شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

تجربتي مع الاستروكس وعلاجي منه


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
تجربتي مع الاستروكس كانت صعبة هذا ما قاله هذا الشخص
المقدمة

تجربتي مع الاستروكس جعلتني على حافة الجنون، فالاضطرابات التي كنت أعاني منها نتيجة سريان ذلك المخدر في جسمي جعلتني أشبه بظل ميت، ووصلت بالعقل إلى الذوبان، كنت أشبه بدمية تتحكم فيها أصابع الإدمان، وإذا ردت الروح إليها تصبح خطرا على نفسها ومن حولها.
لا جنون أشد من تصميمك على تدمير ذاتك، ولكن تخلصي من الاستروكس كانت البداية لفهم أعمق للحياة، فالاقتراب من النار يحمل حرقا، وتجربة الاستروكس قد تحمل موتا. لذا كان من الضروري أن أروي تجربتي حتى تعي كل يد تطول ذلك المخدر أنها تمسك بشبح الموت. فما هي البداية وتفاصيل المعاناة وكيف تجسد لي الموت متمثلا في الإدمان والأهم كيف تعالجت؟. إليك خبر وقائع قصتي ليدرك القاصي والداني ما هو الاستروكس.

أسباب جعلتني أخوض تجربة الاستروكس

كنت شابا عاديا، أعاني ضغوطات الحياة بنوع من التحدي والتجارب المتعددة لإثبات ذاتي، ومشكلتي الأكبر إنني كنت أود القيام بكل شيئ على أكمل وجه ولا أقبل بأقل من المرتبة الأولى.
ذلك التعقيد وعدم المرونة أدخلني في عدم استقرار على المستوى المهني، كنت أحارب ذاتي حرفيا وكلما وجدت نفسي غير قادر على تحقيق الكمال كما هو مرسوم في مخيلتي، أترك التجربة وأدخل في تجربة جديدة مخلفا كل نجاحاتي ورائي.

مع تعدد الإخفاقات التي لم تكن موجودة في الحقيقة إلا داخل عقلي، فقدت ثقتي بنفسي كليا، إذ مرت السنون دون صنع شئ، احتدم في صدري غضب دفين، وأصابني التيه في عقلي وتضاربت أفكاري.
في مرحلة ما كانت بالكاد أوفر قوت يومي كوني كنت مغتربا في إحدى الدول العربية، في تلك المرحلة صاحبت مجموعة من الأفراد متعاطين للمخدرات، ومن أول ليلة اجتمعت بهم لم أرفض عرضهم بتدخين “سيجارة محشية”، وكانت تلك بدايات التجربة الأسوأ في حياتي وهي تدخين الاستروكس، حينها شعرت بأنني أتخلص من كل الضغوطات وأهيم في عالمي المثالي الواهم في عقلي.

شعور حلقة تعاطي الاستروكس الأولى

شعور حلقة تعاطي الاستروكس الأولى

كان الجو ضبابيا يملأه الدخان، والوجوه تخترق الضباب بالضحكات والعيون الغارقة في التخدير، على المنضدة أدوات تعاطي الاستروكس: سجائر، ورق لف السجائر وتبغ، صحن حديدي للإعداد، وعبوات داخلها مخدر الاستروكس وهي عبوات صغيرة بعضها شفاف والآخر عليه رسومات كرتونية بألوان جذابة، أما شكل الاستروكس من الداخل فكان عبارة عن فتات متكتل ومجفف لأوراق نباتات خضراء تميل للاصفرار واللون البني النباتي قابلة للفرك وتحشر مع تبغ السجائر في ورق ملفوف لتكون معدة للتدخين. كانت رائحة الاستروكس نفاذة ومختلطة ما بين رائحة النباتات والأخشاب والمواد المتطايرة والعطور.

نظرت لذلك المشهد تقاذفت في ذهني صور أبي وهو يدخن السجائر، وأصدقاء الدراسة عند تعاطي الحشيش وكيف تتحول حالتهم إلى الاسترخاء والبهجة، كيف يسحبون أنفاس الدخان ببطء ويخرجونه بارتياح كأنه شربة ماء بعد عطش لأيام، وجدتني أدخل في الأجواء رويدا رويدا أتلهف للشعور بالراحة والسعادة، عرض لي أحدهم سيجارة، تلقفتها واشعلتها، بدأت في سحب الأنفاس الأولى، أتذكر تفاصيل أعراض تعاطي الاستروكس لأول والتي كانت عبارة عن:

  • استرخاء فوري، كأن روحا غيري استوطنتني.
  • مزاج مبهج مخلوط بنشوة وارتفاع.
  • الخروج من الواقع والرغبة في الضحك.

في دقائق تحررت من أفكاري وعواطفي المؤلمة، أطفو فوق الضحكات بكيف مندمج دون إزعاج، ورغم ذلك التأثير الجارف انتابتني أعراض مزعجة مع زيادة عدد أنفاس الاستروكس منها:

  • الارتباك والقلق.
  • الدوار والدوخة والنعاس الشديد، لدرجة إني لم استطع تحريك جسمي.
  • هلاوس سيطرت على عقلي أحالتني إلى العنف والهياج.
  • ارتياب وخوف وذعر، وكلما دخنت الاستروكس شعرت انني خارج جسدي، وكأنني لست موجودا.
  • شعرت بدقات قلبي تتسارع، وعدم استقرار الضغط الدموي.
  • انتابني ألم في الصدر استمر معي لليوم التالي.
  • عانيت ألم عضلي وانقباضات.

ورغم ضراوة آثار مفعول الاستروكس في تجربتي معه للمرة الأولى وأضراره وتجربة الخروج والانفصال عن واقعي وما يتخللها من رعب ومشاعر سحيقة ونوبات لا يمكن السيطرة عليها، لم يكن عالقا في ذهني سوى دقائق الاسترخاء التي حصلت عليها، منجذب إليها، وكأنها شهوة تشبع مزاجي وتخرجني من دوائر الألم العاطفي.

نحن هنا من اجلك ..

لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية

التواصل مع الاستشاري واتس اب التواصل مع الاستشاري ماسنجر الاتصال بالاستشاري هاتفيا حجز فحص اون لاين
فضفض معنا واكتب استشارتك وسيتم التواصل معك

بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.

بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.



الاستروكس وتأثيره على عقلي

بعد جلسة التعاطي الأولى استيقظت صباح اليوم التالي متعب ومنهك أعاني من الصداع وانعدام التركيز ورؤية مضببة يملأني شعورا بالغثيان، لا أتذكر ماذا حدث الليلة السابقة تحديدا، حاولت أن أستعيد بعض اليقظة عن طريق شرب القهوة، كنت أعاني في تلك الأثناء من بعض الهلوسة حتى تلاشى مفعول الاستروكس بعد 8 ساعات تقريبا.
مع ترنحي وانعدام اتزاني بدأت عواطفي تهتاج وارتد التوتر والقلق والانقباض الروحي إلي، شعرت بالانهزام السحيق والخذلان، هاج الغضب في صدري كلما تذكرت إخفاقاتي، وفجأة سيطرت علي الرغبة في تعاطي الاستروكس مرة أخرى، هاتفت أحد مجموعة التعاطي وحصلت منه على سيجارتين مملوءتين بالاستروكس، ودخلت غياهب النشوة والانفصال عن الواقع مرة أخرى.

بعد تلك المرة سيطر الاستروكس ورغبة التعاطي على عقلي، وكلما شعرت بانزعاج، هرولت إلى تدخين سيجارة، عند الاستيقاظ كنت أفكر في الاستروكس، قبل النوم وفي كل حين.

تعمقت تجربتي مع الاستروكس و انجرفت معه، لا شئ يعنيني سوى المزيد من التعاطي، وبينما كنت أدخن حوالي جرام من المخدر أصبح مفعول تلك الجرعة لا يكفي، استحوذ علي الهوس بالنشوة رغم ما عانيته من اضطرابات جسيمة على المستوى الجسدي والعقلي، حتى دخلت مرحلة الجنون حيث غياب الإدراك والذهان، القلق والهياج، التهور واللاوعي.. اللاوعي الدائم.

كيف كانت حالتي مع أعراض تعاطي وإدمان الاستروكس؟

أتعرف هيئة المجرم المشرد المريض البائس، هكذا كان وضعي عندما تغلغلت سموم الاستروكس داخلي، كانت تهاجمني أعراض تعاطي الاستروكس يوميا وسأقص لكم بعض تلك الاضطرابات:

  • أتذكر في يوم من الأيام جلست في الشارع لمدة 7 ساعات لا استطيع التحرك، تصاحبي رعشة على الأطراف وألم بالغ في العضلات لا استطيع التحكم في جسدي.
  • يوما آخر ظللت طوال اليوم أعاني من الغثيان والقيء حتى أغمي علي ووجدت نفسي في المشفى، وبمجرد أن استيقظت هربت.
  • أثناء النوم كنت أعاني من ضيق التنفس، وألم الصدر، وطوال اليوم النهجان لم استطع القيام بشئ.
  • كنت لا آكل إلا لماما حتى نحل جسمي وبرزت عظام وجهي وجحظت عيني، تجدني رث الهيئة مهلهل الملبس لا أعي ما أقول وأقول مالا أعيه، لا أشعر بشئ كنت شخصا متبلد المشاعر جامد الملامح، متداخل الكلام أعاني ثقلا في لساني ولا أفقه حديثا.
  • تعاظمت أعراض وتأثير الاستروكس في تجربتي الإدمانية علي عقلي وانحدرت قدرتي الذهنية إذ عانيت ضعف الذاكرة وغياب للإدراك تقلب المزاج، حاد الطباع، منعزل تماما أعاني الألم في جميع أنحاء جسمي المترنح مسيطرة علي الهلاوس والأوهام.
  • بسبب الهلاوس السمعية البصرية التي يحدثها الاستروكس ظهرت بمظهر المختل، أتحدث مع نفسي، أشعر بحشرات تمشي على جلدي، أتحدث إلى أشخاص غير موجودين وأنفذ مطالبهم، كما أنني أصبت بنوبات متكررة من الذهان وجنون العظمة، كنت أهاجم الناس خوفا من أن يقوموا بإيذائي، في ذلك الوقت كنت استجدي الناس وأقوم بالسرقة من أجل شراء الاستروكس.
  • من أعراض إدمان الاستروكس أيضا التي لازمتني الإصابة بالاكتئاب وسيطرة الكآبة والحزن والأفكار الانتحارية، إذ كنت أحاول يوميا إيذاء نفسي.

اضطراب عارم وهذيان مفرط وإدمان طاغي للاستروكس وخلطه بأنواع المخدرات الأخرى، جحيم لا يوصف وموت بطيء.

بداية جديدة.. تخلصت من أعراض الانسحاب للاستروكس

يشاء الله أن يمنحني فرصة أخرى ويكتب نهاية لتجربتي مع الاستروكس، فعندما استعمرني الإدمان وأصبح هويتي الوحيدة كنت في إحدى الليالي جالسا في مقهى أعاني الهلاوس اقترب مني شخص، وبسبب الاضطراب الذهاني الذي كنت أعاني منه فجعت بمجرد حديثه معي، وكدت ألوذ بالفرار، بالكاد منعني، كان ذلك الشخص صديقا لي من الدراسة وحتى زميلا لي في عملي القديم قبل أن أفصل من العمل بسبب تعاطي الاستروكس، تحدث معي بروية، وبدأ في تهدئتي، وأكد لي أن مكاني مازال شاغرا في العمل، لكن يجب أن أتعالج من الإدمان أولا، لم استطع الرد بينما عقلي يلتهمني من شدة جوعه لجرعة استروكس، لكنه استطاع بخبرة أنا يؤثر في ويصطحبني للعلاج.

ذهبنا إلى مركز متخصص لسحب السموم وتكفل هو بتكاليف العلاج، خلال 24 ساعة بعد آخر جرعة تعاطي بدأت أعراض انسحاب الاستروكس وبدأ الأطباء في منحي أدوية من أجل تخفيف أعراض الانسحاب والتي تشمل سرعة التنفس، رعشة، نفضات جسدية، تشوش الرؤية، الكآبة، نوبات الغضب والتهيج، ارق، هلوسة، إرهاق جسدي وتعب، وتبلغ ذروتها بعد 3 أيام.
بجانب ذلك تملكني الاكتئاب، لذلك قد يكون من الصعب احتواء حالة مدمن الاستروكس إلا داخل المراكز المتخصصة نظرا لإقباله على إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، ولكني ساعدتني الأدوية على الهدوء ومنحتني بعض الاستقرار.

بعد 10 أيام بدأت حالتي تستقر وانتهت أعراض انسحاب الاستروكس بعد 14 يوما، ولكن تكاليف علاج الإدمان على الاستروكس باهظة في تلك الدولة العربية بجانب عدم تمتع الأطباء بالخبرة الكافية في العلاج النفسي وإعادة التأهيل، بعد سحب السموم أقترح على صديقي أن استكمل العلاج في مصر، وسأذهب في سرية تامة خاصة أنه من المفضل أن يتم استكمال علاجي بعيدا عن بيئة الإدمان.

مساعدة دار الهضبة في علاجي من إدمان الاستروكس

تعتبر مستشفى دار الهضبة من أفضل أماكن علاج إدمان الاستروكس في مصر والوطن العربي، لذلك تواصلنا معها وتم الاتفاق أن يستقبلني مندوبها من المطار للتوجه مباشرة إلى مركز العلاج، وبمجرد الخروج إلى قاعة الاستقبال وجدت من ينتظرني، وتم إيصالي إلى مقر المستشفى.

استقبلني الأطباء هناك، وجمعتني جلسة بالمستشار العلاجي، وأخبرني أن هناك أعراض نفسية لانسحاب الاستروكس قد تستمر معي لعدة أسابيع منها القلق والاكتئاب والهلوسة والاضطراب الذهاني، ولقد استنبط ذلك من خلال اطلاعه على تقريري الطبي، لذا ستكون مرحلة علاج الإدمان من الاستروكس عبر جلسات العلاج النفسي والفترة التأهيلية، ورغم ذلك قام الفريق الطبي بفحصي مجددا لوضع الخطة العلاجية الخاصة بي.

العلاج النفسي

تم جدولة جلسات فردية وجماعية بجانب الأدوية، الهدف من دواء العلاج النفسي لمدمن الاستروكس هو تخفيف الأعراض، أما الجلسات النفسية تعمل على استعادة وعي الشخص بحالته وكيفية إدارة الأعراض بتقنيات الاسترخاء والعمل على استرداد المهارات العقلية.
كانت الجلسات العلاجية مثمرة جدا فبعد حوالي 12 جلسة فردية وجماعية استطعت أن أصل لاستقرار نفسي مناسب، خاصة أن الدماغ والجسم يعملان على إعادة البناء بشكل طبيعي، وما يساعدهما الأنظمة الغذائية الصحية وتنظيم النوم، والممارسات البدنية أثناء فترة التأهيل.

فترة التأهيل السلوكي

تعتمد مستشفى دار الهضبة في تأهيل مدمن الاستروكس سلوكيا على أنظمة وتقنيات متعددة، تتضمن معالجة أسباب الإدمان الأساسية، تنمية المهارات الشخصية، الإشباع العاطفي، التثقيف بمسببات الانتكاسة وكيفية التعامل معها، وتعزيز التفكير الصحي وسلوكياته، لهذا كانت خطة التأهيل السلوكي لي زاخرة خاصة أنني أعاني من اضطراب الشخصية المثالية والتي كانت سببا أساسيا في تطوير إدمان الاستروكس.

ما بين الجلسات الفردية والجماعية وترسيخ السلوك الصحي، وتعلم أنماط التعافي والإدارة الذاتية للتفكير والسلوك وما يتخللها من أنشطة ترفيهية كان التأهيل السلوكي، وبعد مرور 90 يوما شعرت بأنني تحررت من الإدمان على الاستروكس ورغباته، ورغم ذلك وبعد أن فهمت خطورة الاضطراب الإدماني كمرض عقلي اخترت أن استمر في التعافي عبر برنامج رعاية لاحقة حتى لا أتعرض للانتكاسة مرة أخرى.
كان تطبيق برنامج الرعاية اللاحقة عن بعد بعدما غادرت مصر، كنت أتواصل مع مجموعات التعافي والطبيب المختص عندما أشعر بضعف أمام رغبة تعاطي الاستروكس، وكنت أواظب على الخطة الموضوعة لي وأمارس العادات الصحية بانتظام.

مر حوالي 12 شهرا وأنا على تلك الشاكلة، في تلك الفترة اخترت أن أتعمق أكثر في دراسة الإدمان والمخدرات، وحصلت على شهادة معتمدة كمدرب للتعافي من الإدمان، وها أنا ذا أروي علي المتدربين والمتعافين تجربتي مع إدمان الاستروكس وكيف تعالجت منه.

بعد نهاية تجربتي مع الاستروكس ماذا تعلمت؟

العبر والدروس التي استخلصتها بعد نهاية هذه التجربة كانت كفيلة برفع إنسانيتي وتغير رؤيتي لنفسي ومن حولي، إذ تعلمت أن الاضطراب الإدماني هو خلل في أنماط التفكير وضعف في آليات تعامل الشخص مع ذاته نتيجة أحداث متتالية أثرت على مستواه النفسي والسلوكي حتى قبل تعاطي المخدرات.

تعلمت أيضا أن المخ عندما يتركه الإنسان دون فهم وترويض ينتظر أي مثير يمنحه النشوة.والسعادة بغض النظر عن الأضرار وإذا استسلمنا لتلك الشهوات سنصل لحالة من الاعتماد النفسي ولن نستطيع التخلص من النشاط الضار لأن العقل يطالب دوما ممارستها مما يظهر أعراض انسحابية نفسية ومنها الجسدية في حالة إدمان المخدرات.

