى بالوسواس القهري. 

وصف لي الطبيب بعض من الأدوية المُهدئة ونصحني بضرورة الحضور إلى العيادة لاستكمال البروتوكول العلاجي عن طريق جلسات العلاج السلوكي، لتبدأ علامات الشفاء من المرض النفسي في الظهور، ولكن ترددت كثيرًا عن الذهاب إلى العيادة مرة أخرى خوفًا من نظرة المجتمع لي بأنني “شخصية مجنونة”، واكتفيت بتناول العلاج الدوائي فقط لفترة من الوقت ثم توقف عن تناوله أيضًا ولم أعر أي اهتمام بهذا المرض. 

ومرت عدة سنوات وأنا أعاني من أعراض متوسطة من اضطراب الوسواس القهري، ولكن تدهورت الحالة لدى وتفاقمت الأعراض بعدما تزوجت من زوجي الذي كان السبب في تدهور حالتي النفسية والصحية، حيث كان كثير الضرب والإهانة والحبس داخل المنزل دون الخروج منه بشكل نهائي إلى أن قُمت بوضع أول مولود لنا، واعتقدت أنه سوف يُغير من حالتي النفسية للأفضل ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان. 

بعد الولادة لم أشعر بفرحة رؤية المولود وكثيرًا ما كنت أبكي بشدة وأشعر بالحزن والقلق الشديد على المولود، وبعض الأوقات كانت تلازمني الأفكار السيئة وهي قتل المولود وقتل نفسي قبل أن يقوم زوجي بقتله، حيث كُنت أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة إلى أن علم أخي الأكبر بسوء حالتي النفسية والصحية وقام على الفور بالتواصل مع  أحد أصدقائه للاستفسار عن أفضل مكان لعلاج الحالات النفسية، وأخبره بكفاءة ونجاح مستشفى دار الهضبة في العلاج النفسي وحالات الإدمان وأخذني على الفور وبدأت رحلة شفائي داخل مستشفى دار الهضبة. 

وبالفعل شُفيت من المرض النفسي على الرغم من صعوبة الأعراض التي كُنت أعاني منها لسنوات عديدة والتي كادت أن تقضي على حياتي، حيث كان فريق العمل داخل المستشفى من القائمين على الرعاية وتمريض وأطباء لهم دور كبير في مرحلة الشفاء فجميعهم حريصين على تقديم الدعم النفسي والتشجيع الدائم للانتصار على المرض.

وفي البداية تحدث إلى الطبيب في الجلسة عن الأعراض التي أعاني منها، بجانب الفحص الشامل لحالتي الصحية والتأكد من عدم وجود مرض عضوي آخر، حتى يتمكن من تحديد البروتوكول العلاجي الخاص بحالتي، والذي كان يشمل التالي:

العلاج الدوائي 

 يُركز العلاج الدوائي على الأدوية التي تعمل كمضاد للاكتئاب، حيث تستهدف زيادة مادة السيروتونين عن طريق تثبيط عملية الامتصاص لها داخل المخ، وتبدأ علامات الشفاء من المرض النفسي في الظهور على المريض. 

العلاج النفسي 

يُساعد في تصحيح الأفكار الوسواسية بطريقة مُقنعة ولا يتبع أسلوب الإجبار على تصحيح الاعتقاد الخاص بالمريض، حيث يقوم الطبيب النفسي مع المريض بتحديد المشاكل التي يتعرض لها من الأفكار، والأفعال الصادرة منه والمشاكل الجسدية، ومعالجة كل منها على حدة. يعتمد العلاج النفسي على تدريب المريض لكي يواجهه الوساوس والأفكار المُخيفة التي تُسيطر عليه، حتى يتم تجاهلها وعدم الانتباه إليها، بالإضافة إلى الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية بين جلسات العلاج. 

وقضيت ما يقرب من عام كامل داخل مستشفى دار الهضبة نظرًا لطول مدة العلاج الخاصة بحالتي، ليتم التخلص بشكل نهائي من أعراض الوسواس القهري والاكتئاب، وملاحظة علامات الشفاء من المرض النفسي، وبعد خروجي من المستشفى كُنت أشعر بالراحة النفسية وأمارس حياتي بشكل طبيعي، دون الشعور بالقلق تجاه أي شيءٍ وتفرغت لتربية ابني وسعيت بحثًا عن العمل في مكان مرموق خاصةً بعدما انفصلت عن زوجي بمجرد دخولي للمستشفى لتلقي العلاج. 

حقًا إن الراحة النفسية وعدم الشعور بالقلق تجاه أي شئ من الأمور الهامة التي يسعى إليها الجميع، لأن التعب النفسى يؤثر على الجسد أيضًا ولا يقتصر على تفكير وعقل الشخص.

بعد الانتهاء من عرض قصتي في رحلة الشفاء، سوف أعرض لكم بعض من القصص المُختصرة التي تُثبت أن المريض العقلي يُمكن علاجه أيضًا، ويكون الفرق بين المرض النفسي والعقلي في حدة الأعراض والسيطرة عليها. 

قصص حالات شُفيت من الأمراض النفسية والعقلية داخل مستشفى دار الهضبة 

هناك العديد من الحالات التي تم شفائها بالفعل من المرض النفسي والعقلي وعادت إلى ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وذلك بعد قضائها فترة العلاج داخل مستشفى الهضبة التي حققت أعلى نسب النجاح في علاج الأمراض النفسية والعقلية وحالات الإدمان، والآن سوف ننقل لكم بعض من قصص حالات شُفيت من الأمراض النفسية، وذلك لبث روح الأمل والتفاؤل والعزيمة لتخطي مرحلة العلاج للمرضى الآخرين. 

قصة ح.أ وشفائه من الاكتئاب 

بعد تخرج ح.أ من الجامعة وحصوله على بكالوريوس علوم ودرجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية، أعتقد أنه سوف يلتحق بإحدى الوظائف المرموقة في مراكز البحوث وأنه سوف يمتلك العالم ويُحقق أحلامه التي كان يتمناها، وتكون عوضًا له عن الظروف القاسية التي مر بها خلال حياته، ولكن لم يحالفه الحظ في القبول بهذه الوظيفة، بدأ شعور الإحباط والحزن يُسيطر عليه ولم يأتي في تخيله أن هذا الشعور يؤدي إلى مرحلة إكتئاب كامل. 

ولكن مع مرور الوقت أثر هذا الاكتئاب على حياته بشكل كبير وامتنع عن الخروج ومقابلة الأصدقاء ولم يعد هناك أي شعور إلا الزهد في الحياة، وقام بإشعال النيران في جميع الشهادات التي حصل عليها خلال حياته العلمية. 

إلى أن قام أحد أصدقائه لانتشاله من هذه الحالة خوفًا عليه من التفكير في الانتحار في أي وقت وذهب به إلى مستشفى الهضبة، وهناك بدأت حياته في التحول بشكل تدريجي إلى الأفضل وبدأ في استبدال أفكاره السلبية بأخرى إيجابية وذلك من خلال الأدوية والعلاج السلوكي الذي كان يعتمد على الجلسات الفردية والجماعية لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات بين المرضى. 

وعاد ح.أ إلي حياته الطبيعية مرة أخرى ولديه شُعلة من النشاط والطاقة للبحث عن وظيفة مرموقة مرة أخرى، ولم ينتهي دور مستشفى الهضبة بعد، بل كان لها دور بارز في تشجيعه وتوظيفه في أحد الوظائف المرموقة الخاصة بتخصصه، وتوجيهه إلي كيفية تخطى المصاعب وتكوين أصدقاء جدد في العمل.

قصة إ.م وشفائها من المرض العقلي اضطراب ثنائي القطب والنفسي اضطراب ما بعد الصدمة 

 كانت إ.م حالة خاصة وأكثر خطورة ضمن الحالات التي شفيت من الأمراض النفسية المتطورة إلى مرض عقلي نظرًا لإصابتها بأكثر من مرض في وقت واحد وتطور مرض ثنائي القطب النفسي إلى مرض عقلي، تقول إ.م بأن بدأت حياتي جحيم بعد تعرضي لحادث اغتصاب وأنا في سن ٢٢ عام، لم أستطيع التأقلم مع الحياة بعد الحادث، وكان الإهمال واللامبالاة مُسيطر علي بشكل كلي، وكنت أتصرف دون وعي وبغرابة شديدة في الأمور، وحاولت الانتحار في العديد من المرات. 

إلى أن قرر والدي الذهاب بي إلى مستشفى دار الهضبة للعلاج من المرض النفسي الذي أعاني منه، وخلال الأيام الأولى لي داخل المستشفى كُنت أحاول الانتحار كثيرًا في الليل، لكن المتابعة المُشددة والمُستمرة طوال ٢٤ ساعة داخل مستشفى الهضبة منعتني من هذا التصرف. 

ومن خلال الأدوية والعلاج داخل مستشفى دار الهضبة حققت مستوى عالي من الشفاء، ومع مرور الوقت كُنت أسيطر على الأعراض التي كانت تلازمني، حيث لعبت مستشفى الهضبة دورًا رائعا ليس فقط في بقائي على قيد الحياة وشفائي من المرض ولكن لها دورًا كبيرًا في استكمال دراستي وبدء حياتي العملية بكل حماس وازدهار. 

تقول إ.م أنني أعيش الآن حياة مُستقرة، إن الشفاء والتعافي يحتاج صبرًا وعزيمة قوية للانتصار على المرض. 

قصة أشجان و شفائها من المرض العقلي الذهان 

أشجان هي بنت ريفية كانت ضحية لشجار عائلي مُنذ مرور عدة سنوات، نتج عنه اختطافها وتركها في غرفة مُظلمة مُخيفة في مكان بعيد مُتطرف، ومُنذ ذلك اليوم وهي تُعاني من الذهان وأعراضه المؤلمة والتخيلية الغير واقعية التي دمرت حياتها وضيعت سنوات عديدة في مسيرة التعليم لديها. 

ونظرًا للعادات والتقاليد السيئة في المجتمع الريفي والتي منها الذهاب لطبيب نفسي يُعد وصمة عار وفضيحة للعائلة، تفاقمت الأعراض لدى أشجان وفقدت الوعي بشكل تام. 

إلى أن قام أخيها الأكبر بالبحث عن أفضل مصحة نفسية لعلاج حالتها، وتوصل إلى مستشفى الهضبة في مصر لما لها العديد من المميزات والتجارب الناجحة للحالات التي تم شفائها من الأمراض النفسية والعقلية، بالإضافة إلى بُعدها عن مسقط رأسهم والسرية التامة داخل المستشفى. 

مرت أشجان بفترة عصيبة داخل المستشفى في البداية، ولكن سرعان ما بدأت تستجيب للعلاج ويزداد الدافع لديها للشفاء من هذا المرض والتخلص من الأعراض، وهذا نتيجة للدعم النفسي الذي تقدمه المستشفى ضُمن البروتوكول العلاجي الخاص بكل حالة، وبعد انتهاء فترة العلاج التي استمرت ما يقرب من ستة أشهر، عادت أشجان إلى الحياة شخصية جديدة وبدأت أخذ إجراءات استكمال المسيرة الدراسية لديها بعد توقفها لعدة أعوام. 

ملخص المقال

تم توضيح الفرق بين المرض النفسي والعقلي في هذا المقال وذلك من خلال عدة عناصر هامة، منها التعريف والأسباب، وأهم الأنواع المُصنفة طبقًا لهما، حتى لا يختلط الأمر بينهما ،كما توصلنا أن علاج المرض النفسي والعقلي ليس من الأشياء نادرة الحدوث وأخطأ من قال إن المريض النفسي هو

للكاتبة / د.سحر يوسف 

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على  البحث والاطلاع المستمر  مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق  يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي وعلاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول الفرق بين المرض النفسي والعقلي

يُصعب عملية تحديد الوقت اللازم لإتمام عملية الشفاء من المرض النفسي والعقلي أو مدى تحسن الحالة، لأن علاج الاضطرابات النفسية والعقلية من الأمور التي تستغرق وقت أطول لظهور علامات الشفاء منها، وكُلما كان البدء في العلاج في المرحلة الأولية للمرض، كلما كان الوقت اللازم للشفاء أقل ويكون الفرق بين المرض النفسي والعقلي في مدة الشفاء على حسب استجابة المريض للعلاج ومدى التزامه . 

نعم يتم ذلك، لأن تفاقم أعراض المرض النفسي مثل اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب وتجاهل علاجها، يؤدي إلى المضاعفات الشديدة والهلاوس والمخاوف في الكثير من الحالات، من هنا يتضح الفرق بين المرض النفسي والعقلي في كون أن كل مرض نفسي يمكن تحوله إلى مرض ولكن لا يكون العكس. 

إذا أردت التعافي من أعراض الاضطراب النفسي والعقلي  الذي تُعاني منه، ما عليك سوى التواصل مع مستشفى الهضبة في مصر لعلاج الأمراض النفسية والإدمان، وسوف تقوم بتقديم جميع سُبل المساعدة للاستشفاء من المرض. 
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة