هناك العديد من الاسباب التي تؤدي الي الادمان ويعتبر الخزي هذا هو الجذر الأساسي للادمان ، فنحن نشعر بعار عميق عندما نرى كيف يفرط أولياء الأمور في أمانتهم المودعة لديهم أو يسلك من يفترض بهم أن يكونوا مصدر رعاية للنشئ سلوكاً مخالفاً .
” إن الخزي في حد ذاته أحد المداخل الشائعة للتعرف علي الذات ، فهو مرتبط بالشعور بالذل والإنهزام والتهميش
وليس أكثر قسوة على الإنسان أو على ذاته من هذه المشاعر الأليمة وليس أخطر منهما على شعور الإنسان
وإحساسه بضياع الهوية و ضياع الشخصية،
فالشعور بالخزي والعار يسببان عذاباً داخلياً ويصيبان النفس بالأسقام فهي إذاً مشاعر تبلغ ذروة الألم” (جيرشام كوفمان: قوة الرعاية).
الخزي يمثل جوهر السلوكيات الشائعة في أوساط المدمنين ،
فهم يحملون الخزي طوال الوقت ولعل هذا الشعور له أثر إيجابي في علاجهم بطريقة غير مباشرة .
إن علاج الإدمان يستلزم إستئصال الشعور بالخزي من داخل نفوس المدمنين ، ويبدأ ذلك بالحديث معهم وإرشادهم والأخذ بأيديهم نحو النور والشفاء وحب الله، فالشعور بالذل والخزي ليس حول ما قد فعلت فحسب، بل يكون كثيراً أيضاً حول شئ أخر وهو أن المدمنيين يشعرون بأنهم غير محبوبين من الأشخاص البارزين في حياتهم ،وعادةً ما تغرس بذور الإحساس بالذل والمهانة في فترة الطفولة عندما يفرط أولياء الأمور في مسئولياتهم ، وعندما يسيئون إلى أطفالهم إساءة تضع علامات لا يمحوها الزمن وتهيؤهم بشكل غير مباشر ليخوضوا المزيد من التجارب على طريق الذل والمهانة، ولن نستطيع علاج الادمان حتى ننجح في علاج الشعور بالذل و الخزي والمهانة .
فهيا بنا نتعرف علي الاسباب الاساسية للادمان:
الشعور بالذنب
ينشئ شعور عميق بالذنب لدى الأطفال الذين يتعرضون للإعتداء على يد أشخاص يحبونهم،فيشعر الأطفال في الغالب أنهم مسئولون عن تعرضهم للإعتداء فربما يتنامى هذا الشعور عندهم، حتى يظنوا أنهم سبب في تعرضهم للإعتداء فيشعر الطفل دائماً بالذنب قائلاً : ” أنا السبب في تعرضي للإعتداء فلو كنت تصرفت بطريقة مختلفة لما تعرضت للإعتداء” هذه هي الظاهرة الشائعة عند تعرض الأطفال للإعتداء الجنسي.
الخوف
هذا شعور ينشأ بسبب إفتقاد الطفل للإحساس بالأمان والحماية من طرف من كان يتوقع أنهم أهل لحمايته، يتسبب الاعتداء والجرح الذي يقع على الطفل في إستمرار شعوره بالخوف، ربما يكون هذا الجرح بطريقة أو بأخرى جرحاً جسدياً أو عاطفياً أو روحياً، فيظل الشعور بالخوف ينمو وينمو ويظل الطفل في دائرة مفرغة من الخوف والشعور بأنه موضع انتقاد وبأنه منبوذ وأن جميع من حوله يرفضونه.
الغضب
يشعر الطفل أو الطفلة بالغضب إذا تعرض للإعتداء بإستمرار، إلا أن ثقافتنا ترى أنه من غير ملائم أن يعبر الطفل عن غضبه علانية وعلى ذلك يتعلم الأطفال إستراتيجيات خاصة ومختلفة في فنون الإخفاء وكتم أسرارهم في أنفسهم وعدم الغضب أو على الأقل عدم إظهار الغضب وهذا أيضاً ربما يسبب مشاكل بدنية ونفسية خطيرة.
الحزن
من الجذور العميقة والمشاعر المؤلمة التي يشعر بها الطفل عندما يفقد الثقة في أشخاص، كان يعتقد أن بإمكانه الوثوق بهم وكان يعتقد أن بإمكانهم حمايته. إلا أنه يجد بالتجربة العملية أنهم كانوا يعتدون عليه، ومن الشائع أيضاً أن يشعر الطفل بالحزن عندما يفقد شخصاً عزيزاً عليه، كما يحدث عند وفاة أحد الوالدين ويرتبط ذلك بجذور أخرى مثل الغضب والشعور بالذنب والشعور بالخزي.
الشعور بالوحدة
هذا السبب ينشأ عندما لا يشعر الطفل بالإنتماء إلى الأسرة التي ولد فيها أو التي نشأ فيها، فتتكون لديه صعوبة في التأقلم وتكوين صداقات أو حتى علاقات وثيقة مبنية على الثقة.
العوامل الوراثية
تنتقل العوامل الوراثية من جيل إلى جيل مثل الأسر التي لها تاريخ في تعاطي الكحوليات أو إلى حد أقل للأسرالتي لها تاريخ في تعاطي المخدرات وأنواع الإدمان الأخرى.
محدادات إضطرابات الشخصية
هناك أنماط لعدم إستقرار العلاقات بين الأشخاص وفكرة المرء حول ذاته وتأثيرات وأنماط الإندفاع والتهور التي تبدأ منذ المرحلة المبكرة للبلوغ في عدد متنوع من السياقات ، وهذا النمط تنتظم من خلاله المؤشرات الخمسة التالية( منفصلة أو مجتمعة) مثلا :
- أن يسلك المراهق سلوكاً شديد الأهتياج محاولاً تجنب العزلة الحقيقية أو العزلة التي يتخيلها.
- نمط ينعكس في صورة علاقات شخصية عنيفة وغير مستقرة تتسم بالتأرجح بين المثالية تارة والشعور بالدونية تارة أخري
- التعرف على أسباب الأضطراب ودراسة فكرة المرء عن ذاته.
- الإندفاع والتهور في مجالين على الأقل من المجالات المدمرة للذات على سبيل المثال الإسراف في إنفاق المال و ممارسة الجنس وسوء إستخدام المواد والقيادة المتهورة والإسراف في تناول الطعام.
- السلوك الإنتحاري المنتشر بين أوساط الشباب وإستخدام الإيماءات و التعبيرات الخارجة والمبتذلة أو التهديدات أو السلوك المتمرد. -عدم الأستقرار النفسي والتقلب المزاجي الأنفعالي ” الشعور بالقلق وحدة الطبع لساعات قليلة أو أحياناً تمتد إلى أيام قليلة.
- الشعور المزمن بالفراغ الداخلي. -الغضب الحاد في مواقف لا تستدعي الغضب وصعوبة التحكم والسيطرة على النفس ” المزاج المتقلب والغضب السريع والتشنجات البدنية”. -جنون العظمة والأعراض الإنفصامية.
التربية الصالحة والبيئة المهيئة للأدمان
كلنا تعرضنا للإعتداء بصورة أو بأخرى وبعضنا تعرض للإعتداء أكثر من الأخرين والبيئة المهيئة للإعتداء تؤدي إلى العديد من الأحاسيس والتجارب السلبية التي تعتبر الجذور الأساسية للإدمان.
لذلك يتطلب العلاج إبعاد الشخص عن المواقف التي تعرض فيها للإعتداء ونقله إلى مجتمع يقدم له الرعاية ويشعره بالأمان وينبغي أن تكون هذه المقومات الحقيقية لأي أسرة ولأي مجتمع.
الإعتداء الشعوري
- الصراخ في وجه الطفل.
- عدم التعبير عن التعاطف.
- السباب والشتائم.
- عدم وجود رعاية.
- الإمتهان والإذلال.
- عدم وجود شخص أمين يحكي له.
الإعتداء البدني
- الضرب و صفع الوجه.
- ترك الشخص وحده.
- التدافع والدفع العنيف.
- تقديم طعام أو سكن أو ملبس غير مناسب.
- الغضب الشديد.
- عدم تعليم الشخص كيفية رعاية نفسه.
الإعتداء الجنسي
- الدعابات الماجنة او الدعابات السخيفة التي تحمل دلالات جنسية.
- عدم تعليم الطفل المعلومات السليمة.
- تحسس الجسد والإثارة الجنسية.
- نقص تعليم الأباء لأبناءهم لحقيقية الجنس.
- الإعتداء الجنسي من طريق الأعضاء التناسلية أو الفم.
- عدم التعود علي نمط جنسي سليم.
الإعتداء الروحاني
- الإكتفاء بتعليم شخص عن عقاب الله دون تعليمه عن نعمه وغفرانه .
- الفشل في الحصول على القيم الروحية السليمة ،الغرور بالتدين والكبرياء.
- النمط الغير صحي للحياة.
المراجع:
( مرجع رقم 1 )
( مرجع رقم 2 )
( مرجع رقم 3 )
( مرجع رقم 4 )
( مرجع رقم 5 )