شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

تجربتي مع برافاماكس تتضمن المعاناة والإدمان والانتحار


14 2023-01-02 22:18:21 2024-03-24 02:34:04 19 17 16 تجربتي مع برافاماكس بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
لمياء تحكي تقول تجربتي مع برافاماكس كانت صعبة
30827 1921
المقدمة

تجربتي مع برافاماكس تتلخص برحلة تشبه الإدمان، أنا لمياء، كدت أبلغ مراحل معقدة من التخبط والاكتئاب ومحاولات عديدة للانتحار، قبل أن أستعيد قدرتي مجددا على المقاومة بعد الوعي بمدى خطورة الوضع.

قد يبدو وكأنني أبالغ حين أتحدث عن إدمان برافاماكس، لكن هذا ما كان عليه الأمر فعلا، حيث تطور تناولي لهذا الدواء ليصبح تعاطيا عشوائيا، ولذلك فضلت أن أكتب تجربتي مع هذا العقار بالتفصيل حتى يتسنى للآخرين الاستفادة منها، وعدم الوقوع في نفس الفخ الذي وقعت فيه.

فكيف كانت بداياتي مع دواء برافاماكس؟ وكيف انتهى بي الأمر إلى الإدمان؟

كيف كانت بداية تجربتي مع برافاماكس ؟

إنه آمن ! هذا ما أخبرني به الأصدقاء حين اقترحوا علي تناول دواء برافاماكس، كنت أمر بتجربة سيئة بعد فقداني طفلاي إثر عملية إجهاض مؤلمة، لكن كان لابد من البقاء في حالة تركيز ويقظة؛ عملي في التمريض يتطلب ذلك، ولأني كنت أعاني من مشاكل في النوم وجدتني أتخبط في تعب مستمر، لذا لجأت للبحث عن أدوية تساعدني على استعادة نشاطي وزيادة تركيزي.

لم أتوقع أن الأمر قد يتطور لأكثر من ذلك، خاصة بعد أن علمت أن تناول برافاماكس متداول بكثرة بالفعل بين الطلبة والشباب وأن نتائجه فعالة بل وإيجابية حسب ما قيل لي.

ما هو وفيما يستخدم؟

من برافاماكس وفيما يستخدم؟

برافاماكس هو الاسم التجاري الشائع لدواء ” مودافينيل “، ويوصف غالبا لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النعاس على غرار :

  • التغفيق أو ما يعرف باضطرابات النوم القهري.
  • اضطرابات النوم بسبب حدوث انسداد النفس وحالات الاختناق.
  • يوصف أيضا لأولئك الذين يعانون من اضطرابات النعاس بسبب مواقيت العمل الليلية أو ما شابه.

حيث أن تناول دواء برافاماكس يساعد الحالات السابقة على البقاء مستيقظين وفي حالة ذهنية نشطة ويساعدهم على زيادة التركيز والتخلص من الشعور الدائم بالنعاس، وكثيرا ما يصف الطبيب المختص هذا الدواء لفعاليته في علاج مثل هذه الحالات.

هذا الأمر الذي دفع بصديقاتي لتوجيهي لتناوله، ولأن الأمر لم يبدو وكأنه قد يشكل خطورة ما، لم أطلع على الكثير من المعلومات حول دواء برافاماكس وما قد يتسبب فيه من آثار.
بدأت بجرعة واحدة يوميا من الدواء ذو تركيز 200 ميليجرام، وهو التركيز الوحيد المتوفر في السوق المصرية ودول الخليج.

استعمالات أخرى لبرافاماكس:

رغم أن برافاماكس يوصف لأجل علاج اضطرابات النعاس، تجب الإشارة إلى أنه وفي بعض الأحيان يتم استخدامه لأجل أعراض مرضية أخرى

  • فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) : برغم أن دواء برافاماكس لا يعد الخيار الأمثل لعلاج مرضى فرط النشاط ونقص الانتباه إلا أن بعض الأطباء قد يلجؤون إليه لتعزيز العلاج، بعد أن أثبتت بعض الدراسات أن برافاماكس يفيد في زيادة التركيز وتهدئة مرضى ADHD.
  • حالات القلق: برغم أنه لا يوصف لأجل علاج الاضطرابات النفسية غالبا، إلا أن بعض الحالات أبانت على استجابة إيجابية عند تناولها لدواء برافاماكس من أجل تفادي اضطرابات القلق لكن تبقى استشارة طبيب مختص ضرورية.
  • علاج بعض آثار الاكتئاب: يعزز مفعول برافاماكس على علاج بعض أعراض الاكتئاب ويساعد على استرخاء الذهن وتقليل الضغط.
  • مرض التصلب المتعدد.

ما الذي شعرت به حين تناولت أول حبة؟

كانت البداية حين تناولت حبة برافاماكس، لم انتظر طويلا حتى شعرت بطاقة مضاعفة، وقدرة هائلة على العمل، كان الأمر يشبه حماسة الأقدام على أمر تحبه، وجدتني قادرة على التركيز الكامل.

كان الشعور يبعث على البهجة، لم استطعت العمل بهذا الشكل دون الشعور المستمر بالإجهاد أو الإنهاك منذ وقتًا طويلًا، أذكر أني عملت بشكل حماسي لأزيد من ست ساعات دون أن تغلبني الرغبة في النوم، عند نهاية الدوام استمر الأمر لبضع ساعات إضافية، لقد عدت إلى المنزل دون أن تحيط بي حالة الإعياء تلك التي لازمتني لفترة طويلة.

لقد اعتبرت الأمر كنتيجة سريعة إيجابية، واقتنعت أن تناول الدواء سيعد حتما خيارا مثاليا يخلصني من مشاكل النوم والإرهاق، لكن ثمة أمر آخر دفعني للمزيد من حبوب برافاماكس! لكن قبل ذلك دعوني أخبركم عن بعض الآثار الغير محببة والتي ظهرت بعد أيام قليلة من الاستمرار في تناول الدواء.

بداية المعاناة من آثاره الجانبية

بداية المعاناة من آثار برافاماكس الجانبية

رغم أن الجرعة الأولى من برافاماكس كانت مبشرة وجعلتني أشعر فعلا بالنشاط والتركيز ليوم كامل، إلا أنه لازمتني بعض الآثار علمت فيما بعد أنها من بين الآثار الشائعة لدواء برافاماكس، حيث أذكر أني شعرت حينها ب :

  • الغثيان: غالبا ما كان يرافق تناولي لحبوب برافاماكس الشعور بالغثيان والرغبة في القيء، لكن يعد هذا العرض مؤقتا، إذ نادرا ما يلازم المريض طيلة رحلته العلاجية.
  • الصداع: إلى جانب الغثيان يتسبب تناول الدواء في الشعور بالصداع، يعد هذا الشعور مزعجا، لأنه يتعارض مع الرغبة في التركيز واليقظة التي غالبا ما يرجوها المرضى من برافاماكس.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: تناول حبوب برافاماكس قد يتسبب أيضا في مشاكل في المعدة أو الأمعاء، حيث لازمني الإسهال لفترة بعد تناولي الدواء.
  • سيلان الأنف: بعد تجربتي لبرافاماكس كنت وكأني أعاني من انفلونزا مزمنة، الأمر يشبه التعرض لحساسية موسمية، نعم كانت بعض آثاره مزعجة لكنها لا تستمر طويلا بل تزول مع مرور الأيام.

إلى جانب ذلك وخلال تجربتي مع برافاماكس أصبحت أعاني أيضا من اضطرابات النوم، حيث بت أبقى مستيقظة لوقت أطول دون المقدرة على النوم، ودون شعور آخر سوى أني كنت أشعر بعيناي تحدقان في الفراغ، إنه شعور مروع، أن تنتبه دون أن تعي لم عليك ذلك.

مما علمته بعد ذلك، لبرافاماكس آثار جانبية أخرى أشد خطورة، لابد عليك معرفتها قبل تناوله، حيث قد يتسبب في مضاعفات تتمثل في:

  • مشاكل القلب وضغط الدم
  • حساسية وطفح جلدي
  • مشاكل على الصحة الذهنية والنفسية.

لذا تحذر منظمات الصحة من تناول الحبوب دون وصفة طبية وبشكل عشوائي، حيث أن الأمر قد يبلغ مستوى عالي من الخطورة ويتسبب في حالة من العجز الجسدي ومشاكل معقدة للصحة العقلية والذهنية كما قد تبلغ خطورته في التسبب في الإدمان وحالات ذهانية تصعب السيطرة عليها.

تطورات تجربتي ودوامة الإدمان ومحاولة الانتحار

رغم ظهور بعض الآثار الجانبية غير المحببة إثر تناولي لدواء برافاماكس، إلا أن الشعور بالنشوة والهدوء جعلاني أفكر في استخدامه مجددا ولعل هذا كان بداية طريقي لإدمانه، حيث لم أعد اكتفي فقط بالرغبة في البقاء مستيقظة ونشطة، لكني أصبحت أعتقد أني وجدت في برافاماكس غاية أخرى، إنه يشعرني بالهدوء، لقد ساعدني على نسيان مشكلتي وحالة الحزن، لكن لم أكن أعلم أنني أنقاد إلى الإدمان وأني أوشك على دخول عالم مغاير أفقد فيه قدرتي على ممارسة حياة طبيعية.

بدأ الأمر حين قررت مضاعفة الجرعات، لأجل الشعور بمزيد من الارتياح والابتعاد عن القلق، هذا ما كان يخيل إلي، لكن وفي الواقع، لقد كنت في كل مرة أدخل دوامة جديدة من الاكتئاب وأصبح مفعول برافاماكس لا يعطي أية نتائج مع مرور الوقت، الأمر الذي دفعني لتناول المزيد من الحبوب على مدار اليوم في حين كان من المفروض علي عدم تجاوز جرعة حبة واحدة فقط يوميا.

حتى الشعور بالنشاط والتركيز لم يعد كما السابق، إذ توقف الأمر على شعور باليقظة، دون القدرة على العمل أو التركيز، لقد لاحظ الجميع حالة التوتر التي أصبحت تلازمني، تضاعف إحساسي بالتعب، لأني ما عدت قادرة على النوم بشكل جيد، كنت أعاني من الخدر وكأن عقلي شل تماما، كما أصبحت نوبات الاكتئاب تزداد، ومع مرور الوقت أصبح الوضع أعقد مما توقعت، لم أعد قادرة على الاستغناء عن الدواء، لاحظ الجميع دخولي في حالة الإدمان، كثرت الملاحظات من حولي، بالفعل تغيرت طباعي، أصبحت انطوائية ودائمة الشعور بالحزن والغضب.

تسبب هذا في حدوث المزيد من المشاكل مع زوجي، الأمر الذي دفعني للدخول في نوبات من الحزن والاكتئاب والرغبة المتكررة في الانتحار، لقد حاولت بالفعل التخلص من حياتي، وكان ذلك ناقوس الخطر الذي نبهني لمدى خطورة الوضع الذي بلغته، كل شيء من حولي كان ينهار، عملي، علاقاتي الاجتماعية، زواجي، صحتي أيضا كانت تتداعى على نحو يصعب تفسيره، الأمر الذي جعلني أقرر إما التغيير وإما الاستسلام لحالة التخبط والشعور الدائم بالفشل !.

بعد تكرار محاولات الانتحار، وبعد أن أصبح مفعول برافاماكس لا يفعل شيئا سوى المزيد من المشاكل الجسدية والنفسية، قررت اللجوء إلى استشارة مختصين لتقييم حالتي، لأفاجأ بحقيقة كوني مدمنة، وأن الأمر تعدى كونه مجرد حالة نفسية عابرة، وأن تناولي لدواء برافاماكس أخذ منعرجا مغايرا غير الذي وصف لأجله، بل أمسى تعاطيا مرضيا يحتاج لرحلة من العلاج والمتابعة الحذرة لأجل الرجوع للحياة الطبيعية.

كيف تخلصت من إدمانه

كيف إدمنت برافاماكس

لم تكن تجربتي مع برافاماكس هينة، بل احتجت وقتا طويلا لأدرك أني أعاني من حالة من الإدمان، ولعل صدمة تلقي للأمر جعلني أوقن مدى حاجتي لفريق مختص ومتابعة طبية صارمة.

لأجل علاج حالة الإدمان، اقترح علي مختصين مصحة دار الهضبة للعلاج النفسي، وبرغم تخوفي الأولي من فكرة العلاج، إلا أن الأمر خالف توقعاتي تماما، وكانت رحلة العلاج مثالية، استطعت عبرها استعادة نفسي وحياتي الطبيعية.