تعلمت أن الإنسان يجب أن يستمر في التعلم من أجل اكتشاف ذاته وكيفية السيطرة على أهوائه والتعافي من تأثير المحيط والمغريات وتنمية مهاراته وسلوكياته بشكل دائم.

تعلمت أن علاج إدمان الاستروكس رحلة حياة تتطلب المثابرة والاجتهاد، والحفاظ على التعافي بالالتزام بالسلوكيات الصحية ومقاومة رغبات التعاطي مع المغريات والمثيرات المتعددة والتي قد تجعل المتعافي أمامها ضعيفا في لحظة لولا إصراره وعزيمته واستقاء ثقته من مشاركته لمشاعره مع الدعم المحيط به.

تعلمت من تجربتي مع الاستروكس أنه لا شيء مؤلم أكثر من استسلام الشخص لمادة كيميائية تتلاعب بعواطفه وشخصيته وتحوله إلى شخص يكره ذاته والآخرين، وأن العلاج من الإدمان على الاستروكس بداية جديدة للحياة التي يختارها المدمن لنفسه ليذوق نعمة حريته وأن يكون معافى قادر على الاختيار من جديد.

كما أيقنت أن علاج الإدمان يحتاج إلى متخصصين عارفين بكيفية تعديل السلوك والعلاج النفسي وتوفير البيئة الآمنة والإشباع العاطفي ومتطلبات المدمن أثناء العلاج يعاملونه بآدمية كونه مريض يحتاج لدعم وأي دعم..!، لذا أوصيكم بمستشفى دار الهضبة لكتابة نهاية سعيدة لأي تجربة لكم في الاستروكس و التي تسخر خير الكفاءات والكوادر والأطر في مصر والوطن العربي.

ملخص المقال

الإدمان يبدأ من غربتك عن ذاتك، تهورك، اندفاعك، الرؤية الخاطئة لنفسك، والاستروكس قادر على أجتذابك لوهم النشوة والهلوسة والانفصال عن الواقع، ودون شعور منك ستجد نفسك في دوائر الاضطراب، فتجربتي مع الاستروكس كانت مأساة ونكسة حياتية بالغة، ولكني أنقذني الله بمشيئته و بمعاونة صديق لي استطعت علاج إدمانه.
رويت لكم تفاصيل الحكاية، والتي لازالت أرها مشهد مشهد حتى الآن، أذكر نفسي بها يوميا، وأحمد الله على التعافي، فالاستروكس من أخطر المخدرات شراسة يسلبك قواك العقلية وقد تنتهي معه بالإجرام أو الانتحار، كن واعيا بأن علاج إدمان الاستروكس قائما وتستطيع التخلص منه مثلي، فقط أشحذ عزيمتك وخذ القرار حينها ستجد ألف يد ممتدة إليك.

للكاتبة: أ. حياة.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول تجربتي مع الاسنروكس

يستغرق علاج إدمان الاستروكس ما بين 3 إلى 6 أشهر حسب شدة الحالة الإدمانية والاضطرابات المتزامنة المصاحبة لها، بواقع 14 يوما لعلاج الانسحاب أو أكثر من ذلك، ومن 30 إلى 90 يوما للعلاج النفسي والتأهيل السلوكي لمنع الانتكاس.

يحتوى الاستروكس على الكثير من المواد السامة مجهولة المصدر كما أن مادته الفعالة الأساسية هي الكيتامين والتي تعتبر من المواد المخدرة الشديدة التي تستخدم غالبا لتخدير الحيوانات المفترسة أثناء العمليات الجراحية، وترجع خطورة الاستروكس من تعدد المواد الخطيرة التي تضاف إليه، وعدم العلم بمدى مضاعفات الواقعة على المتعاطي لقاء تناول ذلك الخليط السام، لذا يعتبر الاستروكس من أكثر المخدرات المنتشرة حديثا خطورة.

تخطي انسحاب الاساروكس بشكل فردي يعد من الأمور الصعبة طبيا، إذ يتوقع أن يتعرض المدمن الذي بحاول الإقلاع عن التعاطي لأعراض انسحابية مزعجة ضف إلى ذلك الحالة النفسية والاضطراب الذي قد يصاب به وما يشمله من هلاوس واضطراب ذهاني واكتئاب، وقد تسيطر على الأفكار الانتحارية، وغالبا يكون خطرا على نفسه ومحيطه، ولذلك لابد من إشراف طبي ووضعه في بيئة مريحة بعيدة عن المثيرات توفر له الأمن والسلامة وتمنحه الأدوية الصحيحة والنظام الغذائي المتكامل ليتخطى انسحاب الاستروكس بأقل ألم ممكن.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة