طرق علاج ادمان الكحول: المنزل، الأعشاب، القران .. أيهما أفضل

حول طرق علاج ادمان الكحول

يمكنك اختيار الكيفية التي تناسبك لعلاج الإدمان إذ أمامك بعض الطرق التي يتوفر فيها الإشراف الطبي وهي الأكثر أمانا كبرنامج العلاج الخارجي وبرنامج العلاج الداخلي، وهناك طرق العلاجات البديلة التي تتفاوت نسبة نجاحها من مدمن لآخر مثل طريقة ترك الخمر في المنزل، أو العلاج بالغذاء والأعشاب، أو الاعتماد على العلاج الروحي بالقرآن والأدعية والتي تعتبر علاجات تكميلية تحتاج إلى جهد مضاعف واستشارة. وتلك الطرق الأخيرة لا يمكن ضمانها أو حتى حماية المدمن أثنائها لذا يوصى بالاهتمام بتشخيص الحالة أولا، والحصول على المتابعة الطبية على الأقل في الأيام الأولى.

ما هي أفضل طريقة للإقلاع عن الكحول؟ 

على كافة المستويات الطريقة الأفضل من خلال التجارب أو السند الطبي للإقلاع عن الكحول هي الخضوع للبرامج العلاجية داخل مراكز علاج الإدمان التي تعتمد على التشخيص، تحديد شدة الانسحاب، إدارة أعراض الانسحاب بالدواء والعلاج النفسي والسلوكي، وتقديم الرعاية تبعا لقوة تأثير الكحول على الدماغ والعاطفة والسلوك، سواء بالإقامة الداخلية أو عبر العيادات الخارجية في مدة تتراوح ما بين 90 إلى 180 يوما.

من جانب آخر بعض المدمنين استطاعوا علاج ادمان الكحول في المنزل بتطبيق بعض الخطوات المدروسة، كما استعان آخرون بالأعشاب أو بالإرشاد الديني والقيم الإيمانية بالقرآن والأدعية، إلا أن تلك الطرق لم تنجح مع كثيرين أيضا حاولوا الإقلاع عن الكحول ومنع الشرب من خلالها. لذا يجب أن يقيم المدمن حالته جيدا قبل انتهاج أي من الطرق التالية، بالتشخيص الطبي واستشارة الطبيب. 

أسباب تفاوت نجاح الطرق التقليدية للإقلاع عن الكحول من مدمن لآخر

يرجح اختلاف نسبة نجاح تطبيق الطرق التقليدية للإقلاع عن الخمر سواء في المنزل أو بالاعتماد على الأعشاب والقرآن إلى عدة أسباب أهمها: 

درجة الإدمان:

شدة الإدمان تختلف من متعاطي إلى آخر، إذ قد يؤثر تعاطي الكحول على القدرات العقلية والعاطفية للمدمن، مما يجعله أشد اضطرابا من غيره، واضطراب الإدمان يعني وجود اعتلال عصبي، وخلل في الهرمونات، تحتاج إلى علاجات مهنية وإشراف طبي دقيق من أجل استرجاع طبيعة المدمن والنجاح في علاج الإدمان.

ويمكن القول أن طول فترة التعاطي، ظهور أعراض إدمانية شديدة، وجود أعراض اضطراب نفسي، الوقوع في الانتكاسة عدة مرات، التعرض للانسحاب من قبل، عدم التحكم في التصرفات.. كلها مؤشرات تؤكد ارتفاع درجة الإدمان، بينما حالة الإدمان الخفيف الذي لم تصل إلى درجة الاضطراب قد تساعدها الطرق التقليدية في منع الشرب.

الحالة الصحية:

عدم المعاناة من اختلالات جسدية خاصة على المستوى العصبي، القلب، الكبد، عامل نجاح كبير في الإقلاع، في حين ان المدمنين المصابين بأمراض جسدية مزمنة لا يستطيعون التوقف عن شرب الخمر إلا من خلال البرنامج الطبي المهني، وكذا في حالة الإصابة بالأمراض النفسية سواء قبل أو بعد إدمان الكحول.

الأعراض الانسحابية المتوقعة:

قد يسبب انسحاب الكحول إصابة المدمن باضطرابات جسدية ونفسية عنيفة منها نوبة الصرع، الهذيان، الهلاوس، اضطراب ضربات القلب، ارتفاع الضغط الدموي، وفي هذه الحالة يحب توافر الرعاية الطبية عالية المستوى لمنع أي مضاعفات، في حين أن الأعراض الانسحابية الخفيفة يمكن إدارتها ببعض الخطوات بجانب الطرق التقليدية.

اقرأ أيضاً عن:أعراض انسحاب الكحول ما هي؟ وكيف يتم سحبها من الجسم والعلاج

وجود الدعم:

عنصر وجود الدعم الأسري أو من أحد الأصدقاء من العوامل المهمة التي تساعد المدمن على النجاح في تنفيذ طرق علاج ادمان الكحول المنزلية، لذا عندما يتوافر دعم إيجابي ترتفع نسبة النجاح، بينما انعدامه قد يقلل فرص منع الشرب. 

السمات الشخصية والمستوى العاطفي:

عند إحصاء المدمنين الذين نجحوا في علاج إدمان الخمر بالطرق التقليدية بخلاف ما سبق ذكره وجد أن أكثرهم يمتلكون سمات شخصية مميزة كالقدرة على التحدي، وضبط النفس، وتنفيذ القرارات والإرادة العالية، بجانب استقرار جانبهم العاطفي واتصافهم بالاستواء من الأساس.

عدم التوقف عن العمل:

تابع معظم المدمنين المتعافين تغيير حياتهم بشكل جذري بعد علاج إدمان الكحول على امتداد الخط، ورفعوا من قدراتهم الذاتية وعملوا على بناء علاقات صحية حتى يحموا أنفسهم من الانتكاس، لذا العمل المستمر على الوقاية كان حاسما في التغلب على الأفكار الإدمانية لديهم، وفي حين تكررت انتكاسات البعض نتيجة عدم التمكن من مغالبة مسببات الإدمان الخارجية، لذلك كان اللجوء للعلاج النفسي والسلوكي ووضع خطط مهنية للتعافي حلا مثاليا لهم. 

يمكن لبعض العوائق أن توقف مسيرتك نتيجة لضعف تأثير العلاجات البديلة والمنزلية للإقلاع عن الكحول في حالتك، لذا حاول الموازنة، وإن لم تستطيع توفير الشروط اللازمة من الأجدر أن تلجأ لمراكز علاج الإدمان لتسهل على نفسك، وتتجنب أي أزمات صحية. 

إيجابيات علاج ادمان الكحول في المنزل مقابل السلبيات 

تعتبر طريقة علاج إدمان الكحول في البيت بالنسبة للبعض طريقة تذلل مصاعب ومعوقات العلاج المهني في المراكز المتخصصة بالنسبة إليهم، بينما لا ينصح أبدا بتجربة علاج إدمان الكحول خاصة في مرحلة انسحاب الكحول الحادة بمفردك بدون مساعدة مهنية نظرا لارتفاع احتمالية وجود بعض الاضطرابات الخطيرة. ومن أجل تجنب الإخفاق يلجأ البعض إلى التوقف التدريجي عن الكحول لذا عليك النظر إلى المميزات مقابل السلبيات لعلاج ادمان الكحول قي المنزل كما يلي: 

• التكلفة أقل مقابل طول فترة العلاج. 
• الوجود وسط الدعم المنزلي مقابل قلة الخبرة والمهنية لاحتواء حالتك العاطفية. 
• استخدام وسائل تقليدية يمكن الحصول عليها مقابل فعالية أقل في تخفيف شدة أعراض الانسحاب، مع احتمالية حدوث آثار جانبية وأضرار طالما لم يخضع استخدام تلك الوسائل للإشراف الطبي.
• القدرة على المبيت في المنزل ومزاولة النشاطات اليومية مقابل التعرض لمثيرات التعاطي ومسببات الانتكاس يوميا. 
• تحقيق الخصوصية مقابل إجهاد العائلة وتوتر العلاقات وعدم استقرار الأجواء بسبب الاضطراب العقلي والنفسي أثناء الانسحاب.
• حدوث الانتكاس بنسبة مرتفعة.
• احتمالية حدوث مضاعفات أثناء الانسحاب.

لذا من المهم قبل كل شيء أو تنفيذ أي خطوة أن يخضع المدمن لتقييم وتشخيص طبي شامل لمعرفة جحم ما سيواجهه من أعراض انسحابية، وإذا كان حالته تسمح واختياره هو العلاج المنزل، يمكنه اتباع الكيفية التالي ذكرها. 

طريقة علاج ادمان الكحول في المنزل بالخطوات 

إذا كان الإقلاع عن الكحول في البيت هو ما وقع اختيارك عليه، يجب أن تحيط نفسك باحتياطات الأمن أولا، أهمها توافر بيئة هادئة مستقرة لتخطي الأعراض الانسحابية أول 7 أيام، الحصول على دعم أسري من أجل احتواء حالتك العاطفية ومراقبتك ووضعك تحت المسؤولية، الحصول على رقم طبيب التشخيص للاتصال به عند الحاجة أو مواجهة أي أزمات خارجة عن السيطرة، بعدها يمكنك تنفيذ الخطوات التالية: 

• تخلص فورا من كل المواد الكحولية لديك.
• لا تلتزم بأي مسؤوليات خلال 10 أيام على الأقل.
• تواصل مع أفراد الدعم الذين اخترتهم لمراقبة حالتك.
• حدد أكثر المثيرات التي ترفع رغبتك في التعاطي وتجنبها.
• تخلص من أي وسيلة اتصال ببيئة الإدمان.
• احرص على جعل جسمك رطبا بشرب الماء بكثرة وتناول العصائر الطبيعية في أول 3 أيام لأنك ستفقد شهيتك خلالها بسبب أعراض الانسحاب في تلك الفترة.
• بعد تخطي الانسحاب الحاد وفي اليوم الرابع ستسترجع شهيتك جزئيا، هنا يجب الاعتماد على الغذاء المتوازن الصحي كالخضروات، الحبوب، المكسرات، الفواكه من أل تحقيق الاتزان.
• بعد مرور 5 إلى 7 أيام وعند الشعور بالتحسن ابدأ في ممارسة الرياضة بشكل يومي.
• لا تترك نفسك للفراغ حتى لا تسيطر عليك رغبة التعاطي، حاول وضع جدول يومي من الأنشطة الفردية والجماعية. 
• استمر في تطبيق النمط الصحي والانشطة الصحية في يومك للوقاية من الانتكاسة. 
• لا تنس في حالة حدوث أي أزمة يمكنك طلب الدعم المهني من خلال رقم 01154333341.

علاج إدمان الكحول بالأعشاب.. التجارب المتداولة مقابل الرأي الطبي

من ضمن الطرق الذاتية التي يحاول البعض الاعتماد عليها من أجل علاج إدمان الكحول استخدام الأعشاب. 

وذلك الاعتماد جاء بناء على حرص أولئك المدمنين على إبقاء أمر الإدمان وعلاجه سرا وعدم اللجوء لطلب دعم أسرى أو مساعدة مهنية، ولعله عامل جذب قوي، وبالموازة انتشرت عدة تجارب للمدمنين لكيفية الإقلاع عن الكحول باستخدام النباتات العشبية أشهرها نبتة أشواغاندا، عشبة العرن المثقوب وأيضا نبات كودزو وأخرى ، ومدى تأثيرها على تخفيف رغبة التعاطي وتحمل أعراض الانسحاب، لكن من جانب آخر حاول العلماء معرفة مدى تأثير تلك الأعشاب بالفعل ومساهمتها في علاج إدمان الكحول، وكل الدراسات لم تظهر فعالية أكيدة لها، كمان أن معظم المفاهيم الطبية تحذر من التداخل الدوائي الخطير لتلك الأعشاب وأعراضها الجانبية، وبناء عليه ما يلي عرض لفوائد الأعشاب المحتملة للمساعدة في ترك الكحول مقابل الرأي الطبي القائم على الدراسات والنتائج: 

عشبة أشواغاندا:

من الأعشاب المنتشرة والمعروفة لدى العامة وحتى الأطباء الصيادلة، وأصل تلك العشبة جاء من العلاج التقليدي الشعبي في الهند كعشب مهدئ.

التجارب المتداولة:

تداول بعض المدمنين على الكحول أن عشبة أشواغاندا كانت عامل مساعد لهم في خفض رغبة تناول الكحول لديهم، كما أنها خففت من حدة التوتر والقلق الناتج عن الانسحاب مما جعل الأعراض أخف خلال الأيام الأولى. 

الرأي الطبي:

لا يوجد حتى الآن سند طبي واحد يؤكد وجود فائدة للأشواغاندا تفوق آثارها الجانبية عند استخدامها لعلاج مدمن الكحول 

نبتة كودزو:

كودزو عشبة موطنها الأصلي اليابان وغيرها من البلاد الأسيوية، استخدمت منذ قرون كعلاج تقليدي في تلك المناطق خاصة في الصين كمضاد لحالات التسمم، علاج الحمى وأنواع معينة من الحصبة، وتسكين الألم العضلي، دخلت إلى أوروبا كنبات يحمي التربة من التآكل. 

آراء متداولة:

يرى البعض أن استخدام كودزو أعطى فعالية بتقليل رغبة التعاطي لديهم إذ شرب كودزو جعلهم ينفرون من شرب الخمر مما ساعدهم على التوقف التدريجي ثم الإقلاع عن الخمر. 

نتائج الدراسات الطبية:

هناك مستخلص طبي مأخوذ من نبتة كودزو، ومعظم التجارب السريرية حول قدرتها على علاج ادمان الكحول متضاربة ولا يوجد دراسات جازمة، ويرى العلماء أن التأثير الطفيف لنبتة كودزو يأتي من عملها على منع طرد مستقلب الأسيتالديهيد الناتج عن شرب الكحول مما يسبب آثار سلبية عند كل جرعة وينفر المدمن من التعاطي، شأنها شأن دواء ديسفلفرام المستخدم حاليا لمنع انتكاسة مدمن الكحول بعد العلاج. من جانب آخر يرى العلماء أن مفعولها ضعيف للغاية، ولا تناسب جميع المدمنين، بجانب احتمالية حدوث عدة آثار جانبية منها الحساسية وانخفاض السكر في الدم. 

نبتة العرن المثقوب:

تستخدم نبتة العرن المثقوب أو سانت جون بشكل منتشر في حالات علاج الاكتئاب والقلق في أوروبا ولكن بجرعات محددة و باستشارة طبية.

تقرير المستخدمين:

وجد بعض مستخدمين نبتة العرن المثقوب أنها ساعدتهم في تخفيف حدة الاكتئاب والارتباك الناتج عن الانسحاب الكحولي، كما عملت على تحسين اضطرابات المزاج في تلك الفترة مما ساعدتهم على النجاح في خطة الإقلاع عن الكحول الخاصة بهم.

التقرير الطبي:

من خلال الدراسات وجد أن تناول نبتة سانت جون تساعد على زيادة مستوى بعض الهرمونات مثل السيروتونين مما يجعلها عامل مساعد لضبط المزاج واحتواء أعراض الاكتئاب، وذلك مؤشر على إعطاء قدرة حتى لو كانت ضئيلة على تقليل رغبة تعاطي الكحول لدى المدمنين، لكم من الجانب الآخر هناك تأكيدات شبه حاسمة أن نبتة العرن المثقوب قد تسبب متلازمة السيروتونين التي لها مخاطر متعددة، لذا الرأي الطبي النهائي أن مخاطرها تفوق الفوائد إذا تم استخدامها دون استشارة وبجرعات عشوائية.

اقرأ أيضاً عن:تجربتي مع شرب الكحول بالتفصيل من أول كأس إلى التعافي نهائيًا

وصفة للإقلاع عن الكحول:

تم تداول بعض الوصفات لمساعدة المدمنين على علاج إدمان الكحول، بعض المدمنين أشادوا بها، والبعض الآخر ترك تعليقات على عدم جدواها معهم، ومنهم من أفاد بتعرضهم لآثار جانبية عند الاستخدام الفردي، وأشهر وصفة منتشرة للإقلاع عن الكحول كانت تشمل النعناع البري، عشبة كافا وعشبة الناردين، بجانب تناول وجبة غذائية كل 3 ساعات تحتوى على البروتينات غير الدهنية كاللحوم البيضاء، الخضار الطازج، بجانب الاعتماد على البطاطس والمعجنات، واستخدام مجموعة من المكملات الغذائية التي تحتوى على المعادن أهمها الماغنسيوم، البوتاسيوم، وإضافية فيتامين بي وسي. 

الرأي الطبي:

يؤكد العلماء أن تلك الوصفة لا تعمل مع جميع المدمنين خاصة التداخل في الأعشاب واختلاف الجرعات ومدى تأثيرها على كل مدمن، لذا من المجازفة استخدامها دون تأكيد طبي على أن فوائدها تفوق الضرر بالنسبة لحالة كل مدمن. 

طريقة علاج إدمان الكحول بالقرآن وارتباطها بمجموعة 12 خطوة

لا شك أن الإرشاد الديني والوعظ عامل مهم في علاج إدمان الكحول، فالجانب الروحي وإيقاظه من المستويات التي تؤثر في أنماط تفكير أي شخص، خاصة أن الكحول من الكبائر في الإسلام، والمرجعية الدينية تلعب دور حاسم في تلك الطريقة لعلاج إدمان الخمر. 

ونظرا للمرجعية الدينية انتشر فكرة علاج إدمان الكحول بالقرآن والاستماع إلى آياته بجانب الأدعية الجماعية مما يثير يقظة المدمن الروحية ويجعله أكثر استعدادا للإقلاع عن الكحول وتعزيزا لأسباب تركه مما يساعده على التغلب على الأفكار الإدمانية.

تلك الطريقة مرتبطة بوجود مجموعة من الأفراد أشهرها مجموعة 12 خطوة، يعمل كل فرد فيها على تقوية الفرد الآخر في عمل جماعي مما يرفع الوازع الديني، ويساعد على التقرب إلى الله لمقاومة رغبة التعاطي. وهذا نوع من العلاج السلوكي ولكنه مرتكز على الجانب الديني، ولكن هذا لا يمنع أن المجموعة تدعم العلاجات الدوائية وضرورة سحب السموم بطريقة طبية، بجانب العلاج النفسي في حالة تأكد شدة اضطراب الحالة الإدمانية على المستوى النفسي والعقلي. 

كيف يعالج مدمن الخمر بالقرآن؟ 

تعتمد مجموعة 12 خطوة على تحقيق عدة أهداف بخطوات معينة لعلاج مدمن الخمر بالقرآن والأدعية: 

إعلان التوبة:

الهدف الأول هو ترسيخ قرار ترك الخمر عن طريق إعلان التوبة بالاستماع إلى الآيات والأحاديث التي تحرمه، والآيات التي تؤكد أن التوبة النصوحة تجعل الفرد في معية الله، قال الله تعالى من سورة آل عمران الآية 35: 

“إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما”.

وفي سورة البقرة “إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم”. 

وعن تحريم الخمر ومصائبه قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه..”. 

تعزيز قرار الابتعاد عن الخمر:

قامت مجموعة 12 خطوة على قوة العمل الجماعي وتعتمد في المرحلة الثانية لعلاج مدمن الخمر بالقرآن على تعزيز قراره من خلال ترديد آيات الذكر الحكيم، قال تعالى: ” وإني لغفار لمن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى”.

الأنشطة الجماعية الخيرية:

يعد الحث على ترسيخ الابتعاد عن سلوكيات الإدمان وبيئته وصحبته من أهم مراحل علاج ادمان الخمر بالقرآن وذلك بتعزيز رغبة المدمن على البقاء مع المتعافين والقيام بسلوكيات صحية وأنشطة خيرية تعزز ثقة المدمن في نفسه وقدرته على مقاومة رغبة التعاطي مع تبادل الخبرات وتلقى المساعدة، وذلك يجعل المدمن الراغب في علاج الإدمان أكثر التزاما وتحملا للمسؤولية. 

دعاء لمنع شرب الخمر:

بجانب الاستماع والتدبر لآيات القرآن الكريم والعمل الجماعي المتواصل، تستهدف مجموعة 12 خطوة القائمة على الإرشاد الديني اعتماد ادعية يومية تردد في جماعة لمنع شرب الخمر، بجانب التقرب إلى الله بالعبادات ومن أمثلة تلك الأدعية: 

‘ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به، واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا..”.

“ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب..”.

“اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء بنعمتك على، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..”.

تعزيز مشاركة الأسرة:

كما تعزز مجموعات الدعم اليقظة الروحية لأفراد الأسرة ومشاركته العبادات والأدعية ودعمه وتشجيعه، وتعزيز العلاقات، بجانب الحث على الدعاء للزوج المدمن لترك الخمر.

الاعتماد على الحكم الشرعي لضرورة طلب العلاج:

إذا كان إدخال القرآن لعلاج إدمان الكحول هاديا ومقويا للعزيمة فإن كل ذلك لا ينفي أهمية طلب المساعدة الطبية في الحالات التي تستدعي ذلك اعتمادا على الأحاديث النبوية التي تحث على التداوي بالطرق المهنية الصحيحة.

فلا غنى عن الدواء والطب الحديث بالأدلة الشرعية، والقرآن مطهر للروح محفز معنوى أما العلة الجسدية والنفسية لمعالجتها يجب اللجوء للطب ومناهجه من أجل الحفاظ على المدمن من أي مخاطر.

 وذلك ما يؤكده قول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بحرام” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

لذا تعمل مجموعة 12 خطوة على تشجيع المدمن على التشخيص أولا، وإذا دعت الضرورة الطبية تحثه على الخضوع لعلاج أعراض انسحاب الكحول تحت الإشراف الطبي، وحضور جلسات العلاج النفسي والسلوكي.

لذا مهما كان اختيارك عليك بتأمين نفسك وحالتك فالانسحاب الكحولي ليس بالأمر الهين، والطرق التقليدية بدون إشراف أو نصح طبي قد تظهر مخاطر جمة عليك وعلى أسرتك أثناء العلاج.. لذا دائما وأبدا نوصي بالعلاج الطبي الذي يجمع بين البرنامج الضامن لتوفير كافة المتطلبات اللازمة للإقلاع عن الكحول بدون مخاطرة. تواصل مع المتخصصين في دار الهضبة للتشخيص وتحديد طريقة العلاج الآمنة: 01154333341 .

اقرأ أيضاً عن:7 فوائد ترك الخمر والكحول تعرف عليها

لماذا لا تعمل العلاجات البديلة لإدمان الكحول بالشكل الكافي؟

إدمان الكحول له شق نفسي وشق جسدي وآخر سلوكي، ويؤكد العلماء أن الشق الجسدي يمكن تخطيه بالعلاج الآمن في 7 إلى 15 يوما ونقصد هنا أعراض الانسحاب، أما الشق النفسي فيعالج الاضطراب العقلي، والألم العاطفي لدى المدمن، ويبحث في الاضطراب الشخصي والعادات الفردية السلبية وأنماط التفكير الخاطئة وتقويمها مما يعزز قدرات المدمن على استرجاع طبيعة جسده وخصوصا قدراته العقلية، أما طرق علاج ادمان الكحول التقليدية لا تستطيع منح المدمن كل ذلك، مما يعزز حدوث الانتكاسة بنسب مرتفعة، وظهور أضرار وأزمات صحية ومشاكل على المستوى الأسري والاجتماعي.. بينما يشمل علاج إدمان الكحول طبيا تلبية جميع متطلبات المدمن. 

ملخص المقال

نجاح طرق علاج ادمان الكحول الذاتية والتقليدية هي حالات فردية في المقال الأول، فالسمات البيولوجية والنفسية والتجارب الحياتية ليست واحدة بالنسبة للمدمنين، كما أن تجربة الإدمان نفسها مختلفة والبيئات متباينة، لذلك لا يمكن أبدا تعميم تلك الطرق، ولا اعتماد تجربة لأحد، وكثير من التجارب الفردية باءت بالفشل، بل وتعرضت لمضاعفات، وما صابها إلا التأخر في طلب العلاج الصحيح.. لذا فبرنامج علاج إدمان الكحول تحت الإشراف الطبي هو خير وسيلة أمام المدمن للتخلص من إدمانه.