في البداية، تم تقييم حالتي من قبل أطباء متخصصين في الصحة العقلية والنفسية، استطاعوا عبر طرح مجموعة من الأسئلة لمعرفة مدى تعقد الوضع، وخلفيات الإدمان، وما الذي أحتاجه لأجل العلاج، وهذا لوضع خطة علاج متماسكة وصارمة ومتوازنة مدروسة بعناية من قبل أطباء متخصصين وقد شملت خطة العلاج من إدمان برافاماكس مراحل مختلفة كما يلي:

  • إزالة السموم وإدارة أعراض الانسحاب.
  • مرحلة العلاج النفسي والتأهيل.
  • الرعاية الخارحية.

في مرحلة إزالة سموم برافاماكس تم منحي مجموعة من الأدوية بجانب البرنامج الغذائي، مما جعلني لا أشعر بأي اضطراب أثناء الأعراض الانسحابية، بفضل المراقبة الطبية المستمرة التي حظيت بها، أما في مرحلة العلاج النفسي والتأهيل فكانت بمثابة التعرف على نفسي من جديد، وتغيير أنماط تفكيري وتعلم كيفية احتواء مشاعري، واستعادة استقراري النفسي، وفرت لي مستشفى دار الهضبة برنامجا للتعافي، مخطط فيه يومياتي ومجموعة من المهام فيها للمحافظة على التعافي ومنع الانتكاسة.

أخيرا تجربتي مع برافامكس انتهت، بفضل الدعم الذي حظيت به من أسرتي، ومجموعات الدعم في المركز التي لن أتردد لحظة في الذهاب إليها، ولم لا، فكل جلسة كنت أحضرها كانت تزيد من خبرتي وترفع عزيمتي، و تملأني بالطاقة والإيجابية.

ملخص المقال

تجربتي مع برافاماكس كادت تدفعني للانتحار، فتلك الحبة إذا تم إساءة استخدامها تمسك بتلابيبك وتسيطر عليك وتصبح هي محور حياتك، بالرغم من كم الأضرار والاضطراب الذي تعاني منه، لكنك تجد نفسك قهريا تستخدمها دون تمهل، فلا تقع في تلك الخية، يمكنك التخلص منها وإنقاذ نفسك من الاضطراب العقلي وإنقاذ حياتك من الدمار.

للكاتبة: أ. إلهام عيسى.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول تجربتي مع برافاماكس

الإدمان على برافاماكس يعد مرض عقلي، لأن المدمن يجد هويته واستقراره المزاجي في جرعته، لذا يجب التحلي بالهدوء والصبر والاتزان، وعدم لومه أو معاتبته، ولكن الإقناع يتم بالمناقشة الهادئة المتوازنة حول أضرار الإدمان، وإبداء القلق على المدمن، والتأكيد على مساعدته والوقوف بجانبه إذا ما قرر العلاج من الإدمان، وقد تكون الاستشارة المهنية مهمة من أجل إتمام خطوات الإقناع على ما وصل إليه المدمن من اضطراب.

تعاطي برافاماكس يؤدي إلى تطور الاضطراب العقلي، و يصيب متعاطيه بالاكتئاب وقد تسيطر عليه الأفكار الانتحارية، ويمكن علاج اكتئاب برافاماكس من خلال الجلسات النفسية في برامج علاج الإدمان في ظرف 12 إلى 16 جلسة، فقط تواصل مع المتخصصين عبر 00201154333341 حتى تفهم خيارات العلاج المتاحة.

تخلق إساءة استخدام برافاماكس بعض المشكلات المعرفية منها التأثير على الذاكرة، ولكن يعيد المخ بناء نفسه وتتحسن القدرات العقلية بعد التوقف عن التعاطي وعلاج الإدمان. وطبيا أكد بعض المختصين أن برافاماكس أظهر انعكاس إيجابي على ذاكرة بعض المرضى الذين يستخدمونه تحت الإشراف الطبي، وبشكل أكثر تحديدا مع المرضى الذين يعانون من النعاس المفرط ويتناولون الدواء بجرعاته المحددة من المختص.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة