شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

اضطراب الشخصية الوسواسية وما الفرق بينها وبين الوسواس القهري


بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
فتاة تعاني من اضطراب الشخصية الوسواسية

المقدمة

اضطراب الشخصية الوسواسية أحد الاضطرابات النفسية والتي من الممكن أن يتعرض له أي شخص توفرت لديه بعض العلامات التي تشير بتلك الإصابة، وفيما يلي نتعرف على اضطراب الشخصية الوسواسية بمزيد من الإيضاح، مع التطرق للأسباب التي نتج عنها ذلك الاضطراب، وكيفية إجراء التشخيص السليم، مع تحديد الفرق ما بين اضطراب الوسواس القهري، والشخصية الوسواسية لتحديد طرق العلاج المُثلى.

ما هي الشخصية الوسواسية؟

تعريف الشخصية الوسواسية هو حالة من العزلة التي يُصاب بها الشخص مع فقده القدرة على التكيف مع وسطه المحيط، بسبب أن تلك الشخصية ليس من السهولة أن تثق بأحد وهذا الاضطراب يستوجب التكيف بشكل جيد مع المصاب، وإيجاد طريقة لكيفية التعامل معه.

وبعد أن تعرفنا على مفهوم الشخصية الوسواسية نتطرق إلى الاضطراب نفسه حيث أنه يعد إحدى الاضطرابات التي تواجه بعض الأشخاص.

ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية؟

اضطراب الشخصية الوسواسية هو ذلك الاضطراب الذي يكون فيه الوصول للكمال غاية لدى المصاب وقد أوضحنا هذا من خلال تعريف موجز عن الشخصية الوسواسية، لذا فهذا الاضطراب له علاقة بزيادة شك المصاب في عدم قدرة الآخرين على تنفيذ ما يريده بالترتيب المطلوب، وهذا الاضطراب تنتج عنه العديد من المشكلات والتي من أبرزها أن المريض يجد نفسه وحيدًا ومنعزل وهذا لبعد الجميع عنه بسبب رغبته في التحكم بمسار الجميع.

الأمراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الوسواسية

الأشخاص ممن لديهم معاناة مع الشخصية الوسواسية يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ :

الأمراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الوسواسية

  • مرض الاكتئاب الحاد.
  • الدخول دائرة الإدمان.
  • اضطراب الوسواس القهري.

وبعد التطرق لاضطراب الشخصية الوسواسية نتعرف على أهم الأسباب التي أدت إليه من خلال ما يلي:

 أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية

أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية لم تتوصل لها الدراسات العلمية بالدقة الكافية، ولكن العديد من الاتجاهات تقف أمام ظهور أعراض هذا الاضطراب على شخص ما، وترجح أن تكون الأسباب عبارة عن مزيج ما بين بعض العوامل الوراثية، والعوامل البيئية والخبرات الحياتية، والمواقف التي مر بها المصاب.

و بعد أن ناقشنا الأسباب التي تقف وراء الإصابة بهذا الاضطراب نتطرق إلى العلامات التحذيرية الأهم التي تنبئ عنه:

أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية

يوجد العديد من الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الوسواسية قد تختلف من شخص إلي آخر و هي:

  • يحاولون القيام بكل شيء بأنفسهم دون مساعدة من الآخرين.
  • الرغبة في فرض السيطرة
  • لا يستغلون ما يملكونه من وقت جيدًا.
  • لا يهتمون بمدى التأثير السلبي لسلوكياتهم على الآخرين.
  • حينما يكلفون أحد بأداء عمل ما، يضعون له قائمة من الأوامر.
  • مهملين للكثير من جوانب حياتهم حيث أنهم يركزون على جانب واحد، مع إهمال الأمور الحياتية الأخرى.
  • من الصعب أن يفوضوا الأعمال للآخرين للقيام بها.
  • لا يأخذون إجازاتهم، أو القسط الكافي لهم من الراحة لإفراطهم وتفانيهم في العمل والإنتاج.
  • الجمود الشديد في التفكير.

ومع البيان السابق المشتمل على مختلف العلامات التحذيرية التي تشير إلى اضطراب الشخصية الوسواسية، ينبغي أن نتعرف على الفارق الرئيسي من بينه، وبين اضطراب الوسواس القهري.

ما هو الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري؟

الفرق بين الشخصية الوسواسية والوسواس القهري يكمن في بعض الفروق سنتعرف عليها كالآتي:

الوسواس القهري

مجموعة من الهواجس، والمعتقدات التي تحاصر فكر المصاب، وهي أفكار متلاحقة ومتكررة، وفي أغلب الحالات تكون أفكار غير مرغوب فيها، مما ينتج عنها حالة من التوتر والقلق الشديدين.

الشخصية الوسواسية

وهي كما تعرفنا عليها في السابق تعد حالة يريد المصاب فيها أن يفرض كامل قوته، وسيطرة  نمط تفكيره ومعتقداته على كل من حوله، مع تمسكه بأداء كل المهام بنفسه لأنه يعتقد في فشل الآخرين، وعدم كفاءتهم.

العلاقة بين اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية والسلوك العدواني

اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية والسلوك العدواني هي أنه بالفعل الشخص المتسم ببعض السمات الوسواسية قد تكون لديه أفكار يريد من خلالها أن يبرر وجهة نظره ويثبتها حتى ولو كان ذلك بصورة أقرب إلى العدوانية.

بالرغم من أن الاضطراب الخاص بالوسواس القهري غير مرتبط بالتثبيطات السلوكية إلا أن بعض التقارير الطبية عن بعض مصابي الوسواس القهري قد أثبتت أن بعض من هؤلاء المرضى في لحظةٍ ما قد يصابون بنوبة غضب انفعالية عارمة تتسم ببعض سمات العدوان على الآخرين، ومن هم بصدد العلاج من الوسواس القهري،  تكون لديهم بعض السلوكيات العدوانية، والتي يجب أن يتم علاجها أيضًا.

بعد التطرق للعلاقة ما بين الشخصية الوسواسية وظهور بعض السمات التي تشير للعدوانية نتطرق إلى وسيلة من ضمن وسائل التشخيص للحصول على العلاج الملائم للحالة وهي الاختبار المخصص للكشف عن حالة الشخصية الوسواسية لدى المصاب.

اختبار اضطراب الشخصية الوسواسية

اختبار الشخصية الوسواسية من الممكن الاستعانة به كفحص مبدئي لك عن مدى الإصابة بهذا الاضطراب، وتكون الإجابة عن الاختبار من خلال أبدًا أحيانًا، غالبًا، دائمًا.

  • عندما تقوم بعمل شيء ما هل تتحقق من الخطأ بكثرة؟
  • هل لا يمكنك بدأ العمل ما لم يكن المكتب مرتب؟
  • أيًا كان ما تقوم بفعله، هل تكرره ليظهر بشكل أفضل؟
  • هل لا تعتبر عملك مكتمل ما لم تكن كل التفاصيل مضبوطة؟
  • هل سبق لك الفشل في إكمال عملك بالتوقيت الذي حددته؟
  • هل تتأخر بالعمل حتى المساء؟
  • هل تعمل بعطلتك الأسبوعية؟
  • هل سبق لك تأجيل العطلة بسبب العمل؟

بعد التطرق لأبرز المعلومات عن الاختبار الخاص بالشخصية الوسواسية، والذي يعد تشخيص مبدئي ولا يغني عن استشارة متخصصين نتعرف على أهم طرق العلاج.

كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية

علاج الشخصية الوسواسية لا بد وأن يكون وفقًا لخطط علاجية منظمة، ومتكاملة، حتى يتم علاج المصاب من كافة جوانب القصور التي تتسبب فيها الشخصية الوسواسية، وعن خطوات العلاج نتحدث على النحو الآتي:

العلاج المعرفي السلوكي

الهدف الأساسي من تلك الاستراتيجية العلاجية عمل تحسين كامل للانفعالات، أو ما يعرف بالإشارات الاجتماعية أو لغة الجسد التي يتعامل من خلالها المصاب مع من حوله، حيث أنه من المعروف أن مصاب الشخصية الوسواسية يُعاني وبشدة من قلة الانفتاح مع العالم الخارجي المحيط به.

الجلسات الخاصة بالعلاج السلوكي المعرفي يتم تنظيمها ما بين الطبيب والمصاب بحيث يكون هناك لقاء بينهما على الأقل مرة كل أسبوع، حيث يتلقى فيها المصاب بعض الدروس التدريبية على بعض المهارات التي يكون فيها قصور لدى المصاب وتعمل تلك الجلسات علي:

  • معرفة الأسباب التي تدفع لشعور المريض بالقلق والتوتر.
  • توجيهه للتقليل من العمل، ومحاولة أن يركز المريض على الاندماج مع الأسرة، وتكوين روابط وعلاقات اجتماعية.

العلاج الدوائي

قد يفكر المعالج في أن يصف بعض الأدوية التي تساعد في تحسن الحالة، وهذا العلاج الهدف منه التقليل من نسبة القلق والتوتر، وحدة الأعراض التي تنتاب مريض الشخصية الوسواسية.

العلاج الاسترخائي

يتضمن هذا البروتوكول العلاجي التدريب على كيفية الشعور بالهدوء والاسترخاء، وذلك بممارسة بعض تمارين التنفس، وكذلك ممارسة رياضة اليوجا، والتي تساعد المصاب على تصفية الذهن.

العلاج لا بد وأن يكون على يد نخبة مختصة من المعالجين النفسيين، وهذا ما توفره مستشفي دار الهضبة لمعالجة الإدمان، وتأهيل المريض النفسي، ومريض الاضطراب السلوكي، وترويض مرضى اضطرابات الشخصية، ومن بينهم مرض الشخصية الوسواسية، وخطط العلاج المتخذة هي الأفضل والتي توصي بها المعايير العالمية للعلاج النفسي.

هل التغيير بنمط الحياة يفيد في العلاج؟

بالطبع فإن العلاج الموجه لمريض الشخصية الوسواسية يُساعد بشكل كبير الأسرة في إيجاد طريقة جيدة للتعامل مع المصاب يرشدهم لها الطبيب، وبالتالي تكون كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية مرتبطة بمحاولة تغيير شكل ونمط الحياة اليومي، والذي من الممكن أن تُساعد فيه العائلة.

من الممكن عمل تحويل للأولويات أو عمل تقسيم عادل لها أي أن المصاب بالشخصية الوسواسية ينبغي ألا يكرس وقته وأولويات يومه على العمل فقط، وإنما يستدعي الأمر إعطاء أهمية للعلاقات الاجتماعية، ومزاولة الرياضة وبعض الأنشطة الترفيهية خلال اليوم، وهذا يسهم في تحسن الحالة.

العلاج المناسب لن يمكن التوصل له إلا بالاعتماد على معالجين نفسيين ذوي رأي صائبٍ وموثوق عن كيفية التعامل مع الشخصية الوسواسية وهذا ما يتوفر في مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية ومختلف اضطرابات الشخصية والتي منها الشخصية الوسواسية، والعلاج يتم فقط من خلال خطة متكاملة يقوم عليها فريق طبي مؤهل للتعامل مع مثل تلك الحالات، وتتم مختلف خطوات العلاج في سرية تامة حفاظًا على خصوصية المريض.

ملخص المقال

من خلال ما سبق تعرفنا على اضطراب الشخصية الوسواسية وقد تطرقنا إلى تعريف الشخصية التي تعاني الوسواس، وأهم الأسباب التي أدت لهذا الاضطراب، والعلامات التحذيرية التي تشير للإصابة كما أوضحنا العلاج للمعانين من هذا الاضطراب.

للكاتبة / ا. سارة حمدي.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر الأطباء المتخصصيين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبدًا عن الاستشارة للأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو  علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون اللجوء لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول اضطراب الشخصية الوسواسية

تقول بعض الدراسات أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب في الشخصية من النساء، حيث يعد من بين أكثر الاضطرابات انتشارًا.

العلاج يعتمد على نهج ثلاثي المحاور ولا بد من اكتمالها حتى يكون العلاج متكامل، وكما أشرنا فالعلاج يعتمد على الجلسات النفسية، والعلاج بالأدوية، والعلاج السلوكي.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة