شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

علاج المدمن بالقوة والطريقة الصحيحة للتعامل؟


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
يد مدمن يرفض العلاج والطبيب يُصمم على علاج المدمن بالقوة
المقدمة

لماذا ظهر اتجاه علاج المدمن بالقوة؟ ذلك بسبب تعايش العديد من المدمنين مع الادمان ويرفضون الاعتراف بوجود مشكلة رغم وضح تأثير المخدرات السلبي على حياتهم، فيكون العلاج بالقوة هو الحل الأمثل حيث يتم وضع الشخص في مركز متخصص حتى يتلقى مراحل العلاج وسحب السموم والتأهيل النفسي والسلوكي

لكن لماذا يرفض المدمن العلاج رغم ما ينتج عنه من أذى لنفسه ولأسرته؟ متى يجب أخذ هذا القرار؟ وما هي الإجراءات الواجب اتباعها؟ وهل وجدى العلاج ؟ كل هذا وأكثر سنتناوله في هذا المقال فتابع معنا.

لماذا يرفض المدمن العلاج

  • الإنكار: يُعد الإنكار هو العامل الأكبر الذي يسمح للإدمان بالازدهار؛ فالإدمان يجعل الشخص غافلاً عن سبب المشاكل التي يواجهها، ولا يدركون أن الإدمان هو السبب الأول لها ويجب علاجه، فمثلاً تجد شخص يتعاطى المخدرات للتعامل مع علاقة زوجية فاشلة أو لفقدانه وظيفته ولا يعترف أن الإدمان دمره ويجب عليه العلاج إنما يلوم زوجته أو مديره على تدمير حياته. فبدلاً من أن ينظرون للمخدر على أنه مرض يجب علاجه ينظرون إليه على أنه إغاثة لهم ومهرب من مشاكلهم، فالإدمان يعمي قلوبهم وعقولهم.
  • يشعر أنه يستطيع السيطرة على الأمر دون الخضوع للعلاج.
  • وصمة العار: بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يُعانون من الإدمان على المخدرات أو الكحول من الصعب الاعتراف بوجود حاجة للعلاج بسبب وصمة العار التي تحيط بالمدمن، فيظل يغرق في إدمانه خجلاً من الإعتراف وطلب المُساعدة.
  • الخوف: هناك العديد من المخاوف التي ربما تدور فى عقل المدمن منها الخوف من البقاء في مركز لإعادة التأهيل، الخوف من الألم النفسي والجسدي الذي يظن أنه سيشعر به أثناء العلاج، إذا كان المدمن قد لجأ للمخدر كوسيلة لتناسي مشكلة ما فقد يخاف من تذكر تفاصيل مؤلمة بالنسبة إليه، أيضاً يخاف البعض من أنه لن يستطيع الاستمرار وعدم الانتكاس فرحلة علاج الإدمان طويلة المدى وتتطلب عزيمة ومثابرة وهو يخاف الفشل.
  • الخوف من التغيير: التغيير مُرعب، فإذا كان لدى الشخص دائرة من الأصدقاء والذين يصادف أنهم مدمنون على المخدرات، فقد يخشون طلب المُساعدة خوفاً من خسارة أصدقائهم و اضطرارهم للبحث عن أصدقاء جدد.
    هذا الخوف من التغيير الذي يلوح في الأفق، والتهديد بالاضطرار إلى البدء من جديد وخروجهم من منطقة الأمان الخاصة بهم وخروجهم إلى عالم المجهول هو ما يمنع الناس من طلب المُساعدة.
  • الشعور بالضعف: بعض المدمنين يظنون أن اعترافهم بوجود مشكلة وسعيهم للعلاج وطلب المُساعدة مظهر من مظاهر الضعف وهم لا يرغبون أن يكونوا ضعفاء، كما أنهم يعلمون أن العلاج سيتطلب مواجهتهم للأفكار التي كانت تزعجهم وأدت إلى وقوعهم في فخ الإدمان والحديث عنها وعن ضعفهم القديم ويرفضون ذلك بشدة، أي أنهم يظنون أن الإدمان درعهم الحامي وخفض درعهم ضعف.
  • رغبتهم في الشعور بتأثيرات المخدر من انفصالهم عن العالم الخارجي، نسيان مشاكلهم، الشعور بالنشوة والسعادة، كذلك شعورهم كأنهم يحلقون عالياً، فهم ينظرون للمخدر كمسكن لآلامهم بغض النظر عن العواقب الوخيمة للإدمان.
  • ليس لديه الاستعداد الكافي للتوقف عن استخدام المخدر.
  • لا يستطيع تحمل تكلفة العلاج أو لا توجد تغطية من التأمين الصحي للتكاليف.
  • القلق على خسارة وظيفته.
  • فقدان السيطرة: بعض المدمنين خاصة الرجال يرفضون الخضوع للعلاج لشعورهم أنهم سيفقدون السيطرة على حياتهم، سيتبعون تعليمات شخص آخر طول فترة العلاج، وسيفقدون حريتهم في الحركة والتنقل.
  • البعض يظن أن العلاج لن يجدي نفعاً والتعافي مستحيل، أنهم  ليسوا في حاجة للعلاج فلا أحد يهتم لأمرهم ولا يوجد من يتعالجون لأجله.
  • الرغبة في الموت.

وفقاً للمسح الوطني بالولايات المتحدة حول تعاطي المخدرات والصحة (NSDUH)، فإن 96٪ من المدمنين على المخدرات لا يسعون للحصول على المُساعدة لا يعتقدون أنهم بحاجة إلى علاج. أما الـ 4٪ المُتبقون فقد شعروا أنهم بحاجة إلى علاج لكنهم لم يحاولوا العثور عليه، أو شعروا أنهم بحاجة للعلاج وبذلوا جهدًا لكنهم لم ينجحوا في الوصول للعلاج.

نحن هنا من اجلك ..

لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية

التواصل مع الاستشاري واتس اب التواصل مع الاستشاري ماسنجر الاتصال بالاستشاري هاتفيا حجز فحص اون لاين
فضفض معنا واكتب استشارتك وسيتم التواصل معك

بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.

بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.



كيف اتعامل مع مدمن يرفض العلاج؟

من الصعب نجاح علاج شخص يرفض مُساعدة نفسه أو لا يقتنع بوجود ما يستدعي العلاج، الرحلة شاقة وتحتاج إلى تخطيط وصبر لذلك تقدم لك مستشفي دار الهضبة لعلاج الادمان بعض النصائح حول كيفية التعامل مع مدمن يرفض العلاج لكي تُساعده وإقناعه:

  • يجب أن تعرف دورك في هذه الرحلة وهذا يتوقف على صلتك بالمدمن أب، زوج، أو ابن، كذلك على دورك في حياته هل توفر له السكن، أو هل تنفق عليه. إذا كنت أب أو زوج توفر السكن والمال فيمكنك أخذ خطوات فعالة لحل هذه المشكلة. لذلك فإن خطوتك الأولى هي تحديد دورك وما يُمكنك فعله.
  • إذا كان المدمن ينكر وجود مشكلة فيجب أن تُجهز نفسك لرحلة اقناع طويلة وأن تكون بجانبه دائماً حتى إذا ما اعترف بحاجته للعلاج وجدك بجانبه وعلى أتم استعداد لمُساعدته. لكن إياك وإجباره فمن المُرجح ألا ينجح فرض مسألة إعادة التأهيل على شخص لم يعترف بعد بحاجته للعلاج.
  • علم نفسك وطور معلوماتك حول الإدمان، أعراضه، وكذلك أعراض الجرعة الزائدة. وكن على أتم الإستعداد للتدخل إذا دعت الحاجة.
  • يجب أن تحدد المرحلة التي يمر بها المدمن وهل يصلح فيها أن تتحدث معه وجهاً لوجه وتذكره بعواقب ما يفعل وأضراره وأنك مُستعد لمُساعدته.
  • يجب أن تُظهر التعاطف مع التأكد من عدم الحكم، النقد، أو السيطرة. ولكن يجب الاستماع والتواصل والتعاطف أثناء الحديث معه.
  • تشجيعه على التواصل مع العالم الخارجي، الإنخراط في العمل الجماعي مثل الأنشطة الخيرية، وكذلك الاشتراك في مجموعات الدعم خارج، والتي يُمكن أن تكون بمثابة قاعدة قوية لدعم ورفع الروح المعنوية لأولئك الذين يواجهون الإدمان عندما يتحدثون مع أناس يمرون بنفس التجربة أو نجحوا في التعافي.
  • حدد موعد مع طبيب متخصص لعلاج الإدمان، الطبيب سيعطيك التشخيص الصحيح وأفضل خطة للعلاج. كما أنه وُجد أن المدمن قد يتحدث براحة أكثر مع الطبيب لكونه من خارج إطار الأسرة وليس على معرفة شخصية بالمريض وبالتالي يضمن سرية الأمر، ويكو أكثر إقناعاً له.
  •  إذا كنت متحكماً في مال المدمن أو مصروفه الشخصي فحاول وقف أي أموال يُمكن أن يحصل عليها.
  • نفذ تهديدك: إذا قمت بتهديد المدمن بعقاب ما إذا لم يخضع للعلاج فنفذه فوراً، فغالباً ما يظن المدمن أنك تلقي كلاماً في الهواء ولا يكترث لتهديداتك، ولذلك إذا قمت بتهديده بمنع المال عنه، أخذ السيارة منه، أو حتى منعه من الخروج من المنزل إذا لم يبدأ العلاج فنفذ هذا التهديد فوراً.
  • وفي النهاية تحلى بالصبر، وامنحهم المساحة والوقت لاتخاذ قرار العلاج بأنفسهم.

علاج مدمن المخدرات بالقوة

أما عن اجراءات علاج المدمن بالقوة فإليك أهم الخطوات التي يجب اتباعها:

  • ضع خطة مُناسبة بعد استشارة طبيب مختص يُساعدك في اختيار برنامج العلاج المُناسب.
  • شكل فريق ليساعدك سواء من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو آخرين محل ثقة، يجب مراعاة أن يكون جميع أفراد الفريق محبوبين من قِبل المدمن ويكن لهم الإحترام والثقة.
  • اجعل أقرب أعضاء الفريق للمدمن هو حلقة الوصل بينك وبينه يختار أفضل وقت للتحدث إليه، يفهم منه إذا كان مُستعد للعلاج أو غير مقتنع… وهكذا.
  • تأكد من أن كل عضو في الفريق لديه نفس المعلومات حول إدمان الشخص المقرب لك حتى يكون الجميع عند نفس النقطة، عن طريق عقد اجتماعات أو مكالمات جماعية لمشاركة التحديثات والموافقة على تقديم فريق مُوحد.
  • يُمكن إضافة طبيب متخصص في فريقك إذا كان المدمن:
  • لديه تاريخ من المرض العقلي الخطير
  • لديه تاريخ من العنف
  • أظهر سلوكاً انتحارياً أو تحدث مؤخراً عن الانتحار
  • تناول العديد من المواد التي تغير الحالة المزاجية
  • لا تتعجل التدخل فقد يستغرق التخطيط أسابيع عديدة للوصول لخطة مُناسبة وفعالة.
  • عندما تأتي مرحلة التحدث مع المدمن وجهاً لوجه اختر وقت لا يكون تحت تأثير المخدر.
  • قرر عواقب مُحددة ينفذها كل فرد من الفريق إذا رفض الشخص الخضوع للعلاج، يجب مراعاة أن تكون العواقب قابلة للتنفيذ حتى لا يفقد المدمن ثقته بك أو يستهزأ بتهديداتك.
  • يُمكن تحديد ميعاد اجتماع يتم فيه إشراك المدمن دون إخباره بسبب الإجتماع ثم يتحدث معه كل فرد في الفريق عن مخاوفه وتشجيعه على العلاج.
  • يجب التخطيط للتدخل الناجح بعناية للعمل على النحو المنشود، يُمكن أن يؤدي التخطيط السيء لعملية إقناع المدمن إلى زيادة الموقف سوءاً فقد يشعر المدمن بالهجوم ويتجه إلى العزلة أو يصبح أكثر مُقاومة للعلاج ويتجه للعناد.

أما عن إجبار المدمن للعلاج فهناك بعض الدول قد سنت قوانين تتيح ذلك وتقبله وأخري تجرم ذلك وترفضه ويظل من الصعب فعل ذلك. كما أن أحد أهم أسباب نجاح العلاج أن يكون القرار نابع من إرادة قوية للشخص وعزيمة ورغبة منه.

 متى أخذ قرار علاج المدمن إجباري؟

أخذ قرار علاج المدمن إجباري يتمثل في عدة نقاط هي:

  • أصبح عبداًً للمخدر بصورة جعلته لا يستطيع التفكير، قد يكون جسمهم أصبح مدمناً على المواد الكيميائية من المخدرات أو الكحول بحيث لا يُمكنهم رؤية ما وراءها. فأصبح لا يُمكنهم اتخاذ قرار منطقي بالتوقف عن التعاطي أو السعي للحصول على المُساعدة.
  • أصبح يُمثل خطراً على نفسه مثل القيام بسلوكيات المخاطرة مثل القيادة تحت تأثير المخدر، السرقة، أو حتى الإنخراط في قضايا، وربما حاول الإنتحار.
  • إذا أصبح الشخص يُمثل خطراً على المحيطين مثل تعريض حياتهم للخطر.
  • إذا سبب المخدر مرضاً نفسياً أو أثر على صحة المريض.

في هذه الحالات يجب التحرك بسرعة حتى لو كان عن طريق إجباره على العلاج.

هل يتم ضرب المدمن عند علاجه القهري؟

لا يتم ذلك، فمن الأفضل دائماً أن يسعى الفرد إلى علاج نفسه بنفسه دون الاضطرار إلى العلاج بالقوة، فإذا لم يقتنع رغم كل الجهود فيمكن أن تلجأ إلى علاجه بالقوة، ولكن لا يجب استعمال العنف مثل ضربه لأن ذلك يجعله يُقاومك أكثر ويشعر أنك عدوه ويتخذ طريق العناد وعندئذ يكون علاجه شبه مستحيل.

 هل ينجح علاج المدمن بالإجبار؟!

يُشير معظم الأطباء أن نجاح علاج الادمان بالقوة غير فعال وغالباً لا يجدي نفعاً بل إنهم يحذرون من سرعة انتكاس هؤلاء وربما يتعاطى جرعة زائدة من باب العناد. ففي بعض الحالات يتحول الأمر إلى مكابرة وعناد من المدمن ورفض للعلاج بالإجبار. فكما سبق ووضحنا أن الدافع الداخلي مهم جداً في رحلة العلاج.

يُمكن أيضاً أن يفقد المدمن ثقته في أسرته ويكرههم أو يشعر أنهم تخلوا عنه، وفي النهاية إذا كان لابد من علاج المدمن بالقوة فيجب إظهار التعاطف الشديد، الإستمرار في زيارته وإشعاره بالاهتمام والأهمية و أنك في انتظار عودته.

يجب أن يتم عرضه على أخصائي نفسي ربما يكون لديه مشكلة نفسية تدفعه لرفض العلاج مثل القلق والاكتئاب، ربما تَمَكُن المخدر من دمه بصوره سلبته الإرادة والتحكم في مصيره وبعض الخضوع لمرحلة سحب السموم من الجسم يسترد وعيه ويُفكر بشكل سليم ويتقبل العلاج بشكل أفضل. في النهاية يجب أن تستمر في تقديم الدعم والمساندة والصبر في انتظار النتائج.

هل يوجد حالات تم شفاءها من الادمان بالقوة؟

رغم ضعف فاعلية نجاح علاج المدمن بالقوة إلا أنه مازال هناك أمل فبعض الحالات عند بدءهم العلاج النفسي تستعيد قدرتها على المُقاومة وتقبل العلاج، وآخرين ممن وقعوا تحت السيطرة التامة للإدمان مُجرد انتهاء فترة سحب السموم من أجسادهم يستطيعون التفكير بوضوح أكثر ويتقبلون العلاج. كما أنه كلما كان التدخل أسرع قبل سيطرة الإدمان التامة على المدمن كلما أتى الأمر بثماره. وسنذكر هنا بعض الأمثلة لحالات تم شفاءها من الادمان بالقوة:

الحالة الأولى (س.م)

فتاة تبلغ من العمر ثلاثون عامًا، كانت حامل وضعت طفلها منذ شهر ولكنها أدمنت المُسكنات التي وصفتها لها الطبيبة ورغم مُحاولات زوجها ووالدتها المستميتة لمُساعدتها على التوقف أو مُحاولة اقناعها بالخضوع للعلاج كانت تقابلهم بالرفض الشديد.
فهي ترفض الإعتراف بوجود مشكلة فها هي ترعى طفلها وتقوم بواجباتها على أكمل وجه فما الداعي للعلاج مما اضطر والدتها على إجبارها على العلاج، تحكي الفتاة لنا بنفسها وتقول أنها قضت أول شهر في العلاج في مُقاومة للأطباء ورفض للعلاج وبعد ذلك وعندما تخلصت من سيطرة المخدر استطاعت التفكير السليم واستكملت العلاج بنفسها وتقول مر عام ونصف على التعافي ومازلت أتابع مع المصحة ولم أفكر يوماً بالعودة.

الحالة الثانية (أ.س)

هذا شاب يحكي قصة رفيقة الرجل الثلاثيني الذي طلق زوجته وطردته من المنزل فالشقة من حق الزوجة، وانهارت حياته الأسرية. يقول الشاب كنت أبحث عنه منذ أيام عديدة ولا أجده حتى دلني عليه أحد الأصدقاء أنه رأه يشتري خمراً من محل مشهور وأخبره أنه يسكن في عمارة بالية وأعطاه العنوان. ذهبت من فوري إليه لأجده كما لم أره من قبل أشعثاً، سَكِراناً لدرجة كبيرة، ويحتاج إلى الاستحمام. حاولت مُساعدته لتذكري فإذا به يحتضنني ويبكي كما لم يفعل من قبل كما لو أنه كان ينتظر قدومي ليفرغ ما يكتم على صدره. تركته يحكي ويبكي وأنا أُظهر تعاطفي معه حتى هدأ تماماً. وحاولت أن أُظهر له ضرر ما يفعل وأنه كاد يقتل نفسه، ولكنه أظهر لامبالاة شديدة وأنه لم يعد يهتم بشيء. فاضطررت إلى تهديده إما يذهب معي لتلقي العلاج أو أخبر الشرطة عنه وقد اقتنع بصعوبة شديدة وذهب معي رغم عدم اقتناعه. عندما بدء العلاج استطعت اقناع زوجته بزيارته وابنه لتشجيعه وإعطاءه سبب للتعافي وقد كان.

الحالة الثالثة (ح. م)

هذا أب فوجئ بابنه المراهق يتدهور مُستواه العلمي والدراسي، وكذلك لم يعد يهتم بالتدريب بعد أن أصبح لاعب كرة قدم مُحترف. فبحث خلفه حتى ثبت أنه يدمن المخدرات وبعد أن قام بكل المُحاولات لإقناعه وفشل اضطر في النهاية لاجباره على العلاج. في البداية رفض الولد العلاج بكل الطرق وقاوم الأطباء حتى إنه رفض رؤية والده وكأنه عدو. ولكن بعد أن زارته جدته وأمه بعد انتهاء فترة سحب السموم من الجسم وقامتا بابتزازه عاطفياً وأشعرتاه أنه لاحياة لهما بدونه والمخدر لا محالة قاتل. بدأ الابن يتقبل العلاج وأصبح مُتحمساً لاكمال العلاج والعودة للمنزل.

ملخص المقال

علاج المدمن بالقوة لا يُعد الحل الأفضل. فوجود الحافز الداخلي، العزيمة، والإرادة يُساعد في إنجاح رحلة التعافي الطويلة. إلا أنه في بعض الحالات يستنفذ الأهل كل الطرق ولا يبقى أمامهم سوى هذا الطريق. وفي هذه الحالة يجب إشعار المدمن بالتعاطف ومُحاولة إقناعه وحل أسباب رفضه في كل مرحلة من مراحل العلاج.

للكاتبة: د. سمر غنيم.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على  البحث والاطلاع المستمر  مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق  يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول علاج المدمن بالقوة

بعض الدول يسمح قانونها بذلك وبعضها لا. كما أنه لو المدمن أقل من سن الرشد لا تطلب المصحات موافقته.

لا يُعد الخيار الأمثل، فقد يؤدي إلى عناد المدمن ومُقاومته للعلاج كذلك يخلق بعض المشاكل الأسرية. كما أنه قليلاً ما ينجح.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة