نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني: هل يشفى مريض الوجداني تمامًا

هل ثنائي القطب مرض مزمن؟

هل ثنائي القطب مرض مزمن؟

يُعد الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مرضاً نفسياُ مزمناً ، ولكن ما إن يتم السيطرة على الأعراض، وتتباعد النوبات، يتم اعتبار المريض تم شفاؤه. ويحرص على تناول جرعة علاج صغيرة جداً، تسمى جرعة وقائية.

وحتى جلسات العلاج يقل عددها، وتتباعد المسافة بين كل جلسة والتي تليها. وذلك تحسباً لحدوث أي تطور في الحالة، يكتشفة الطبيب فوراً، ويتم عمل التعديلات اللازمة على الخطة العلاجية، لتجنب حدوث أي انتكاس.

والآن سننتقل للاجابة عن تساؤل آخر، يدور في ذهن جميع المرضى. استمر في القراءة.

هل يستمر علاج الاضطراب الوجداني مدى الحياة؟

هذه التساؤل ومثله كثير تتردد في ذهن مريض الاضطراب الوجداني وذويه. إليك الإجابة التفصيلية.

في البداية يجب القول أنه نعم يستمر علاج الاضطراب الوجداني مدى الحياة، ولا يشفى المريض تماماً. هل احبطتك الإجابة؟! دعنا ننظر للأمر من جهة أخرى. ما معنى شفيت من ثنائي القطب بالنسبة إليك؟ هل الشفاء هو فقط التوقف عن تناول الأقراص العلاجية تماماً أم عودتك لممارسة حياتك بشكل شبه طبيعي تنسى معه أنك مريض ثنائي القطب.

فأنت بعد الخضوع للعلاج المهني الشامل الفعال مع حالتك لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ في رؤية علامات الشفاء من ثنائي القطب. ومنها:

• تتباعد النوبات بشكل كبير، فتظل شهور وربما سنوات دون مواجهة نوبات اكتئاب جديدة.
• تحسن كبير في علاقاتك الإجتماعية.
• تعود للإهتمام بنظافتك الشخصية.
• تحسن المرض مع التقدم في السن، واختفاء أعراض كثير.
• تحسن الحالة المزاجية بشكل كبير.
• الابتعاد عن العشوائية، وتنظيم اليوم بشكل روتيني فعال.
• تبني عادات صحية، مثل العودة لممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الصحية.
• العودة إلى العمل، والانتظام في أداء المهام المطلوبة.
• تستطيع النوم لفترات أطول، بشكل هادئ وطبيعي.
• تحرز تقدماً مستمراً كل يوم في رحلة تعافيك.

ما رأيك الآن؟! هل بعد ظهور معظم أعراض الشفاء السابقة مازلت تظن أنك لم تُشفَ لمجرد الاستمرار في تناولك بعض الأقراص؟!،

بالطبع إنك تُحارب في رحلة طويلة، لذلك من المهم تقدير إنجازاتك الصغيرة، وتقبل الابتلاء الذي ساقه الله اليك وترضى به. وتغيير مفهومك عن الشفاء بأنه فقط اختفاء الأعراض بشكل تام.

ولكن نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني هو أن تكون عضواً فاعلاً في المجتمع، تعيش حياة طبيعية مستقرة معظم الوقت. وفي هذا الوقت سيقلل الطبيب الأدوية التي تتناولها جداً كجرعة وقائية من الانتكاس لاقدر الله. فاحرص على تناولها في الأوقات المُحددة ولا تغتر بظهور أعراض الشفاء.

إذا شفيت من ثنائي القطب هل سيعود؟! وما نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني حالياً تساؤل مهم سنناقش الاجابة عنه في السطور القليلة القادمة.

اقرأ أيضاً عن:8 نصائح للوقاية من انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

شفيت من ثنائي القطب هل سيعود وما نسبة الشفاء حينها؟

إذا مرت خمس سنوات متتالية بدون نوبات هوس واكتئاب عندها تكون شُفيت من ثنائي القطب. حيث إن 80% من الحالات التي لا تظهر عليها أي أعراض طوال الخمس سنوات، لا تظهر عليهم الأعراض مرة أخرى.  ولكن هل سيعود؟! بنسبة كبيرة لا يعود. ولكن هناك بعض الحالات تظن أن غياب الأعراض خلال هذه الفترة الطويلة يعني أنه تم شفائهم تماماً، ويتوقفون عن تناول الجرعات الوقائية. هنا تفاجئهم نوبة قوية، ويحدث الانتكاس.

الانتكاس أمر مُحبط للمريض وذويه، لذلك عليك تجنبه قدر استطاعتك، والتزم بأدويتك وجلساتك العلاجية، حتى لا يضيع جهدك سُدى. وإذا شعرت بأي أعراض اكتئاب مفاجئة راجع طبيبك فوراً لتعديل جرعة العلاج تفادياً لحدوث أي انتكاسات، هُنا ترتفع نسبة الشفاء من ثنائي القطب على المدى الطويل. أي تلاشي الأعراض.

والآن سننتقل لعرض حالات شفيت من اضطراب ثنائي القطب، فتابع معنا.

هل يوجد حالات شفيت من اضطراب ثنائي القطب؟

بالطبع يوجد حالات شفيت من ثنائي القطب، منهم بينهم مشاهير يتعايشون مع هذا الاضطراب، بل ونجحوا في حياتهم ربما أكثر من أُناس أصحاء نفسياً. وقد حرصنا على تسليط الضوء على هذه النماذج لتشجيعك على المضي قدماً في رحلة العلاج، ومنع تسرب اليأس إلى نفسك. إليك 10 حالات لمشاهير تعايشوا مع المرض، ونجحوا في التغلب عليه:

• إدفارد مونش: الرسام الشهير صاحب لوحة الصرخة. الذي اعتبره العالم مبدعاً. وقد قال عن مرضه (بدون خوف أو مرض، كانت حياتي ستكون مثل سفينة بلا دفة).
• الرسام الشهير فنسنت فان جوخ.
• فرجينيا وولف: بريطانية ألفت العديد من الروايات، القصص القصيرة، والمسرحيات.
• تشرشل: بطل بريطاني كان رئيس الوزراء في وقت الحرب العالمية الثانية، وقد كانت بريطانيا في ذلك الوقت أضعف ما يكون، وكل الأسباب المادية تُنذر بهزيمة ساحقة لها. ولكنه صمم على الحرب، حتى بعد سحق هتلر لفرنسا، ولكنه لم يستسلم، وانتهت الحرب بفوز بريطانيا والحلفاء. ويُرجع الكثيرين هذا الفوز إليه.
• مغنية البوب ماريا كاري: صاحبة أعلى مبيعات على مستوى العالم، حيث تم بيع 200 مليون اسطوانة لها. وقد الكثير من أغنياتها نجاحاً واسعاً. وقد صرحت بنفسها أنها بدأت تتناول أدوية النوع الثاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
• بز ألدرن رائد الفضاء الأمريكي.
• نجم هوليود بريان دوجلاس ويلسون.
• الممثلة الأمريكية كاثرين زيتا جونز.
• المغنية ديمي لوفاتو: وقالت أنها تريد من جميع النساء أن يعرفن أنه من الممكن أن يعيشن بشكل جيد، بصحة جيدة، وبسعادة مع الاضطراب ثنائي القطب أو غيره من الأمراض.
• فرانك سيناترا: مغني، ممثل، ومنتج أمريكي. ولم يؤثر المرض على شعبيته إطلاقاً.

أي من هؤلاء، وغيرهم الكثيرين تستطيع معرفة قصته كاملة، فقد بلغوا شهرة كبيرة، ولم يُعيقهم كونهم مرضى ثنائي القطب. وحتى أنت تستطيع ذلك فقط بالخضوع للعلاج المهني الفعال لحالتك.

لمزيد من التشجيع إليك بعض الإحصائيات لنسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني. فاستمر في القراءة.

اقرأ أيضاً عن:قصص مرضى ثنائي القطب: انا "فهد" إليكم تجربتي مع ثنائي القطب

إحصائيات نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني

سنضع بين يديك جميع الاحصائيات الخاصة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب. لتعرف أنك لست وحدك في هذا الابتلاء، وأيضاً ارتفاع نسب الشفاء خاصة مع التقدم الكبير في مجال الصحة العقلية. إليك التفاصيل:

• نسبة المصابين بهذا الاضطراب حول العالم هي 2,8%. حيث يُعد هذا الاضطراب هو السبب الرئيسي السادس للإعاقة وفقاً لتصريحات منظمة الصحة العالمية.
• يمكن أن يصيب كلا الجنسين بنسب متساوية.
• يمكن أن يصيب الشخص في أي عمر، ولكن متوسط عمر التشخيص هو 25 عام.
• أكثر من 60% من الاصابات لأسباب وراثية، حيث وجد أن ثلثي المصابين به لديهم قريب واحد على الأقل مصاب بهذا الاضطراب.
• يصعب تشخيص هذا المرض، حيث وُجد أن 25% فقط من المصابين يتم تشخيصهم في السنوات الثلاث الأولى من ظهور الأعراض، وآخرين يحتاجون إلى أعوام كثيرة قد تصل إلى 10 أعوام حتى يتم تشخيصهم.

تتراوح نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني تتراوح بين 40% إلى 85%. ويتوقف ذلك على:

• سرعة ودقة التشخيص: فالاكتشاف المبكر للمرض، يقلل مدة العلاج.
• شدة المرض، والمدة بين النوبات.
• مقدار الدعم الذاتي، والأسري الذي يتلقاه المريض.
• مدى حرص المريض على العلاج، ورغبته في الاستمرار.
• نوع الاضطراب الوجداني الذي يُعاني منه المريض.
• مدى خبرة الطبيب: ويمكنك التواصل معنا عبر الرقم 01154333341. حيث تجد نخبة من أفضل الأطباء المتخصصون في مجال الصحة العقلية.
• اختيار مكان العلاج الذي يوفر كافة الطرق الحديثة في العلاج.

بعد تصحيح منظورك نحو مفهوم الشفاء من ثنائي القطب، عرض حالات شفيت من ثنائي القطب، ووضع نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني الكبيرة بين يديك، لن نتركك إلآ بعد وضع قدميك على طريق الشفاء من مرض ثنائي القطب. فاستمر في القراءة.

اقرأ أيضاً عن:أهم 9 علامات الشفاء من ثنائي القطب وكيف تصل الي الشفاء التام

كيف تصل إلى أعلى نسبة من الشفاء من مرض ثنائي القطب؟

ارتفعت نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني، خاصة بين المرضى الذين يخضعون للعلاج المهني المناسب لحالتهم، وذلك بعد التشخيص الدقيق للحالة، والوصول إلى خطة علاجية ظروف كل حالة مرضية على حدة. فلدينا في مستشفى دار الهضبة للطب النفسي، يخضع المريض لفحص شامل، للوصول إلى أفضل برنامج علاجي، وغالباً ما يضم البرنامج عدة طرق علاجية معاً، للإسراع من السيطرة على الأعراض، وعودة المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي.

ومن هذه العلاجات التي يتم الدمج بينها:

• العلاج النفسي: يُطلق عليه العلاج بالكلام. ويشمل عدة تقنيات على رأسها العلاج السلوكي المعرفي، والتثقيف النفسي، وغيرها.
• الأدوية: مثل مثبتات المزاج على رأسها الليثيوم، مضادات الذهان من الجيل الثاني، وكذلك مضادات الاكتئاب.
• تَّعلُم استراتيجيات الإدارة الذاتية:  مثل معرفة وتحديد الأعراض المبكرة للنوبات، وكذلك المحفزات المحتملة للنوبة، وكيفية تجنبها.
• اتباع عادات مفيدة، وتبني روتين يومي صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية، تناول الطعام الصحي، النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً. حيث تدعم هذه العادات العلاج المهني، وتسرع الشفاء.
• العلاجات الأخرى: التي يتم اتباعها مع الحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة لمنع تطور الأعراض بشكل يضر المريض والمحيطين به، مثل:

• العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT).
• التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS).
• علاج الكيتامين.

ملخص المقال

الاضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية طويلة الأمد، تؤثر على الحالة المزاجية للشخص. يُمكن التحكم فيها عن طريق الخضوع للعلاج المهني الفعال مع ظروف الحالة وأعراضها. وقد زادت نسبة الشفاء من الاضطراب الوجداني، خاصة في الآونة الأخيرة. خاصة مع التقدم الكبير في هذا المجال، واكتشاف المزيد من العلاجات التي تُساعد في السيطرة على الأعراض.