تجربة إل سي دي المخدر الخبيث وطريقة التخلص منه

تأثير إل سي دي على أصدقائي

أنا بطبعي أحب الاحتفال وقضاء وقتي مع أصدقائي بعد العمل، وفي بوم دعاني أحدهم للاحتفال برأس السنة، فواقت فورا فأنا لم أكن مخططا للاحتفال بعد. 

اصطحبني إلى بيته وكان يعيش بمفرده، وجدت مجموعة من أصدقائه منخرطين في تقطيع بعض الأوراق ذات الألوان المزهرة ونقعها في الماء، سألته ما هذا؟، قال لي أنه من أجل الاحتفال إنه إل سي دي.

تمعنت النظر فيهم ورأيت طرق متعددة لتعاطي إل سي دي، فمنهم من أخذ الورق المقطع ومضغه وعلامات التلذذ تظهر على وجهه، أو عند طريق تعاطيه بالحقن عبر الوريد، وكانت هناك أيضا حبوب جيلاتينية أخذها آخرون عن طريق الفم، وما بين 20 إلى 90 دقيقة بدأ مفعول إل سي دي يظهر عليهم. 

كان تأثير إل سي دي عليهم عبارة عن  ضحك صارخ وابتهاج، نشاط وفرح، تعاطف وثرثرة، هلوسة طاغية وبدأ الاحتفال، أثير فضولي وأردت التجربة. 

تجربة إل سي دي المخدر للمرة الأولى 

فضلت في البداية أن تناول الحمض المخدر بمضغه، تناولت قطعة مضغتها وانتظرت المفعول. بعد حوالي 30 دقيقة بدأت مفعول أل سي دي يظهر حينها على وكان كالآتي: 

• صعوبة في الكلام: إذ ظللت صامتا طوال الوقت 
• الأشياء من حولي تتحرك مما أصابني بالذعر.
• ألوان أكثر إشراقا و أصوات غير مألوفة. 
• مستويات عالية من التوتر والقلق. 
• الشك في كل من حولي بأنهم يريدون إيذائي.
• خوف شديد من الأجسام الغريبة التي أراها. 
• أعراض جنون عظمة.

انتابتني نوبة غضب وخوف عارم، شعرت بأنني أوشكت على الجنون أو الموت وكدت أفقد وعي، ومع ذلك لم استطع النطق بكلمة واحدة، ظللت في ركن من أركان الغرفة وأنا أعاني خوفا سحيقا مما يحدث. أريد الذهاب إلى المنزل لم  أحتمل ذلك الشعور المخيف.

الآثار الجانبية لمفعول أل سي دي التي عانيت منها

استمر تأثير إل سي دي حوالي 9 ساعات مند بداية تناوله عانيت فيها بخلاف الاضطراب النفسي والذعر الذي اجتاحني من تلك الرؤية المجسمة والأصوات العجيبة والصور المتداخلة العديد الآثار الجانبية الجسدية والنفسية لمفعول أل سي دي وشملت التالي: 

• ارتفاع درجة حرارة الجسم. 
• النشوة والخدار.
• هلاوس سمعية وبصرية.
• إداراك مشوهة وانفصال عن الواقع 
• زيادة ميتويات العرق.
• ضربات قلب سريعة.
• جفاف الفم.
• كآبة.
• أفكار سلبية.

أحاسيس ومشاعر وضيق نفسي بلغت درجة كبيرة جعلتني أفكر في الانتحار لأخرج مما أنا فيه. 

حتى بعد تلاشي المفعول بعد 12 ساعة، مازالت في حالة خوف من العالم اذي دخلته، أصابني الإعياء والتعب، وغصت في نوم عميق لدرجة أنني لم اتحرك من سريري طوال اليوم التالي، وبقيت أعاني اضطراب المزاج. 

في العمل قابلت ذلك الصديق الذي دعاني، رويت له ما عنيت منه، ابتسم وقالي لي ” أل سي دي مخدر يعمل وفق حالتك المزاحية، وربما كنت قلوقا بسبب جلوسك أول مرة مع غرباء والتعاطي معهم، في المرة القادمة يجب أن تكون أكثر انفتاحا حتى تدخلك النشوة بأكملها، حينها سترى العالم بشكل مختلف، عالم يحتفل بك وتحتفل به، الرحلة السيئة في أول مرة مع إل سي دي متوقغة، ولكن صدقني ستستمتع المرة القادمة”.

مرة ثانية.. تعاطيت أل سي دي 

لم أكن أتوقع أبدا أن أقوم بتجربة إل سي دي المخدر مرة ثانية بسبب المعاناة التي عنيتها المرة الأولى. 

بعد فترة قابلت ذلك الزميل مرة أخرى همس في أذني: ” نحن ذاهبون للاحتفال”. نظرت إليه بدهشة، ولكن في نهاية اليوم وافقت على الذهاب معه. 

ستستمتع صدقني هذه المرة، قبل تناول المخدر بدأت بالحديث مع الموجودين واندمجت معهم ببعض القصص الحياتية اللطيفة، و أثناء الحديث ودون شعور مدت يدي وتناولت ورقة أل سي دي ومضغت، روريدا رويدا بدأ الأثاث يتحرك، ورأيت ألوانا زاهية، وهالات مشرقة كأنني انتقلت لعالم آخر، غمرني الشعور بالبهجة والدهشة عندما كنت أدخل الممرات الضوئية وكأنها مرئيات ساطعة، اتنابتني الإثارة والضحك، كان إدراكي غائبا، منفصلا عن كل من حولي، وكان هناك استمتاع بالفعل. ورغم ذلك ارتفعت حراراتي وزادت دقات قلبي، لكني لن أكترث أنا في نشوة عارمة الآن.

 إدمان أل سي دي والدخول في أزمات مرعبة

بعد تلك الليلة أصبحت أنا من أطلب من صديقي الاحتفال بتعاطي مخدر أل سي دي، أضحي الاحتفال يوميا تقريبا.

بشكل متدرج بدأ مضغ قطع الأوراق المشبعة بأل سي دي غير مؤثر. حينها بدأت بتعاطي الحبوب الجيلاتنينة، ثم حقن الحمض في الوريد لأصل إلى النشوة وأكثف المفعول. 

عانيت طويلا من أعراض تعاطي أل سي دي والتي تمثلت في الكآبة والحزن، الاكتئاب والقلق، المعاناة من ذكريات الماضي وهي حالة مربكة تجعل متعاطي المخدر يعيش تجاربه المهلوسة بشكل مستمر، أعراض جنون العظمة، اضطراب ذهاني وفصامي، ورغم ذلك لم أعد استطيع التخلي عن التعاطي يوما واحدا، إذ كنت أحاول يوميا التوقف عن أخذ الجرعة ولكنني أفشل، إليك أعراض إدمان أل سي دي: 

• ضعف تركيز وانتباه.
• تشوه إدراكي وعاطفي.
• العنف والعدوانية. 
• ضعف إدراك. 

أصبحت أتعاطى صباحا ومساءا، حتى نفذت أموالي واضطررت للاستدانة، بجانب أنني أمسيت أعيش في الأوهام والهلوسة والشك، أزيد جرعتي يوميا، منعزلا وحيدا، منطويا على نفسي حتى خسرت عملي وزوجتي، أدمنت أل سي دي وتحولت إلى شخصا آخر لا أعرفه، يعيش في الوهم والهلاوس، المعاناة والإعياء والاضطراب النفسي. 

لحظة وفاة صديقي بعد جرعة أل سي دي 

أمضيت 4 أشهر على تعاطي إل سي دي، وفي أحدى الأيام أثناء حقن ذلك المخدر الخبيث، ارتفعت درجة حرارة صديقي بدرجة مرعبة بعد تناول الجرعة، أصابة الجفاف، وقفنا أمامه مذهولين، لا نعرف ماذا نفعل..!!، اتصلنا بالطوارئ بعد أزالة الفوضى، وأسفا لم يتمكنوا من إسعافه ووافته المنية قبل الوصول إلى المشفى.

كانت صدمة بالنسب إلي، فكرت طويلا في صديقي وأنني أعاني ارتفاع درجة الحرارة بعد جرعة أل سي دي، قد أموت بسبب ذلك المخدر لذا قررت التوقف عن التعاطي. 

محاولة التوقف وأعراض انسحاب أل سي دي 

بمجرد تأخير الجرعة بدأت أعراض انسحاب أل سي دي تداهمني منها: 

• الكآبة الشديدة.
• اضطراب وتقلب مزاجي.
• قلق بالغ.
• أرق.
• إرهاق وتعب. 
• هلوسة وأوهام.
• تبدد الشخصية. 
• الارتباك والإدراك النشوه.

حاولت قدر استطاعتي منع نفسي من تناول الجرعة لكني لم احتمل ازعاج الأعراض الانسحابية لإل سي دي كانت ساعات من الانهيار، يصاحبها نوبات من التقيؤ، والتشنج العضلي والدوخة، تعاطيت مرة أخرى دخلت في النشوة وعند تلاشيها دخلت في نوبة من الهستريا والبكاء.. أريد أن أتخلص من إدمانه، فمازالت صوؤة موت صديقي، ومشاهد خسارة عملي وزوجتي وأزماتي المالية تتطحنني. 

حاولت مرارا التوقف بمفردي ولكنني لم أفلح، أخيرا بحثت عن كيفية علاج إدمان أل سي وانتسبت لمركز متخصص لعلاج الإدمان.

بعد تجربة إل سي دي المريرة كيف تخلصت من إدمانه

لجأت لمستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، وهناك خضعت لبرنامج علاج إدمان مخدر أل سي دي وتخلصت منه بتطبيق التالي:

التخلص من السموم دون أزمات

بعد ان خضعت للتحاليل والفحص اللازم لتشخيص حالتي بدأت مرحلة التخلص من سموم أل سي دي، وهنا استخدم الطبيب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات الذهان بشكل دقيق وجرعة محددة، لم أشعر بأي اضطراب، منحتني الأدوية راحة مناسبة، وهدوء نفسي وذهني، ومرت فترة الانسحاب وتخلص جسمي من السموم دون أي اضطراب يذكر، وكان لابد من الدخول في مرحلة العلاج النفسي، لأن أل سي دي من المخدرات التي تترك آثار هلوسة وأعراض فصامية لمدة ليست بالقصيرة.

جلسات العلاج النفسي 

العلاج النفسي في برنامج علاج إدمان أل سي دي كان أهم خطوة، حتى أتخلص من حلقات الذهان والفصام التي أعاني منها، والإدراك المهلوس المستمر، وتم ذلك من خلال الأدوية النفسية وجلسات العلاج الفردي، وفيها اعتمد الطبيب على العديد من التقنيات حتى بدأت حالتي تستقر نفسيا، استغرق العلاج النفسي معي حاولي 12 جلسة. 

فترة التأهيل السلوكي والدعم الجماعي

المرحلة الثالثة كانت تستهدف التأهيل السلوكي بعد استعادة الوعي النفسي جزئيا، وتعتبر تلك المرحلة علاج فعلي لاضطراب إدمان مخدر أل سي دي، حيث خضعت للعلاج بالجلسات الجماعية الداعمة، والعلاج الأسري، مع تطبيق استراتيجيات الاسترخاء وكيفية الحفاظ على التعافي ومنع الانتكاسة، وتأهيلي لأعود طبيعيا قادر على العمل والمشاركة، وتعلم كيفية تحقيق الاستقرار العاطفي والأفكار الإدمانية والتغلب على رغبة التعاطي، ومقاومة مغريات الإدمان. 

رحلة العلاج استغرقت معي 4 أشهر ربما مع البعض تستمر ثلاثة أشهر أو 6 كما عرفت من المتعافين، الأهم من معرفة مدة علاج إدمان أل سي دي أن نعرف أن التعافي رحلة حياة ممتدة، يجب أن يعمل فيها المتعافي على ترسيخ العادات الصحية وتجنب مثيرات الإدمان وتنفيذ خطة الرعاية اللاحقة ومواصلة حضور جلسات الدعم من أجل التخلص من إدمان أل سي دي نهائيا، ولقد منحتني دار الهضبة فرصة جديدة ورعاية لاحقة على أعلى مستوى.

 وبعد تجربة إل سي دي ذلك المخدر الخبيث حافظت على التعافي لمدة 5 سنوات الآن، بينما أن مستمر في زيارة قبر صديقي والدعاء له، وتذكير نفسي بأهمية البقاء متعافيا. 

ملخص المقال

مخدر خطير يدخلك في رحلة خوف سحيقة، وإن استمتعت به مرة، ستعيش الرعب والهلع والاكتئاب والكآبة مرات ومرات. لا أنصحكم بتجربة مخدر أل سي دي، سيسحبكم للإدمان دون ان تشعروا، وهنا يظل المدمن أثير مفعوله، منغرس في الاضطراب العقلي.