محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
لماذا يرفض المدمن العلاج
- الإنكار: يُعد الإنكار هو العامل الأكبر الذي يسمح للإدمان بالازدهار؛ فالإدمان يجعل الشخص غافلاً عن سبب المشاكل التي يواجهها، ولا يدركون أن الإدمان هو السبب الأول لها ويجب علاجه، فمثلاً تجد شخص يتعاطى المخدرات للتعامل مع علاقة زوجية فاشلة أو لفقدانه وظيفته ولا يعترف أن الإدمان دمره ويجب عليه العلاج إنما يلوم زوجته أو مديره على تدمير حياته. فبدلاً من أن ينظرون للمخدر على أنه مرض يجب علاجه ينظرون إليه على أنه إغاثة لهم ومهرب من مشاكلهم، فالإدمان يعمي قلوبهم وعقولهم.
- يشعر أنه يستطيع السيطرة على الأمر دون الخضوع للعلاج.
- وصمة العار: بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يُعانون من الإدمان على المخدرات أو الكحول من الصعب الاعتراف بوجود حاجة للعلاج بسبب وصمة العار التي تحيط بالمدمن، فيظل يغرق في إدمانه خجلاً من الإعتراف وطلب المُساعدة.
- الخوف: هناك العديد من المخاوف التي ربما تدور فى عقل المدمن منها الخوف من البقاء في مركز لإعادة التأهيل، الخوف من الألم النفسي والجسدي الذي يظن أنه سيشعر به أثناء العلاج، إذا كان المدمن قد لجأ للمخدر كوسيلة لتناسي مشكلة ما فقد يخاف من تذكر تفاصيل مؤلمة بالنسبة إليه، أيضاً يخاف البعض من أنه لن يستطيع الاستمرار وعدم الانتكاس فرحلة علاج الإدمان طويلة المدى وتتطلب عزيمة ومثابرة وهو يخاف الفشل.
- الخوف من التغيير: التغيير مُرعب، فإذا كان لدى الشخص دائرة من الأصدقاء والذين يصادف أنهم مدمنون على المخدرات، فقد يخشون طلب المُساعدة خوفاً من خسارة أصدقائهم و اضطرارهم للبحث عن أصدقاء جدد.
هذا الخوف من التغيير الذي يلوح في الأفق، والتهديد بالاضطرار إلى البدء من جديد وخروجهم من منطقة الأمان الخاصة بهم وخروجهم إلى عالم المجهول هو ما يمنع الناس من طلب المُساعدة. - الشعور بالضعف: بعض المدمنين يظنون أن اعترافهم بوجود مشكلة وسعيهم للعلاج وطلب المُساعدة مظهر من مظاهر الضعف وهم لا يرغبون أن يكونوا ضعفاء، كما أنهم يعلمون أن العلاج سيتطلب مواجهتهم للأفكار التي كانت تزعجهم وأدت إلى وقوعهم في فخ الإدمان والحديث عنها وعن ضعفهم القديم ويرفضون ذلك بشدة، أي أنهم يظنون أن الإدمان درعهم الحامي وخفض درعهم ضعف.
- رغبتهم في الشعور بتأثيرات المخدر من انفصالهم عن العالم الخارجي، نسيان مشاكلهم، الشعور بالنشوة والسعادة، كذلك شعورهم كأنهم يحلقون عالياً، فهم ينظرون للمخدر كمسكن لآلامهم بغض النظر عن العواقب الوخيمة للإدمان.
- ليس لديه الاستعداد الكافي للتوقف عن استخدام المخدر.
- لا يستطيع تحمل تكلفة العلاج أو لا توجد تغطية من التأمين الصحي للتكاليف.
- القلق على خسارة وظيفته.
- فقدان السيطرة: بعض المدمنين خاصة الرجال يرفضون الخضوع للعلاج لشعورهم أنهم سيفقدون السيطرة على حياتهم، سيتبعون تعليمات شخص آخر طول فترة العلاج، وسيفقدون حريتهم في الحركة والتنقل.
- البعض يظن أن العلاج لن يجدي نفعاً والتعافي مستحيل، أنهم ليسوا في حاجة للعلاج فلا أحد يهتم لأمرهم ولا يوجد من يتعالجون لأجله.
- الرغبة في الموت.
وفقاً للمسح الوطني بالولايات المتحدة حول تعاطي المخدرات والصحة (NSDUH)، فإن 96٪ من المدمنين على المخدرات لا يسعون للحصول على المُساعدة لا يعتقدون أنهم بحاجة إلى علاج. أما الـ 4٪ المُتبقون فقد شعروا أنهم بحاجة إلى علاج لكنهم لم يحاولوا العثور عليه، أو شعروا أنهم بحاجة للعلاج وبذلوا جهدًا لكنهم لم ينجحوا في الوصول للعلاج.
وبعد معرفة لماذا قد يرفض المدمن العلاج؟ ربما يدور في ذهنك تساؤل كيف اتعامل مع مدمن يرفض العلاج؟ سنجيب عن هذا السؤال في الفقرة القادمة فتابع معنا.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
كيف اتعامل مع مدمن يرفض العلاج؟
من الصعب نجاح علاج شخص يرفض مُساعدة نفسه أو لا يقتنع بوجود ما يستدعي العلاج، الرحلة شاقة وتحتاج إلى تخطيط وصبر لذلك تقدم لك مستشفي دار الهضبة لعلاج الادمان بعض النصائح حول كيف اتعامل مع مدمن يرفض العلاج لكي تُساعدك في التعامل مع المدمن الذي يرفض العلاج و كيفية إقناعه:
والآن حان وقت الحديث عن اجراءات علاج المدمن بالقوة فتابع معنا.
علاج مدمن المخدرات بالقوة
أما عن اجراءات علاج المدمن بالقوة فإليك أهم الخطوات التي يجب اتباعها:
أما عن إجبار المدمن للعلاج فهناك بعض الدول قد سنت قوانين تتيح ذلك وتقبله وأخري تجرم ذلك وترفضه ويظل من الصعب فعل ذلك. كما أن أحد أهم أسباب نجاح العلاج أن يكون القرار نابع من إرادة قوية للشخص وعزيمة ورغبة منه.
والآن ربما يدور في ذهنك تساؤل متى اخذ قرار علاج المدمن بالقوة؟ سنحاول إجابتك عن هذا التساؤل في السطور القليلة القادمة فتابع معنا.
متى أخذ قرار علاج المدمن إجباري؟
أخذ قرار علاج المدمن إجباري يتمثل في عدة نقاط هي:
في هذه الحالات يجب التحرك بسرعة حتى لو كان عن طريق إجباره على العلاج.
هل يتم الضرب المدمن عند علاجة بالقوة؟ سؤال ورد إلينا كثيراً سنحاول الإجابة عنه في الفقرة القادمة فتابع معنا.
هل يتم ضرب المدمن عند علاجه القهري؟
لا يتم ذلك، فمن الأفضل دائماً أن يسعى الفرد إلى علاج نفسه بنفسه دون الاضطرار إلى العلاج بالقوة، فمن المهم أن يكون هناك دافعاً داخلياً خلال عملية التعافي؛ وإلا فمن الصعب للغاية أن يحدث النجاح.
فإذا كان المدمن ينكر وجود مشكلة، ولا يسعى للعلاج، وأصبح يمثل خطراً على نفسه أو تهديداً للآخرين فيُمكن محاولة إقناعه في البداية وإعطائه الوقت والمساحة ليقرر البدء في العلاج بنفسه؛ فإذا لم يقتنع رغم كل الجهود فيمكن أن تلجأ إلى علاجه بالقوة، ولكن لا يجب استعمال العنف مثل ضربه لأن ذلك يجعله يُقاومك أكثر ويشعر أنك عدوه ويتخذ طريق العناد وعندئذ يكون علاجه شبه مستحيل.
وبعد أن تعرفت على إجابة هل يتم الضرب المدمن عند علاجة بالقوة ربما تود أن تعرف هل ينجح علاج المدمن بالقوة؟! لمعرفة الإجابة تابع معنا الفقرة القادمة.
هل ينجح علاج المدمن بالإجبار؟!
يُشير معظم الأطباء أن نجاح علاج المدمن بالقوة غير فعال وغالباً لا يجدي نفعاً بل إنهم يحذرون من سرعة انتكاس هؤلاء وربما يتعاطى جرعة زائدة من باب العناد. ففي بعض الحالات يتحول الأمر إلى مكابرة وعناد من المدمن ورفض للعلاج بالإجبار. فكما سبق ووضحنا أن الدافع الداخلي مهم جداً في رحلة العلاج.
يُمكن أيضاً أن يفقد المدمن ثقته في أسرته ويكرههم أو يشعر أنهم تخلوا عنه، وفي النهاية إذا كان لابد من علاج المدمن بالقوة فيجب إظهار التعاطف الشديد، الإستمرار في زيارته وإشعاره بالاهتمام والأهمية و أنك في انتظار عودته.
يجب أن يتم عرضه على أخصائي نفسي ربما يكون لديه مشكلة نفسية تدفعه لرفض العلاج مثل القلق والاكتئاب، ربما تَمَكُن المخدر من دمه بصوره سلبته الإرادة والتحكم في مصيره وبعض الخضوع لمرحلة سحب السموم من الجسم يسترد وعيه ويُفكر بشكل سليم ويتقبل العلاج بشكل أفضل. في النهاية يجب أن تستمر في تقديم الدعم والمساندة والصبر في انتظار النتائج.
هل هذا يعني أنه ليس هناك أمل في علاج المدمن بالقوة. هل يوجد حالات تم شفاءها من الادمان بالقوة؟ تابع معنا الفقرة القادمة لمعرفة الإجابة.
هل يوجد حالات تم شفاءها من الادمان بالقوة؟
رغم ضعف فاعلية نجاح علاج المدمن بالقوة إلا أنه مازال هناك أمل فبعض الحالات عند بدءه العلاج النفسي تستعيد قدرتها على المُقاومة وتقبل العلاج، وآخرين ممن وقعوا تحت السيطرة التامة للإدمان مُجرد انتهاء فترة سحب السموم من أجسادهم يستطيعون التفكير بوضوح أكثر ويتقبلون العلاج. كما أنه كلما كان التدخل أسرع قبل سيطرة الإدمان التامة على المدمن كلما أتى الأمر بثماره. وسنذكر هنا بعض الأمثلة لحالات تم شفاءها من الادمان بالقوة:
الحالة الأولى (س.م)
فتاة تبلغ من العمر ثلاثون عامًا، كانت حامل وضعت طفلها منذ شهر ولكنها أدمنت المُسكنات التي وصفتها لها الطبيبة ورغم مُحاولات زوجها ووالدتها المستميتة لمُساعدتها على التوقف أو مُحاولة اقناعها بالخضوع للعلاج كانت تقابلهم بالرفض الشديد.
فهي ترفض الإعتراف بوجود مشكلة فها هي ترعى طفلها وتقوم بواجباتها على أكمل وجه فما الداعي للعلاج مما اضطر والدتها على إجبارها على العلاج، تحكي الفتاة لنا بنفسها وتقول أنها قضت أول شهر في العلاج في مُقاومة للأطباء ورفض للعلاج وبعد ذلك وعندما تخلصت من سيطرة المخدر استطاعت التفكير السليم واستكملت العلاج بنفسها وتقول مر عام ونصف على التعافي ومازلت أتابع مع المصحة ولم أفكر يوماً بالعودة.
الحالة الثانية (أ.س)
هذا شاب يحكي قصة رفيقة الرجل الثلاثيني الذي طلق زوجته وطردته من المنزل فالشقة من حق الزوجة، وانهارت حياته الأسرية. يقول الشاب كنت أبحث عنه منذ أيام عديدة ولا أجده حتى دلني عليه أحد الأصدقاء أنه رأه يشتري خمراً من محل مشهور وأخبره أنه يسكن في عمارة بالية وأعطاه العنوان. ذهبت من فوري إليه لأجده كما لم أره من قبل أشعثاً، سَكِراناً لدرجة كبيرة، ويحتاج إلى الاستحمام. حاولت مُساعدته لتذكري فإذا به يحتضنني ويبكي كما لم يفعل من قبل كما لو أنه كان ينتظر قدومي ليفرغ ما يكتم على صدره. تركته يحكي ويبكي وأنا أُظهر تعاطفي معه حتى هدأ تماماً. وحاولت أن أُظهر له ضرر ما يفعل وأنه كاد يقتل نفسه، ولكنه أظهر لامبالاة شديدة وأنه لم يعد يهتم بشيء. فاضطررت إلى تهديده إما يذهب معي لتلقي العلاج أو أخبر الشرطة عنه وقد اقتنع بصعوبة شديدة وذهب معي رغم عدم اقتناعه. عندما بدء العلاج استطعت اقناع زوجته بزيارته وابنه لتشجيعه وإعطاءه سبب للتعافي وقد كان.
الحالة الثالثة (ح. م)
هذا أب فوجئ بابنه المراهق يتدهور مُستواه العلمي والدراسي، وكذلك لم يعد يهتم بالتدريب بعد أن أصبح لاعب كرة قدم مُحترف. فبحث خلفه حتى ثبت أنه يدمن المخدرات وبعد أن قام بكل المُحاولات لإقناعه وفشل اضطر في النهاية لاجباره على العلاج. في البداية رفض الولد العلاج بكل الطرق وقاوم الأطباء حتى إنه رفض رؤية والده وكأنه عدو. ولكن بعد أن زارته جدته وأمه بعد انتهاء فترة سحب السموم من الجسم وقامتا بابتزازه عاطفياً وأشعرتاه أنه لاحياة لهما بدونه والمخدر لا محالة قاتل. بدأ الابن يتقبل العلاج وأصبح مُتحمساً لاكمال العلاج والعودة للمنزل.
ملخص المقالعلاج المدمن بالقوة لا يُعد الحل الأفضل. فوجود الحافز الداخلي، العزيمة، والإرادة يُساعد في إنجاح رحلة التعافي الطويلة. إلا أنه في بعض الحالات يستنفذ الأهل كل الطرق ولا يبقى أمامهم سوى هذا الطريق. وفي هذه الحالة يجب إشعار المدمن بالتعاطف ومُحاولة إقناعه وحل أسباب رفضه في كل مرحلة من مراحل العلاج.
للكاتبة: د. سمر غنيم.
- The 3 Biggest Reasons People Don’t Seek Help For Addiction
- Top 7 Reasons Addicts Refuse Treatment – 12 Keys
- 10 Steps to Take if an Alcoholic or Addict Refuses Treatment
- Handling the Defiant Addict: When a Loved One Doesn’t Want Treatment
- How to Help an Addict That Doesn’t Want Help
- In the addiction battle, is forced rehab the solution?
- Forced Drug Rehab – Several Real Life Stories of Forced Addiction Treatment
- Handling the Defiant Addict: When a Loved One Doesn’t Want Treatment
- Common Reasons Why Those Who Need Treatment Don’t Get It
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر