محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ما معنى أن يكون الشاب متعاطيا للمخدرات؟
تعاطي المخدرات يعني أن الشخص المراهق وقع في إساءة استخدام مادة مخدرة بشكل منتظم أو متقطع للحصول على النشوة التخديرية، إساءة الاستخدام بشكل متكرر قد تسبب تسامح الجسم مع مفعول المخدرات مما يؤدي إلى وقوع المراهقين في الاعتماد الجسدي والنفسي، هنا قد يتعرض المتعاطي لأعراض انسحابية بمجرد تقليل الجرعة أو تأخيرها، ويطالب الجسم بمزيد من الجرعات من أجل الوصول إلى النشوة، ليطور البعض تعاطيهم للمخدرات في ظرف وجيز حتى يصلوا لمرحلة الاضطراب العقلي الإدماني.
والفرق بين التعاطي والإدمان هو أن المتعاطي مازال يملك القدرة على التوقف واتخاذ القرار، بينما المراهق مدمن المخدرات يكون قد وصل لمرحلة الاستخدام القهري للمخدر إذ يسيطر الإدمان على أفكاره وعاطفته وسلوكياته بشكل كلي.
أسباب لجوء الشباب لتعاطي المخدرات
بداية اللجوء إلى تعاطي المخدرات تأتي من وجود الشباب في بيئة خطرة تحفزه وتكسر الحاجز النفسي لديه لتجربة المخدر، بينما هناك أسباب نفسية عميقة تختلف من شخص إلى آخر تنتظر فقط مثير واحد لكسر الحاجز النفسي تجاه المخدرات والإقبال على تجربتها.
عند الحديث المُفصل عن أسباب تعاطي المخدرات النفسية سنجد أن هناك 10 أسباب رئيسية يُمكن اعتبارها المحفز الأول والدافع الأساسي الذي يجعل الشباب يلجأون إلى تعاطي المخدرات، نذكرها فيما يلي:
محاولة الاندماج والتكيّف
تأتي تلك الحاجة لدى الشباب لأن تلك الفترة غالباً ما ينتاب المراهق مشاعر مضطربة نحو الذات وتقبلها واحترامها، واكتشافها أيضاً، حيث تُسيطر عليه مشاعر القلق إيذاء مكانته المجتمعية ونسبة قبوله بين الناس، حتى تجده يغير دائرته الاجتماعية من وقت لآخر حتى يستقر في مجموعة معينة، وفي تلك الأثناء إذا كان تعاطي المخدرات هو نشاط المجموعة الأساسي، أو معيار لاتخاذ مكانه، سيندفع المراهق إلى تجربتها، بل وإثبات قدرته على استخدامها.
الهروب من التحديات وعوامل الضغط
في تلك المرحلة يواجه الشباب الكثير من التحديات أهمها تحديات البحث عن ذواتهم وإمكانياتهم، محاولة إثبات الذات أمام الأهل، بالإضافة إلى الضغط المتمثل في الوقوع في منطقة رمادية ما بين حُب التمتع بلذة اللحظة والتفكير في المستقبل، ضف إلى ذلك توترهم وقلقهم تجاه نظرة الأهل لهم ومدى رضاهم عن أنماط حياتهم الحالية، ناهيك عما يعانونه من مشكلات اجتماعية أو تنمر من قبل أصدقائهم، ومحاولة التميُّز بينهم والوصول إلى القيادة.. إنها فترة تتميز بالحساسية التي تشكل كُتل من الاضطراب والضغط حيث يحاول المراهق الهروب منه.. وربما كان تعاطي المخدرات إحدى تلك الوسائل عندما يكون محاطاً بالمحفزات.
التمّرد على الواقع
يشوب المراهق اضطراب الأفكار وعدم تنظيمها، وعدم رؤية المعطيات كما يجب أن يكون، لتتراكم بداخله مشاعر الغضب تجاه أسرته، أو مجتمعه أو حتى تجاه نفسه، ليتجه غير واعٍ إلى تعاطي المخدرات للتمرد على واقعه المعاش بإيذاء النفس.
البحث عن تجربة جديدة أكثر إثارة ومُتعة
الشباب خلال أنماط الحياة الروتينية قد يقل عندهم الإحساس العالي بالمتعة والرضا، لأنهم لازالوا يكتشفون أنفسهم وما يشعرهم بالمتعة حقاً، لذا تجذبهم التجارب الجديدة بغض النظر عن العواقب، إنهم يفكرون في اللحظة وكيفية تحقيق أقصى قدر من الإثارة، حيث أن النشاطات اليومية وحتى الهوايات لم تعد تشعرهم بالمتعة التي يتطلعون إليها بما يناسب حيويتهم، خاصة إنها تتخللها الكثير من التحديات والصعوبات، وتلك المُتعة التي يبحثون عنها في تعاطي المخدرات تأتي في لحظات دون مجهود أو ترقب نتائج.
علاج ذاتي للألم العاطفي
في مرحلة المراهقة يعاني الإنسان من مستويات مرتفعة من القلق والتوتر، النظرة السلبية للذات، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب حتى، كل ذلك منشأة القلق من نظرة الآخرين إليهم سواء من الأهل أو المجتمع أو حتى الأقران، لذا يبحثون عن علاج ذاتي لحالتهم، للتخلص من الألم العاطفي الذي يعتصرهم، للخروج من واقهم الشديد الصعوبة ودخول في حالة أكثر هدوءاً، لنجد أن بداية التعاطي عند الشباب تأتي من هنا من محاولة البحث عن علاج ذاتي لما يعانونه من مشاعر مضطربة، تلك أحد الأسباب النفسية العميقة لدى الشباب لتعاطي المخدرات.
رفع الآداء لتحقيق التميز وكسب السباق
في مرحلة المراهقة يدخل الإنسان في سباق مع نفسه حتى يتصدر المشهد، ليصل إلى الأفضلية في بيئاته المختلفة، إنه يريد تحقيق تميّزه ليشعر بالرضا عن نفسه، ويشعر بالفخر أمام أهله، يريد أن ينتصر في كل منافسة يدخل فيها، لذا يلجأ بعض الشباب إلى تعاطي المخدرات والأدوية التي ترفع من أدائهم الذهني والبدني وإحداث الفرق وكسب رهان التميّز.
الافتقار إلى الهوية والمميزات
يتخبط الشباب في التجارب في محاولة منهم للوصول إلى صياغة أهداف كُبرى في حياتهم تُرضي ميولهم ويشعرون في رحلتهم تلك بالمتعة، ويشعر كثير من الشباب أنهم يفتقرون إلى الهوية، وينتقصون من قدر أنفسهم لأنهم لا يعرفون بعد مميزاتهم وإمكانياتهم، وحتى أنهم لا يدركون ما عليهم فعله للشعور بالتحسن، ليصل بهم الأمر إلى مستويات عُليا من الإحباط واليأس والانتقاص من الذات لأنهم لا يقدرون على لفت الانتباه، لذا يتعمدون ارتكاب الأخطاء، وإحداث الضجيج وافتعال المشكلات ومن بين أبرز الطرق عند الشباب لتحقيق هوية حتى ولو كانت سيئة هي تعاطي المخدرات.
عدم اكتمال تطوّر وظائف المخ
لأنها مرحلة نمو، نؤكد لك أن أدمغتنا في تلك المرحلة لم تكتمل بعد، هُناك أجزاء من الدماغ لم تصل إلى ذروة تطوّرها ، وربما لن تستغرب من اندفاع الشباب وتهوَرهم عندما تعلم أن الأجزاء المسؤولة عن التفكير العميق القائم على التحليل العقلاني، وصياغة الأحكام وضبط النفس لم تصل إلى النضج بعد حيث تستمر في النمو لغاية سن الخامسة والعشرين، لذا تجد الشباب يعتمدون على عاطفتهم بنسبة ليست بالصغيرة لاتخاذ القرارات، ويطغى جانب القرارات اللاعقلانية، لذلك هم مهيئون دائماً للمخاطرة، ولما كان تعاطي المخدرات عند الشباب مخاطرة وجرأة تحقق المتعة على المدى القصير، أصبحت تجربة مُتكررة لدى تلك الفئة على المستوى العام.
حمل صفات الشخصية الإدمانية
هناك فئة من الشباب يمرون بمراحل النمو المختلفة، وتنمو معهم صفات الشخصية الإدمانية التي تكسر الحاجز النفسي بينهم وبين تعاطي المخدرات بسهولة، والأخطر من ذلك يكون الحافز لديهم في أعلى مستوياته لتطوير ذلك التعاطي والدخول في مرحلة الإدمان.
هناك عدة عوامل تُشكل الشخصية الإدمانية في وقت مُبكر، منها حمل صفات وراثية تجعلهم أكثر عرضة لتطوير الإدمان في وقت قصير، أسباب بيئية مثل النشأة في مجتمع متسامح مع تعاطي المخدرات، أو في محيط لديه تاريخ إدماني، أو أسباب اجتماعية متمثلة في المعاناة وعدم الاستواء النفسي والوصول إلى الاضطراب العاطفي بسبب المرور بتجارب غير طبيعية تتميز بالقسوة مثل.. التعرض للعنف الجسدي، الصدمات، أساليب التربية المضطربة، غياب القدوة.
ذلك الوضع يجعل تعاطي المخدرات أكثر خطورة إذ هم مصابون بمرض الإدمان العقلي منذ سن مُبكرة، مسيطر عليهم لأنهم لا يعتمدون على أنفسهم من أجل التعامل مع مشاعرهم، وترتيب أفكارهم، بل دائماً يعتمدون على نشاط خارجي كالمخدرات.
انعدام الوعي وعوامل الانتشار وزيادة القابلية
انعدام الوعي بمخاطر المخدرات، وانخفاض مستوى التثقيف حول أضرار المخدرات أسباب بارزة للإقبال عليها وتعاطيها، بمعنى أن هناك فئة من الشباب غير مُدركين بالفعل مدى الضرر من المخدرات مما يجعل الحاجز النفسي غير موجود بينهم وبين خطوة التعاطي.
ناهيك عن تكوين تصوّر إيجابي عن مفعول المخدرات بسبب الأعمال الفنية التي تمدح في مفعولها والنشوة التي تصل بهم إلى التحرر والإبداع، بالإضافة إلى زيادة التقبل نتيجة تكرار مشاهد التعاطي في الأعمال الدرامية، أو الإعلانات المنتشرة في الانترنت والتي تظهر صوراً للمخدرات والكحول، كلها أسباب زادت من تقبل وجود المخدرات وزيادة القابلية على تعاطيها عند الشباب.
يُمكنك الوصول إلى فهم متعمق للأسباب التي دفعت أحد أبناءك تعاطي المخدرات، وأيضاً كيف تتعامل مع ذلك الوضع من خلال التواصل مع متخصصي دار الهضبة عبر رقم الواتس آب 00201154333341.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
ما هي أكثر المواد المخدرة انتشارا بين الشباب؟
يعتبر الحشيش والماريجوانا والكحول من أكثر المواد المخدرة انتشارا بين الشباب، بجانب الأدوية المخدرة الموصوفة كالمسكنات والمهدئات، وفي الآونة الأخيرة أشارت الإحصائيات أن نسبة الشباب المتعاطين للمهلوسات العقلية والمخدرات الاصطناعية الجديدة في تزايد كبير مثل الاستروكس، الكيميكال، الكيتامين، الفودو، إل سي دي، إكستاسي، الشابو، وأيضا المواد الأفيونية كالهيروين والأفيون، والمورفين وغيرها.
ومن أبرز الحبوب المخدرة شيوعا بين المراهقين خاصة في مصر والوطن العربي حبوب الترامادول، ليريكا والكبتاجون.
أعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين
قد تشمل علامات وأعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين:
نتائج وآثار تعاطي المخدرات عند الشباب طويلة المدى
استخدام المخدرات في فترة الشباب يرفع احتمالية الإصابة بمرض الإدمان المزمن ومنها يصل المراهقون إلى الإصابة بالأمراض المزمنة جسدياً ونفسياً، آما عن أخطر 8 آثار ونتائج متعلقة بتعاطي المخدرات عند الشباب فتشمل الآتي:
التأخر الدراسي وانخفاض الإنتاج الوظيفي
تظهر مشاكل على مستوى الانتباه والذاكرة والتركيز، مما يؤدي إلى تأخر دراسي واضح، أو عدم إتمام المهام الوظيفية، ناهيك عن فقدان الشغف والاهتمام بالدراسة بسبب الاضطراب الذي يمر به الشباب عند تعاطي المخدرات، وتكون النهاية الفشل أو الرسوب أو حتى ترك التعليم من الأساس.
الاضطرابات السلوكية
تظهر آثار استخدام المخدرات عند الشباب في اضطرابهم لنجدهم ينتهجون السلوك المنحرف ويدخلون في مشكلات وأزمات لا تنتهي، يميلون إلى العنف والعدوانية، يتوّرطون في أعمال إجرامية وشغب، تُسيطر عليهم الأفكار المتهوّرة والاندفاعية، كقيادة السيارات بسرعة جنونية، الاعتداءات، كما تراودهم أفكار انتحارية نتيجة الاضطراب العاطفي الذي يمرون به.
اختلالات في الدماغ
نتائج تعاطي المخدرات عند الشباب على الدماغ هي الأساس الذي يؤدي إلى الآثار الخطيرة الأخرى، حيث تؤدي المخدرات إلى تغيير وظيفة الدماغ، ثم التأثير على آلية عمله، ومع الاستمرار في التعاطي تُؤثر على بينة الدماغ ثم تؤدي إلى تلفه، ومع تلك الدورة نجد المخدرات تُصيب مراكز المخ المعرفية الهامة، كمراكز التعلّم ليفقد المراهق القدرة على اكتساب أي عمليات معرفية، ناهيك عن خلل في مراكز التفكير والتحليل واتخاذ القرارات، لنرى الشباب يفقدون القدرة على التمييز والتفكير بشكل صحيح، بجانب المشاكل الحادثة على مستوى الذاكرة، القدرة على التواصل الاجتماعي السوي، والتغييرات الأخرى، ويصل الأمر إلى التأثير على حجم الدماغ وتقليصه.
الأمراض الجسدية والمناعية
تكثر الإصابة بالأمراض الجسدية المزمنة خاصة على مستوى القلب، الكلى، الرئة، بجانب الإصابة بأمراض الجهاز العصبي، والأخطر من ذلك أن تعاطي المخدرات قد ينتج عنه الإصابة بالأمراض الفيروسية نتيجة استخدام الأدوات الملوثة منها مرض الإيدز أو فيروس سي.
الاضطراب النفسي والعاطفي
تؤدي المخدرات إلى إصابة المراهق المتعاطي باضطرابات نفسية تتفاقم مع الوقت مثل الفراغ الروحي، القنوط وعدم الاستقرار المزاجي الحاد، والتي يتطور فيما بعد إلى توتر وقلق، واكتئاب حاد، ومع التوغل في التعاطي قد تظهر على الشباب أعراض الأمراض النفسية المُعقدة كالذهان والفصام، ناهيك عن الأفكار الانتحارية التي تسيطر عليهم طوال الوقت والانفصال الشديد عن الواقع والهلوسة.
الاضطراب الجنسي
المخدرات تؤثر على المراكز المتحكمة في السلوك الجنسي عند الشباب والتي هي مازالت في طور النمو، ولما كانت فترة الشباب تتميز بالاضطراب الهرموني، يُصاب المراهق باضطراب جنسي شديد، حيث ترتفع عنده الرغبة الجنسية، مما يجعله يتجه إلى ممارسة العلاقات الجنسية المُحرمة وذلك الاتصال المحرم غالباً ما ينتج عنه الأمراض الجنسية الخطيرة، وكثيراً ما يقع المتعاطون الشباب في الإدمان السلوكي على الأفلام الإباحية.
المشاكل القانونية
يفقد الشباب والمراهقون عند تعاطي المخدرات السيطرة على أفكارهم ومشاعرهم، ويُصبح التعاطي كُل عالمهم، والتكيف مع مجموعة التعاطي هو كل ما يركزون عليه، وذلك الأمر يجعلهم يقومون بأعمال خارجة عن القانون بشكل متزايد، كالاعتداء والسرقة، بجانب ارتفاع نسبة حوادث السيارات من جانبهم بسبب السرعة المُفرطة وانعدام التركيز عندما يكونون تحت تأثير المخدرات.
الإدمان
التعاطي يؤدي بالحتمية إلى الإدمان إذا تم الاستمرار فيه، وكما أشرنا أن الشباب الذين يحملون الصفات الإدمانية منذ مراحل مبكرة من العمر نتيجة عدة عوامل هم أكثر عرضة للوقوع في الإدمان على المدى القصير.
المشاكل الأسرية والمجتمعية بسبب ظاهرة المخدرات والشباب
مشاكل مُتعددة تُطال الأسرة والمجتمع كآثار عميقة لتعاطي المخدرات عند الشباب وأخطر تلك النتائج ما يلي:
أما على مستوى المجتمع فأبرز آثار تعاطي المخدرات تشتمل على:
أبرز أخطاء الأسرة عند اكتشاف مراهق متعاطي
عندما تكتشف الأسرة أمر تعاطي المخدرات عند الشباب، لا ريب تُصاب بصدمة كبيرة، تأثير تلك الصدمة يجعل من الصعب التعامل مع الألم العاطفي الذين يشعرون به، ما يجعلهم يبدون ردود أفعال قد تزيد من الأمر سوءاً، وتدفع الشباب دفعاً للاستمرار في التعاطي حتى الوقوع في الإدمان.
التعامل الخاطئ مع الشباب الذي يتعاطى المخدرات من قبل الأسرة يرجع إلى عدة أسباب أهمها:
كلها عواطف مؤلمة قد تجتاح الوالدين وتحيلهم إلى الإرهاق والإجهاد المفضي إلى الاضطراب، و نحن كمتخصصين في مستشفى دار الهضبة نتفهم ذلك بعمق شديد، بسبب معرفتنا بالأفكار التي تُسيطر على الوالدين و تعصف باستقرارهم العصبي والنفسي، ولكن دون شك حالة عدم الاتزان تلك لن تؤدي إلى حل المشكلة أو إنقاذ المتعاطي قبل الدخول في دوائر الخطر، بل تؤدي إلى ردود أفعال قد تفاقم المشكلة وتأخذنا سريعاً إلى أزمة أكثر خطورة، ويشمل تعامل الأسرة الخاطئ من مشكلة تعاطي المخدرات عند الشباب ما يلي:
حسناً ردود الأفعال العاطفية على تلك الشاكلة عند التعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات عند الشباب لن تعكس إلا نتائج سلبية وستزيد الأمر سوءاً، وعلى الأسرة أن تخرج من حيز التوتر العاطفي، وتبدأ في رؤية الأزمة على حقيقتها، والتغامل معها بشكل صحيح.
كيف تتعامل عند اكتشاف ابن متعاطي مخدرات؟
التعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات عند الشباب يكون على أساس معالجة شخص يُعاني من اضطراب داخلي ولجأ إلى وسيلة خاطئة ليتعايش معه، أن نتعامل مع مريض وبالتالي طريقة التعامل تكون من منطلق التعاطف والدعم حتى نستطيع تعديل التوجه عند الشباب من اتباع وسائل ضارة كتعاطي المخدرات إلى الانخراط في وسائل صحية تُعالج اضطرابهم دون ضرر، ويُمكن تحقيق التعامل الصحيح لحل مشكلة تعاطي المخدرات عند الشباب والمراهقين من خلال اتباع الآتي:
الوصول إلى نقطة الاعتراف من أجل البدء في الحلول
من أجل أن تصل إلى نقاش صادق مع إبنك حول تعاطي المخدرات يجب أن تتجنب 6 نقاط هامة:
تأكد أن الحالة تتعاطى المخدرات بالفعل
من خلال ملاحظة سلوكياتهم و جانبهم النفسي والجسدي، بالإضافة إلى الأدلة المادية المتمثلة في أدوات التعاطي أو الرؤية المباشرة أو من خلال تحليل المخدرات.
ابتعد تماماً عن الانفعال
وجنب التفكير العاطفي حتى تصل إلى درجة مناسبة من الثبات والهدوء.
تناقش مع ابنك
حول معرفتك بأمر التعاطي، وأكد له أن تتفهم ظروف المرحلة التي يمر بها، وأنك هناك لتقديم المساعدة له.
اتبع طُرق للدعم
حتى يشعر بالاطمئنان ثم أشرح له عواقب ونتائج تعاطي المخدرات خاصة على مستوى الاختلالات الدماغية.
توقع الإنكار من قبل ابنك المتعاطي للمخدرات
هذا أمر طبيعي، لكن يجب أن تتعامل مع إنكاره بشيء من الحكمة، وقل له أنك مُتأكد وبالأدلة، وكل ما تحتاجه أن يكون صادقاُ معك، وستجد حلاً للمشكلة.
إذا اعترف استمع إليه بإنصات شديد
واعرف رأيه في الوضع الراهن، ولماذا لجأ إلى تعاطي المخدرات.
إذا استمر في الإنكار أكد له أنك ستقوم بإخضاعه لتحليل المخدرات
من أجل الحفاظ على سلامته، ويجب أن يتم ذلك بهدوء وتفاعل ودي بينك وبينه.
تنفيذ الحلول العملية لمواجهة محفزات التعاطي وعوامل الخطر
وقد يصدقك القول من البداية، لذا حافظ على دعمك له طوال الخطوات السابقة، وهنا يُمكنك الاتجاه إلى الحلول العملية معه لمقاومة مغريات الإدمان الخارجية وأسبابها خاصة ضغط الأصدقاء، وعليك التركيز على الاقتراب منه ومشاركته أفكاره واحترام آرائه، والأهم من ذلك البحث عن منفذ لتفريغ طاقته، واستثمار مواهبه لتحقيق نجاح يُشعره بإثبات الذات.. كممارسة الرياضة ومزاولة الهويات، والاشتراك في الأنشطة الجماعية والمجتمعية.
إذا واجهتك صعوبات في تعديل سلوكيات الابن، أو هو واجهة صعوبات في تنظيم مشاعره ومواجهة المغريات ووقع في الانتكاسة ننصح بالتوجه إلى العلاج المهني الطبي لحل مشكلة تعاطي المخدرات عند الشباب بشكل مهني محترف، حيث الخضوع لبرامج التعديل النفسي والسلوكي في مراكز العلاج المتخصصة، والحصول على نتيجة فعالة من خلال الانتساب إلى مستشفى دار الهضبة، التي تُعتبر أفضل مستشفى لعلاج تعاطي المخدرات في مصر.
كيف نمنع الانتكاس بعد الإقلاع عن المخدرات؟
هناك عدة اتجاهها يُمكن الاستعانة بها لتقليل نسبة حدوث الانتكاسة عند الشباب بعد الامتناع عن تعاطي المخدرات، حيث يُمكن القيام ببعض الخطوات الذاتية لتفريغ الطاقة وتشتيت التركيز على التعاطي، بجانب بعض الحلول المهنية الفعالة، والخطوات الذاتية لتحقيق ذلك تتلخص في:
من خلال التواصل مع رقم الواتس 00201154333341 يُمكنك إشراك إبنك في أفضل مجموعات الدعم وتطبيقها بأحدث الطرق وأفضل الإمكانيات داخل دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الادمان.
وبتلك الخطوة يُمكنك إنقاذ الابن المراهق من الدخول في دائرة الإدمان، حيث من المرجح أن يكون لديه سمات شخصية تتطوُّر الإدمان في فترة وجيزة، لذا كُلما أسرعت أصبحت احتمالية بروز المخاطر والمضاعفات أقل، ليكون أكثر قدرة على العودة إلى طبيعته وتقبل لذاته، والوصول إلى الاستواء النفسي المناسب.
ملخص المقالتعاطي المخدرات عند الشباب يبدأ لأسباب مُتعددة منها إحاطة مغريات استخدام المخدرات بالشباب، مثل ضغط الأصدقاء، التواجد في بيئة تتسامح مع تعاطي المخدرات، ناهيك عن العوامل الأكثر عُمقاً والمرتبطة بفترة المراهقة، كمحاولة التكيف، أو الشعور بالرضا والتحسن أو بدافع التجريب والبحث عن الإثارة والمتعة، وقد يكون السبب نتيجة عوامل بيئة واجتماعية أو اضطراب نفسي كوَّنت صفات إدمانية لدى المراهق.
يُمكن التعامل مع تلك المشكلة بمجموعة خطوات ذاتية حتى يعترف أولاً المراهق بوجودها، ثم الاتجاه إلى الإجراءات الذاتية من أجل إبعاده عنها وبناء حاجز نفسي أمام استخدام المخدرات من خلال التعامل مع المغريات وعوامل الخطر بطريقة صحيحة، أهمها الاستقرار الاسري، والتقرب من المراهق، وفتح منفذ يستطيع من خلاله تحقيق ذاته وإبراز إمكانياته.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
- https://medlineplus.gov/drugsandyoungpeople.html
- https://youth.gov/youth-topics/substance-abuse
- https://www.sandstonecare.com/blog/5-reasons-teens-use-drugs
- https://recovered.org/addiction/alcohol-drugs-and-young-people
- https://www.cdc.gov/ncbddd/fasd/features/teen-substance-use.html
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين.
ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر