أشهر طرق تعاطي الهيروين ولماذا يستخدم مع الليمون؟

أشهر طرق تعاطي الهيروين

يعرف القاصي والداني أن طريقة تعاطي الهيروين هي الشم عبر الأنف أو الحقن في الوريد، ولكن الهيروين يأتي بأشكال متعددة منها المسحوق الأبيض النقي أو بودرة بنية بسبب إضافة بعض المواد السامة أثناء التحضير، أو مادة شبيه بالقطران الأسود لزجة أو صلبة، وعلى هذا الأساس تتعدد طرق تعاطي الهيروين ما بين تدخين مباشر، استنشاق أبخرته، الشم أو الحقن في عدة مناطق في الجسم ، وتتغير الأدوات المستخدمة حسب كل طريقة.

تعاطي الهيروين بالشد المباشر

تعد طريقة شد البودرة الخاصة بالهيروين من أقدم وأول طرق التعاطي وأكثرها انتشارا أيضا لأنها لا تحتاج إلى أدوات خاصة، كما أن المدمن يظن أنها أقل خطرا.

يحتاج شد البودرة إلى الحصول على الهيروين مسحوقا، وموس أو أداة مستوية من أجل تهيئة المسحوق على هيئة خطوط رفيعة ثم شد السطر بواسطة أنبوب أو ورقة ملفوفة.
شد بودرة الهيروين بالشم المباشر تجعل النشوة تتأخر قليلا تبعا لطول مسار المخدر للوصول إلى المخ، مع الشم ينتشي المتعاطي بعد حوالي 5 دقائق، ولكنه يواجه مخاطر وأضرار إن لم تكن وقتية ستظهر لاحقا وفي مدة وجيزة.

مخاطر الاستمرار في شم الهيروين تتركز أولا في التهاب الجيوب الأنفية وفقدان حاسة الشم بالإضافة للتأثير على تجويف الأنف وإحداث ثقوب بها، التأثير على الرؤية والحبل الشوكي، بجانب أضرار الهيروين الخطيرة التي تتضاعف مع التوغل في الإدمان.

حرقه وتدخينه

بعدما تغيرت أشكال الهيروين المطروح أصبح التدخين أكثر انتشارا خاصة أنه يعطي قوة وسرعة لمفعول المخدر، وأغلب الدائبين على شد البودرة يتجهون للتدخين بعدما أصبحت طريقتهم القديمة لا تشبع رغباتهم الإدمانية الشرهه.

من أجل التدخين يتم استخدام الهيروين الأسود الأقل نقاءا ويحتاج إلى أدوات خاصة، أشهرها لمبة الهيروين، حيث يتم وضع قطعة الهيروين في الجزء الأسفل، ثم تسخينها بواسطة قداحة، يتصاعد دخان الهيروين عبر الزجاج، ليدخنه المتعاطي عن طريق الفم من الفتحة الأمامية، ويدخل المدمن في نشوة الهيروين من خلال التدخين بعد ثوان معدودة، ويشعر بقوة الاندفاع، ولكن النشوة هنا أقصر من مدة الشم.

تشمل أضرار تدخين الهيروين مخاطر جمة رغم أنه يحقق نشوة سريعة، إذ يصاب المدمن بهياج الصدر، الصداع الشديد، الغثيان المستمر، السعال المؤلم، نقص الأكسجين الواصل للدماغ، التهاب الجلد، بجانب سهولة الإصابة بالربو ونزيف الرئة وتلفها، ارتفاع نسبة تعاطي جرعة زائدة.

اقرأ أيضاً عن:تعرف على أضرار الهيروين على الجسم والمخ خاصةً عند شمه

استنشاق الأبخرة

طريقة أخرى لتعاطي الهيروين، وهي تدخين البودرة، ويتجه إليها المتعاطي عندما يتعذر عليه الحصول على قطران الهيروين، وغالبا ما يستخدم فيها الهيروين البني.
يحصل المدمن على تأثيرات تدخين البودرة في غصون 10 إلى 20 ثانية، ويستخدم لتدخينه ورقة ألمونيوم أو قصدير وقليل من القش، إذ توضع كمية البودرة مع قليل من القش في ورقة الألومنيوم ثم لفها وتسخينها، ويستنشق المدمن الأبخرة المتصاعدة مباشرة عن طريق الأنف، أو من خلال أنبوب رفيع حتى لا تضيع أي كمية من الدخان المتصاعد.

لا تختلف خطورة استنشاق أبخرة الهيروين عن تدخينه، ولكن الاستنشاق يجمع بين أضرار الشم والتدخين في آن، إذ تصاب الأنف بشدة، ويتأثر الجهاز التنفسي بشكل سريع مما يسبب ضيق التنفس.

حقن محلول الهيروين

أخطر طريقة لتعاطي الهيروين هي الحقن وعاجلا أم آجلا يتجه إليها المدمن من أجل الحصول على أقوى تأثير للهيروين، إذ يختلط المخدر بالدم مباشرة ويصل إلى المخ بسرعة، ولا يستغرق الحقن سوى 5 إلى 10 ثوان لدخول المتعاطي في نشوة مندفعة من مفعول الهيروين.

يعتقد الكثير أنه يتم الحقن في الوريد فقط، ولكن مدمن الهيروين قد يحقنه تحت أظافره أو في قدمه، كما يحقن بعض المدمنين الهيروين تحت اللسان نظرا لانتشار الأوعية الدموية في تلك المناطق، ويفعل المدمنون ذلك لإخفاء أثار التعاطي التي تظهر عند الحقن في الوريد.
لكن مع تطور الإدمان لن يبالي المدمن وسيعمد حقن الهيروين في الوريد أو في العضل حتى يحصل على نشوة عميقة وقوية.

يستخدم المدمن لحقن الهيروين ملعقة وإضافة الماء والجرعة عليها، ثم يقوم بالتسخين من أجل الحصول على درجة تذويب أعلى، يتم تخليص المادة المذابة من أي شوائب بواسطة قطنة، يسحب المحلول بواسطة إبرة، ويتم حقنها في المكان المراد.

ما وراء طريقة تعاطي الهيروين بالحقن أضرار بالغة أولها التشنج العضلي، صعوبة التنفس، بثور وخراريج وجروح غير ملتئمة ومتعفنة، انسداد الأوردة، تجلط الدم، زيادة احتمالية الإصابة بالأوبئة والأمراض الفيروسية كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي.

مهما اختلفت طرق تعاطي الهيروين فالنتيجة هي دمار الدماغ وتلفه، إفشال الجهاز العصبي والتنفسي، اضطراب المؤشرات الحيوية، تلوث الدم، إذ لا يوجد طريقة آمنة، وكل ما في الأمر أن في التعاطي المبكر يتجه المدمن للنشوة الهادئة ثم سرعان ما يحتاج للطريقة الأعلى تأثيرا، وغالبا إذ لم يعالج المدمن ينتهي الأمر بسكتة قلبية أو دماغية.

لماذا يستخدم الليمون مع الهيروين وغيره من المواد الحمضية؟

الهيروين النقي يحتاج إلى الماء وقليل من التسخين من أجل إتمام ذوبانه دون وجود شوائب.
بينما الهيروين البني أو القطران الأسود يحتاج إلى معالجة نظرا لكثرة الشوائب الصلبة فيه، لذلك يستخدم أغلب المدمنين قطرات قليلة من الليمون مع الهيروين الغير النقي للحصول على ذوبان مثالي دون الاضطرار لإهدار جرعة الهيروين بأجزاء غير مذابة.
كما أن تلك الطريقة لا يضطر فيها المدمن إلى تسخين الهيروين لفترة طويلة. اشتهرت تلك الطريقة في أسبانيا واستراليا أولا وتسمى “طبخ الهيروين”.

وبصفة عامة أشيع في البيئة الإدمانية استخدام أنواع مختلفة من المواد الحمضية مع الهيروين للحصول على تأثير أقوى كحمض الاستروبيك، وفيتامين ج، وبالطبع مصادر حمض الستريك المختلفة أشهرها الليمون والخل.

قد يسبب تذويب الهيروين بإضافة الليمون مخاطر جمة عند البعض مثل التهابات المرئ، عدوى الخمائر، بجانب مشاكل العين والرؤية، خاصة في حالة الحساسية تجاه الحوامض.

حالات خلط الهيروين بمواد مخدرة آخرها أفيل

مع الانتقال بين طرق تعاطي الهيروين والتوغل في الإدمان، يحتاج المدمن إلى تأثير أعلى بعد أن يتسامح الجسم مع مفعول الجرعات المتوالية، ويبحث المدمن عن أي وسيلة تحقق له ذلك، لذلك قد يجمع بين أكثر من مخدر.

وعادة يشتهر متعاطي المواد الأفيونية بالإدمان المتعدد، قد نجد هناك خلط للهيروين مع الكوكايين، والكحول، الماريجوانا الاصطناعية، حبوب المخدرات كالكبتاجون والامفيتامينات الأخرى، ذلك الخليط يؤدي إلى زيادة تركيز المخدرات بشكل فائق مما ينتج عنه فشل الجهاز التنفسي ما بين لحظة وأخرى وزيادة سرعة النبضات القلبية والاختناق حتى الموت.

ومؤخرا تم استخدام عقار أفيل مع الهيروين وهو دواء مضاد للحساسية غير مدرج في جدول المخدرات، لذا شاع استخدامه لزيادة قوة الهيروين خاصة انه يباع على الصورة السائلة وبالتالي يسهل إضافته إلى المخدر، يعمل خليط أفيل ومادته الفعالة الفينيرامين كمضاد للهيستامين ومع خلط الهيروين به قد ينتج عنهما آثار جرعة زائدة تهدد حياة المتعاطي.

ومن أخطر المواد الذي يتجه إليها مدمن الهيروين بعد غياب نشوته بمعظم طرق التعاطي هو الفنتانيل، وهو أقوى مخدر أفيوني موجود، إذ تفوق خطورته الهيروين ب 50 مرة.

اقرأ أيضاً عن:مخاطر خلط الهيروين والميث الجسدية والنفسية وكيفية العلاج

ملخص المقال

انتقال مدمن الهيروين بين طرق التعاطي من الشم إلى التدخين ثم الحقن يعني تطور إدمانه إلى أقصى حالة، إذ يعمد في الأخير إلى خلط الهيروين بالمواد المخدرة الأخرى، وهذا يعني أنه مهدد بالموت المفاجئ في أي لحظة.
التخلص من دوامات تعاطي الهيروين ممكنة بالعلاج الطبي نفسيا وسلوكيا بعد إزالة سموم الهيروين المتراكمة في الجسم بنجاح دون ألم في مستشفى دار الهضبة، إذ يمكن استعادة المدمن وطبيعته العقلية في 3 إلى 6 أشهر، ثم العمل على التعافي. نسب الشفاء مرتفعة في بيئة أمانة وطرق رعاية عليا.