محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
كيف بدأت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية
منذ طُفولتي كنت أميل للعُزله لا أُحب اللعب مع أقراني فالخوف من الرفض كان الشعور المُسيطر عليّ، وعندما بدأت سن المراهقة كنت أشعر بأني مُختلف لم استطع التأقلم مع زملائي، كنت اكره الذهاب إلى المدرسة وعندما كان يُجبرني أبي على الذهاب كنت انتهي من مدرستي واعود سريعاً للمنزل وأجلس بغرفتي فهي ملاذي الآمن.
وعندما بدأت دراستي الجامعية ازدادت مُعاناتي وازداد خجلي من التواجد في الجامعة فأنا لا أعرف كيف أتحدث، اخشى من قول أو فعل أي شيء يجعلني موضع نقد أو سخرية، لا أتمتع بأي شيء يُميزني، لا أرغب في التعرف على أشخاص جُدد، وتوقفت عن الذهاب إلى الجامعة وازدادت حالتي سوءاً كنت أجلس في غُرفتي طُوال الوقت لا أرغب أن أرى أي شخص بدأت أمي بنصيحتي لاستشارة طبيب نفسي فقد سمعت كثيراً عن مستشفى دار الهضبة وكفاءة الأطباء بها، ترددت كثيراً في البداية، وفي النهاية استسلمت فأنا أشعر بأني لن استطيع استكمال حياتي هكذا.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
كيف شخص الطبيب النفسي حالتي؟
عندما ذهبت إلى الطبيب النفسي في مستشفى دار الهضبة كنت أشعر بالتوتر الشديد فأنا لا أرغب في التحدث مع شخص غريب كدت أهم بالخروج ولكن أمي أمسكت يدي بشدة وقالت لي أطمئن أنا معك، شعرت بالاطمئنان فأمي الشخص الوحيد القادر على بعث الطمأنينة بداخلي.
دخلت إلى الطبيب وطلب من أمي الرحيل، شعرت أن اللحظات ثقيلة مرت عليّ إلى أن بدأ الطبيب في التحدث معي، سألني عن سني ودراستي واخوتي بدا لي شخص مُريح، و بدأ حُواره معي :
سألته في حيرة هل أنا مريض نفسي؟ قال لي انت فقط شخص تجنبي. وما هي الشخصية التجنبية؟
قال لي اضطراب الشخصية التجنبية هي حالة نفسية تتميز بنمط ثابت مدى الحياة وهو الشعور بالخجل الشديد.
أسباب إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية
قال لي طبيبي هُناك أسباب وراثية وبيئية قد تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، فقد يكون وراثة من أحد أفراد الأسرة، أو قد يكون بسبب التعرض للرفض أو الإهمال أو التعنيف المستمر أثناء الطفولة، كذلك قلة الإهتمام بالطفل أو في بعض الأحيان الاهتمام بالطفل بشكل مُبالغ فيه.
أما في تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية فكانت أسباب إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية مُتعددة، فانتقالنا إلى منزل جديد ودخولي مدرسة جديدة كان حدث مزعج جدًا لي، لم استطع التأقلم مع أشخاص جُدد.
كانت أمي تخشى عليّ بشدة فكانت تُساعدني في كل مهامي وقراراتي فأنا لا أعرف التصرف بدونها.
أما أبي فكان يحبني بشدة لكن اجباره لي لكي ألعب مع أقراني أو أذهب إلى التجمعات العائلية كانت تُزعجني وتزيد من توتري وانزعاجي.
كيف يُمكن أن يتحول الشخص التجنبي إلى شخص طبيعي؟
سألت طبيبي في حيرة هل يُمكن أن أصبح شخص طبيعي؟
فأجاب بابتسامة تفاؤل بعثت بداخلي الشعور بالأمل والارتياح: نعم بالطبع أشخاص كثيرون كانوا يُعانون من هذا الاضطراب واستطاعوا بعد العلاج إلى مُمارسة حياتهم الطبيعية تدريجيًا.
قال توجد عدة طُرق يُمكن اتباعها لعلاج الشخصية التجنبية يُمكن الاختيار من بينها حسب طبيعة كل حالة.
وفي تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية كان علاجي مزيج من استخدام الأدوية لفترة قصيرة مع العلاج بالتحدث مع الطبيب النفسي عن حياتي السابقة وعن كل المشاعر السلبية التي كنت أشعر بها، فقد كان الكلام يُريحني كثيراً ويُحسن ثقتي بنفسي كثيراً جعلني أتغلب على مخاوفي والمشاعر السلبية بداخلي، لم تكن تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية سهلة ورحلة علاجي أيضًا كانت مليئة بالتحديات والصعوبات لكن شعرت أن حياتي تستحق، تلقيت كل الدعم من أسرتي وطبيبي وعُدت إلى الحياة تدريجيًا.
كيف تعاملت أسرتي معي أثناء مرضي؟
إن تعامل أسرتي معي في أثناء مرضي هو ما شجعني كثيرًا للذهاب إلى الطبيب النفسي من أجل العلاج، والاستمرار فيه، إضافةً إلى تقديمهم الدعم المستمر لي أثناء المرض، وأثناء مرحلة العلاج. ولذلك فإنني أود أن أعرض لكم الطريقة الصحيحة التي تعاملت بها أسرتي معي في النقاط التالية:
خُلاصة تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية
لم تكن تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية تجربة سهلة ولكن مع العلاج والصبر والتدريب بدأت تدريجيًا أن أعود للحياة. لذلك إذا كنت تعاني من الخجل الشديد والخوف من الرفض والنقد، تخشى أن تكون موضع سخرية من الآخرين، تتجنب التحدث مع الغرباء والتواجد وسط أي تجمعات، فقط عليك طلب المساعدة من طبيب نفسي محترف لا تخجل ولا تترد فحياتك تستحق.
لذلك توفر مستشفى دار الهضبة طُرق علاج مُعتمدة من وزارة الصحة، بها مجموعة من أكفأ الأطباء المتخصصين في المجال النفسي، فقط أُطلب المساعدة في أي وقت سيقدمون لك يد العون.
للكاتبة / د. رضوى نبيل
Avoidant Personality Disorder_ Causes, Symptoms, Diagnosis
Avoidant Personality Disorder_ Causes, Symptoms and Treatments
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر