شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية وكيف تحولت إلي شخص طبيعي


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

المقدمة

أكتب إليكم تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية كيف عانيت وكيف عُدت للحياة الطبيعية لبعث الأمل والتفاؤل بداخل كل شخص يُعاني من اضطراب الشخصية التجنبية، فبعد علاجي تمنيت لو كنت بدأت العلاج مُبكراً من هذا الشعور الذي عشت به لسنوات. تمنيت لو كنت وجدت شخص يأخذ بيدي ويُساعدني ويبعث الأمل بداخلي، لذلك قررت أن أحكي تجربتي لعلها تُفيد كل من يُعاني من اضطراب الشخصية التجنبية.

كيف بدأت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

منذ طُفولتي كنت أميل للعُزله لا أُحب اللعب مع أقراني فالخوف من الرفض كان الشعور المُسيطر عليّ، وعندما بدأت سن المراهقة كنت أشعر بأني مُختلف لم استطع التأقلم مع زملائي، كنت اكره الذهاب إلى المدرسة وعندما كان يُجبرني أبي على الذهاب كنت انتهي من مدرستي واعود سريعاً للمنزل وأجلس بغرفتي فهي ملاذي الآمن.

كيف بدأت تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

وعندما بدأت دراستي الجامعية ازدادت مُعاناتي وازداد خجلي من التواجد في الجامعة فأنا لا أعرف كيف أتحدث، اخشى من قول أو فعل أي شيء يجعلني موضع نقد أو سخرية، لا أتمتع بأي شيء يُميزني، لا أرغب في التعرف على أشخاص جُدد، وتوقفت عن الذهاب إلى الجامعة وازدادت حالتي سوءاً كنت أجلس في غُرفتي طُوال الوقت لا أرغب أن أرى أي شخص بدأت أمي بنصيحتي لاستشارة طبيب نفسي فقد سمعت كثيراً عن مستشفى دار الهضبة وكفاءة الأطباء بها، ترددت كثيراً في البداية، وفي النهاية استسلمت فأنا أشعر بأني لن استطيع استكمال حياتي هكذا.

نحن هنا من اجلك ..

لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية

التواصل مع الاستشاري واتس اب التواصل مع الاستشاري ماسنجر الاتصال بالاستشاري هاتفيا حجز فحص اون لاين
فضفض معنا واكتب استشارتك وسيتم التواصل معك

بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.

بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.



كيف شخص الطبيب النفسي حالتي؟

عندما ذهبت إلى الطبيب النفسي في مستشفى دار الهضبة كنت أشعر بالتوتر الشديد فأنا لا أرغب في التحدث مع شخص غريب كدت أهم بالخروج ولكن أمي أمسكت يدي بشدة وقالت لي أطمئن أنا معك، شعرت بالاطمئنان فأمي الشخص الوحيد القادر على بعث الطمأنينة بداخلي.

دخلت إلى الطبيب وطلب من أمي الرحيل، شعرت أن اللحظات ثقيلة مرت عليّ إلى أن بدأ الطبيب في التحدث معي، سألني عن سني ودراستي واخوتي بدا لي شخص مُريح، و بدأ حُواره معي :

  • هل تُشارك في أي عمل جماعي سواء في الجامعة أو خارجها؟…لا فإنني أخشى من الانتقاد والتعرض للسخرية من أي شخص.
  • هل لديك اصدقاء؟…لي صديق واحد يسكن بجواري. 
  • ولماذا لم تُكون صداقات في المدرسة أو الجامعة؟…وكيف أعرف أنهم سوف يُحبونني ولن يرفضوا صداقتي؟!!
  • هل تذهب مع أهلك إلى أقاربك أو تحضر أي مُناسبة؟ لا لا أشعر بالتأقلم وسط أي تجمع، بل اشعر بالاحراج وبأني دخيل عليهم.

سألته في حيرة هل أنا مريض نفسي؟ قال لي انت فقط شخص تجنبي. وما هي الشخصية التجنبية؟

قال لي اضطراب الشخصية التجنبية هي حالة نفسية تتميز بنمط ثابت مدى الحياة وهو الشعور بالخجل الشديد.

أسباب إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية

قال لي طبيبي هُناك أسباب وراثية وبيئية قد تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، فقد يكون وراثة من أحد أفراد الأسرة، أو قد يكون بسبب التعرض للرفض أو الإهمال أو التعنيف المستمر أثناء الطفولة، كذلك قلة الإهتمام بالطفل أو في بعض الأحيان الاهتمام بالطفل بشكل مُبالغ فيه.

أما في تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية فكانت أسباب إصابتي باضطراب الشخصية التجنبية مُتعددة، فانتقالنا إلى منزل جديد ودخولي مدرسة جديدة كان حدث مزعج جدًا لي، لم استطع التأقلم مع أشخاص جُدد.

كانت أمي تخشى عليّ بشدة فكانت تُساعدني في كل مهامي وقراراتي فأنا لا أعرف التصرف بدونها.

أما أبي فكان يحبني بشدة لكن اجباره لي لكي ألعب مع أقراني أو أذهب إلى التجمعات العائلية كانت تُزعجني وتزيد من توتري وانزعاجي.

كيف يُمكن أن يتحول الشخص التجنبي إلى شخص طبيعي؟

سألت طبيبي في حيرة هل يُمكن أن أصبح شخص طبيعي؟

فأجاب بابتسامة تفاؤل بعثت بداخلي الشعور بالأمل والارتياح: نعم بالطبع أشخاص كثيرون كانوا يُعانون من هذا الاضطراب واستطاعوا بعد العلاج إلى مُمارسة حياتهم الطبيعية تدريجيًا.

قال توجد عدة طُرق يُمكن اتباعها لعلاج الشخصية التجنبية يُمكن الاختيار من بينها  حسب طبيعة كل حالة.

وفي تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية كان علاجي مزيج من استخدام الأدوية لفترة قصيرة مع العلاج بالتحدث مع الطبيب النفسي عن حياتي السابقة وعن كل المشاعر السلبية التي كنت أشعر بها، فقد كان الكلام يُريحني كثيراً ويُحسن ثقتي بنفسي كثيراً جعلني أتغلب على مخاوفي والمشاعر السلبية بداخلي، لم تكن تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية سهلة ورحلة علاجي أيضًا كانت مليئة بالتحديات والصعوبات لكن شعرت أن حياتي تستحق، تلقيت كل الدعم من أسرتي وطبيبي وعُدت إلى الحياة تدريجيًا.

كيف تعاملت أسرتي معي أثناء مرضي؟

إن تعامل أسرتي معي في أثناء مرضي هو ما شجعني كثيرًا للذهاب إلى الطبيب النفسي من أجل العلاج، والاستمرار فيه، إضافةً إلى تقديمهم الدعم المستمر لي أثناء المرض، وأثناء مرحلة العلاج. ولذلك فإنني أود أن أعرض لكم الطريقة الصحيحة التي تعاملت بها أسرتي معي في النقاط التالية:

  • تشجيعي باستمرار على التحدث بوضوح وصدق عما أشعر به وأفكر فيه.
  • إخباري دائمًا بأنهم على استعداد بأن يكونوا الملاذ الآمن لي، وذلك ساعدني بأن أحكي لهم دائمًا عن مخاوفي، وإحباطاتي دون الشعور بالخجل أو الخوف من النقد أو الحكم على تصرفاتي.
  • كانت عائلتي دائمًا ما تخبرني بأني شجاع، وأني قادر على مواجهة مخاوفي.
  • لم تبدي عائلتي أي استياء عندما كنت أتوتر أو انزعج من التجمعات العائلية بل على العكس كانت عائلتي صبورة ومتفهمة تمامًا لما أشعر به.
  • مساعدتي في اختيار طبيب نفسي جيد في مستشفى الهضبة من أجل الذهاب إليه للعلاج، ودعمهم المستمر لي أثناء فترة العلاج مما ساعدني على الشفاء سريعً.

خُلاصة تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

لم تكن تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية تجربة سهلة ولكن مع العلاج والصبر والتدريب بدأت تدريجيًا أن أعود للحياة. لذلك إذا كنت تعاني من الخجل الشديد والخوف من الرفض والنقد، تخشى أن تكون موضع سخرية من الآخرين، تتجنب التحدث مع الغرباء والتواجد وسط أي تجمعات، فقط عليك طلب المساعدة من طبيب نفسي محترف لا تخجل ولا تترد فحياتك تستحق.

لذلك توفر مستشفى دار الهضبة طُرق علاج مُعتمدة من وزارة الصحة، بها مجموعة من أكفأ الأطباء المتخصصين في المجال النفسي، فقط أُطلب المساعدة في أي وقت سيقدمون لك يد العون.

للكاتبة / د. رضوى نبيل

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على  البحث والاطلاع المستمر  مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق  يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول تجربتي مع اضطراب الشخصية التجنبية

تُستخدم الأدوية في علاج الشخصية التجنبية إذا كانت مُرتبطة باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب، لذلك يُِمكن استخدام بعض مُضادات الاكتئاب والقلق التي تُحسن مستوى السيروتونين مثل: باروكسيتين (باكسل)، سيرترالين (زولوفت)، فينلافاكسين (ايفيكسور).

العلاج بالتحدث مُفيد جدًا واظهر نتائج جيدة وله أكثر من طريقة يُمكن استخدام كل منها على حدة أو يمكن المزج بينهم حسب رؤية الطبيب المعالج للحالة، ومن أبرز طرق العلاج بالتحدث:  العلاج السلوكي المعرفي: يُساعد في التخلص من الأفكار والمعتقدات الخاطئة. العلاج النفسي الديناميكي: يُساعد في فهم تأثير الأحداث السابقة التي مر بها الشخص على شخصيته الحالية. العلاج التخطيطي: يهدُف لتحسين الأداء اليومي وتحفيز الرغبة في التغيير بُناء على فهم التجارب المبكرة في حياة الشخص. العلاج الجماعي: العلاج وسط مجموعة يُساعد بشكل كبير على الاسترخاء و التخلص من الأحاسيس السلبية.  تدريب المهارات الاجتماعية: وهي تهدُف لتحسين التواصل والتفاعل مع الآخرين.

يجب عليك إذا ظهر الخجل الشديد على طفلك ووجدته يتجنب اللعب والتواصل مع أقرانه أو مع أي شخص جديد، يجب عليك مُساعدته حتى لا يتطور الأمر معه ويُصبح شخصية تجنبية في المستقبل، لذلك يجب عليك: ادعم طفلك دائما وقل له عبارات تشجيعية وتُشعره بأنه شخص محبوب. تجنب نقد الطفل باستمرار. اجعل طفلك يُشارك في الأنشطة المناسبة حسب عمره وتدريبه على التواصل مع زملائه بدون أن تُجبره فهذا سيزيد من توتره، فقط تعامل بهدوء حيث يجب أن تدربه على ذلك تدريجيًا. لا تُبالغ في الاهتمام بطفلك وتأخذ قراراته وتهتم بكل أموره فقد يجد صعوبة في البعد عن والديه تجعله يتجنب التعامل مع الأمور بمفرده. لا تُعنف طفلك بشده ولا تقول له عبارات سلبية تشعره إنه منبوذ أو غير مرغوب فيه.

إهمال علاج اضطراب الشخصية التجنبية قد يُؤدي إلى العزلة التامة عن المجتمع ويُسبب الإصابة باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب، كذلك يُمكن أن يتجه الشخص لتعاطي المخدرات نتيجة للاعتقاد الزائف منه بأنها ستساعده، قد تصل في الحالات الشديدة التي تُترك بدون دعم أو علاج إلى التفكير في الانتحار.

إذا كان يتجنب الاحتكاك بالآخرين سواء الذهاب إلى التجمعات العائلية أو المناسبات.  عدم الرغبة في المشاركة في أي أنشطة. ليس لديه اصدقاء ويتجنب تكوين صداقات جديدة. قلة الثقة بالنفس وتجنب التحدث مع الغرباء. إذا لاحظت عليه هذه الأعراض فيجب طلب المساعدة من طبيب نفسي محترف، لذلك كل ما يجب عليك فعله هو التوجه إلى مستشفى دار الهضبة هناك سيساعدونك على فهم حالة ابنك وكيف تتعامل معه، فهي تضم مجموعة من أفضل الأطباء النفسيين في هذا المجال.

الشخص التجنبي يتفادى العلاقات الاجتماعية وخاصة العلاقات العاطفية مثل الحب والزواج فشعوره بالرفض يجعله يُفضل الابتعاد، كذلك شعوره بأنه لا يوجد شيء يُميزه ويجعل الطرف الآخر يُريد الارتباط به. فإذا كان الشخص قد تعالج من هذا الاضطراب فسوف يتمكن من مُمارسة حياته بصورة طبيعية مع الحرص على المتابعة مع طبيبه النفسي لتلقي الدعم المستمر، أما إذا كان الشخص لم يخضع للعلاج فعليك حثه على طلب المساعدة من الطبيب النفسي و تُطمئنه بأن أشخاص كثيرون كانوا يُعانون مثله وعادو بعد تلقي العلاج لممارسة الحياة الطبيعية، كذلك عليك فهم كل ما يتعلق بالشخصية التجنبية حتى تستطيع التعامل معه.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة